التحرك الدبلوماسي الناشط يترافق مع تدهور حربي كبير من غزة الى الجنوب اللبناني

هل قررت اسرائيل توسيع رقعة الحرب عبر لبنان لدخول المعركة المدمرة؟ رئيس وزراء العدو يسعى بكل قوة الى عدم توقف القتال، لان السلام يبعده نهائياً عن السلطة، ومعه تنتهي حياته السياسية. الحدود الجنوبية اللبنانية شهدت طوال يوم امس عنفاً غير مسبوق، منذ اندلاع الاشتباكات، وقد خرق العدو الاسرائيلي قواعد الاشتباك وتجاوز الخطوط الحمر فقصف المنازل وحتى المدارس فارعب طلاب احدى المدارس الرسمية القريبة من الحدود، فغادر الطلاب صفوفهم بحالة من الذعر الشديد. وشمل القصف المعادي معظم قرى الجنوب واوقع ضحايا بينها عناصر لحزب الله وصفت بانها قيادية. ومقابل هذا العنف ردت المقاومة الاسلامية، وبالتحديد حزب الله، فقصف بعدد من المسيرات مركز القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي في صفد، ويبعد حوالي اثني عشر كيلومتراً عن الحدود، واصابه اصابات مباشرة. وقد اعترف العدو بذلك. وهكذا تتدرج الاشتباكات تصعيداً وتقصف يوماً بعد يوم مما يهدد بدخول لبنان الحرب.
في هذه الاجواء المقلقة، تنشط الديبلوماسية في محاولة للجم القتال، ووقف اطلاق النار في غزة، لكي ينعكس هدوءاً على الجبهة اللبنانية. ويواصل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين، في محاولة لتهدئة الاوضاع، الا ان مهمته وصفت بانها صعبة، وقد يعود الى الولايات المتحدة مرة جديدة بلا نتيجة. ويعلق المسؤولون اللبنانيون امالاً على زيارة مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين، الذي يزور لبنان هذا الاسبوع، وكان قد اعلن انه لن يتمم هذه الزيارة الا اذا حققت محادثاته مع العدو الاسرائيلي النجاح. فهل توصل الى حل ينهي الصراع على الحدود الجنوبية اللبنانية؟ هوكستين كان على اتصال دائم مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب وقد التقاه امس في روما قبل مجيئه الى لبنان. وذكرت انباء صحافية ان هوكستين غير معني بمزارع شبعا لان القضية بين لبنان وسوريا.
ويزور لبنان ايضاً وزيرة الخارجية الالمانية، وهي تسعى لتخفيف حدة التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية. فماذا تحمل معها من حلول. لقد تسربت انباء عن العمل على زيادة عدد عناصر الجيش اللبناني، وزيادة الجنود الالمان في اليونيفيل، لتمكين الشرعية من ضبط الوضع وتنفيذ القرار 1701، باب الحل الوحيد المتوفر حالياً.
وفي لبنان ايضاً وكيل الامين العام للامم المتحدة لادارة عمليات حفظ السلام، جان بيار لاكروا والوفد المرافق. وقد جال على المسؤولين اللبنانيين. فزار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ومدير عام الامن العام بالانابة الياس البيسري. وكان يرافقه في زياراته قائد قوات اليونيفيل اللواء ارلدو لاثارو والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل حربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان. واكد لاكروا التزام الامين العام والامم المتحدة تجاه لبنان، واستمرارهما ببذل الجهود مع المجتمع الدولي، لخفض التصعيد، وصولاً الى وقف دائم لاطلاق النار. واثار تخوفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة وفي لبنان.
وتسلم لاكروا من الرئيس بري دراسة، اعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية، تتضمن مسحاً شاملاً لاعتداءات اسرائىل وامكنتها، والاضرار الناجمة عنها، وعدد الشهداء في صفوف المدنيين، والمساحات الزراعية والحرجية التي طاولتها الحرائق جراء استهدافها بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، وطالب المسؤولون اللبنانيون المجتمع الدولي بوقف العدوان. وقال ميقاتي نحن طلاب استقرار دائم، وندعو الى حل سلمي دائم، لكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان، والموقف الذي اكرره لهؤلاء الموفدين هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟
وبدوره دعا لاكروا كل الاطراف الى التهدئة ودعم الجيش في الجنوب، واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق.