التمديد للقادة الامنيين لاقى الترحيب والارتياح فهل يكمل المجلس النيابي وينتخب رئيساً؟

من غزة الى الحدود الجنوبية اللبنانية الحرب مع العدو الاسرائيلي تزداد حدة واشتعالاً، وهي في سباق مع المحاولات الدبلوماسية المكثفة التي تسعى الى التهدئة. ففي غزة تدور الاتصالات حول التوصل الى هدنة انسانية يتخللها اطلاق بعض المحتجزين لدى حماس مقابل اطلاق فلسطينيين من السجون الاسرائيلية، ويضغط اهالي المحتجزين لدى حماس على حكومة نتانياهو لوقف القصف والاشتباكات، والموافقة على هدنة على غرار ما حصل قبل اسبوعين. وفي الجنوب اللبناني تنشط الدبلوماسية الاميركية والفرنسية والعربية لوقف الاشتباكات وتهدئة الوضع ومنع انزلاق لبنان الى الحرب، وتندرج زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في هذا الاطار. فهي حثت اسرائيل على وقف القصف على غزة والموافقة على هدنة انسانية، وتصل الى بيروت اليوم للبحث مع المعنيين في وقف الاشتباكات وتنفيذ القرار 1701، الذي يضمن الامن والاستقرار، بحيث يتسلم الجيش اللبناني الحدود على طول الخط الازرق، تعاونه قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل).. وكان من المتوقع ان تصل الى بيروت يوم الجمعة الماضي الا ان عطلاً طرأ على الطائرة التي تقلها، مما اضطرها الى تأخير الزيارة. فهل تكون حظوظ كولونا افضل من مساعي الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي زار لبنان مرات دون ان يحقق اي خطوة الى الامام. كذلك كان قد تردد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور لبنان ويتفقد الجنود الفرنسيين العاملين مع اليونيفيل، الا انه عدل عن الزيارة. وكان الموفد الاميركي جايك سوليفان قد زار اسرائيل وعمل على تهدئة جبهة الشمال مع لبنان ومنع توسع رقعة الحرب، وشدد على ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701.
على الصعيد الداخلي احتل التمديد لقادة الاجهزة الامنية، وخصوصاً قائد الجيش العماد جوزف عون واجهة الاحداث، فكان لهذا القرار اهمية خاصة، بعد جدل استمر اسابيع وتقاذف للملف بين المجلس النيابي والحكومة، الى ان حسم الموضوع، فكان لقرار التمديد صدى واسع في الاوساط اللبنانية والخارجية، وعم الارتياح جميع فئات الشعب اللبناني وقد صدق الرئيس نبيه بري الذي قال ان اللبنانيين جميعاً مع الجيش. بالطبع وكما في كل الملفات تصدر اصوات تخرج عن الاجماع، لمصلحة شخصية وهدف سياسي، الا انها تبقى مجرد كلام لا تأثير له، خصوصاً وان العماد جوزف عون اثبت خلال قيادته المؤسسة العسكرية انه يتمتع بكفاءة عالية، واستطاع رغم الانهيار الذي يشمل كل القطاعات ان يحافظ على ثبات الجيش، الذي هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بكل تجرد من اجل المصلحة العامة، وهو مدعو اليوم في حال نجحت المساعي ان يلعب دوراً كبيراً في تنفيذ القرار 1701 واعادة الهدوء والاستقرار ونشر الطمأنينة في نفوس اللبنانيين القلقين.
ونجاح المجلس النيابي في حسم ملف العماد جوزف عون منع الشغور من التمدد، وحرك القيادات الدينية والاوساط السياسية الى المطالبة بان يكمل المجلس خطواته الدستورية، وينتخب رئيساً للجمهورية، تكون معه الخطوة الاولى في اطلاق معركة النهوض بلبنان، عبر تشكيل حكومة تكون على مستوى الاحداث وقادرة على مواجهة الازمات الكبرى التي يعاني منها البلد. فهل يكمل النواب عملهم ويعوضوا عن التقاعس الذي كانت له تداعيات سيئة للغاية على البلاد؟ فلماذا لا يتكرر مشهد جلسة التمديد؟
خطوة ايجابية اخرى سجلتها الحركة السياحية، فبعد كلام كثير عن ان موسم الاعياد هبط الى الصفر، وان لا مغتربين ولا سياح هذه السنة بسبب التوتر على الحدود الجنوبية، فاذا باعداد المغتربين الوافدين الى لبنان لتمضية الاعياد مع الاهل والاصدقاء، تسجل ارتفاعاً ملحوظاً ومتزايداً يوماً بعد يوم وقد بلغ عدد الوافدين يومياً عشرة الاف. ويتوقع ان يرتفع العدد مع تقدم الايام. ويقول المسؤولون عن هذا القطاع ان نسبة الزوار توازي ما كانت عليه العام الماضي. وهذه الحركة الناشطة تترك تداعيات ايجابية على قطاع الفنادق والمطاعم واماكن السهر، وتنعش الاسواق. ان الخلاص من الوضع المزري الذي نعيشه اليوم، هو في يد المجلس النيابي فاذا انتخب رئيساً للجمهورية، فان التداعيات ستكون كبيرة ونقلب الاوضاع رأساً على عقب. فهل يقدم الرئيس بري على تعيين جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس؟