السودان: قائد «الدعم السريع» يلتقي قادة مدنيين خلال جولة خارجية وصفها البرهان بـ«أعمال عدائية»
أنهى قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو الإثنين جولة خارجية لدول جوار السودان، في وقت تضاعف الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) جهودها لحمله وقائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان على التفاوض. ولم يلتق القائدان العسكريان منذ اندلاع حرب أدت إلى سقوط 12 ألف قتيل، وفق تقدير منظمة «أكليد»، ويعتقد أن هذا الرقم أدنى من الحصيلة الفعلية.
التقى قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، الإثنين، سياسيين مدنيين مؤيدين للديمقراطية في أديس أبابا، وهي المحطة الأخيرة له في جولة خارجية.
وصار لقوات الدعم السريع شبه العسكرية اليد الطولى في الحرب المدمرة المستمرة مع الجيش السوداني منذ 9 أشهر.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي بدا فيه أن دقلو، المعروف باسم حميدتي، يقدم نفسه كزعيم محتمل لبلد يعاني الآن من أكبر أزمة نزوح في العالم، في ظل شح المساعدات لملايين المحتاجين وسط خطر المجاعة.
واستقبل قادة في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي حميدتي خلال هذه الجولة، في ما وصفها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بأنها أعمال عدائية.
وأدى التهديد بمزيد من التوسع لقوات الدعم السريع، التي سيطرت على وسط السودان ومعظم غربه، إلى إطلاق دعوات للمدنيين لحمل السلاح، في حين حذر مراقبون من وقوع حرب أهلية شاملة.
واتهمت لجان المقاومة في الأحياء، المؤيدة للديمقراطية والمناهضة للجيش، قوات الدعم السريع بقتل مئات المدنيين، وتنفيذ جرائم خطف ونهب في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها أواخر الشهر الماضي.
وكان مئات الآلاف من النازحين قد لجأوا إلى ود مدني قادمين من العاصمة الخرطوم الواقعة إلى الشمال منها. وقال مدنيون في قرى بالولاية، إن جنوداً من قوات الدعم السريع داهموا منازل بغرض سرقة السيارات وخطف النساء.
ما الهدف من كل اللقاءات التي يقوم بها قائد قوات الدعم السريع؟
ودفع هذا النمط، الذي تكرر طوال فترة الحرب، الولايات المتحدة الشهر الماضي إلى القول إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن التطهير العرقي في ولاية غرب دارفور.
وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع الإثنين، اعتذر حميدتي عن الانتهاكات في ولاية الجزيرة، وقال إن قيادة قوات الدعم السريع تعمل على القبض على «المتفلتين».
وأضاف: «نكرر دعوتنا للمجتمع الإقليمي والدولي للتفكير بتفاؤل بصراعنا ونضالنا… وذلك بالنظر إلى المستقبل الجديد للسودان بعد تحقيق السلام».
وكرر الدعوات من أجل تحقيق المساواة والديمقراطية، اللتين طالما طالب بهما السياسيون المدنيون الذين التقى بهم يوم الاثنين.
وأُطيح العديد من أعضاء المجموعة، ومنهم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، من السلطة في عام 2021 عندما قاد الجيش وقوات الدعم السريع انقلاباً أنهى التحول الديمقراطي في السودان بعد سقوط عمر البشير عام 2019.
وقال البرهان، في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إن أولئك الذين قدموا الدعم لقوات الدعم السريع متواطئون في جرائمها.
وفي إشارة إلى المحادثات السابقة في جدة، قال البرهان إن الطريق نحو إنهاء الحرب سيكون بخروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة وعودة الممتلكات المنهوبة.
وقبل الزعيمان دعوة للاجتماع من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، لكن لم يتم الإعلان عن تفاصيل حول هذا الاجتماع.
كما اتهم المرصد السوداني لحقوق الإنسان الجيش بارتكاب جرائم حرب، وذكر في تقرير نشره اليوم، أنه قتل 118 شخصاً في غارات جوية على مدينة نيالا بغرب البلاد في أواخر كانون الأول (ديسمبر).
فرانس24/ رويترز