رئيسيسياسة عربية

اسرائيل تواصل قصفها الكثيف لجنوب قطاع غزة والمدنيون ينتظرون المساعدات

يواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة.
خلال الليل أشارت حركة حماس إلى اشتباكات عنيفة في وسط قطاع غزة فيما أفادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية بمقتل 12 شخصاً وإصابة «العشرات» إثر غارة جوية في رفح في جنوب القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون «حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها».
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي من خان يونس «استسلام أشخاص (…) يسرع في نجاحنا وهذا ما نريده: التقدم بسرعة» موضحاً أن الجيش «يكثف» عملياته في جنوب القطاع مع تعزيز وجوده في الشمال.
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من قطاع غزة.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعاً نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيلياً، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجيناً فلسطينياً. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18205 أشخاص، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 104 فيما أُصيب 582 آخرين.

«مروع وكارثي»

وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الوضع في غزة مساء الاثنين بأنه «كارثي ومروع» مع دمار «أكبر» نسبياً مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1،9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من سكان القطاع.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الاثنين «لا مكان آمناً فعلًا في قطاع غزة، حتى مباني الأمم المتحدة (…) تعرضت للقصف».
وأضاف «يزيد عدد الأشخاص الذين لم يأكلوا منذ يوم أو اثنين أو ثلاثة (…) الناس يفتقرون إلى كل شيء».
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول (ديسمبر) «يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ».
وأضاف «تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية»، في حين أن «غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض» خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وقالت سمر شلهوب البالغة 18 عاماً «لا نظافة ولا غذاء ولا مياه لا نحصل على الفوط الصحية وعلينا أن نستخدم قطع القماش».
وروت النازحة أم محمد الجبري (56 عامًا) التي تقيم حالياً في منزل أخيها في رفح والتي خسرت سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلها لوكالة فرانس برس «كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إنّ رفح ستكون آمنة. لكنّ العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمناً».

مساعدة من دون وقف إطلاق النار؟

ناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الاشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين إقامة نقطتي تفتيش إضافيتين لتفتيش الشاحنات قبل دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر ما سيؤدي بحسب قوله إلى «مضاعفة» كميات المساعدات التي تدخل.
وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع خاص الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني».
وقد تصوت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» و«الافراج الفوري وغير المشروط» عن كل الرهائن.
وقال جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض «لا زلنا لا نؤيد وقفاً لإطلاق النار لأن ذلك سيترك السيطرة لحماس في قطاع غزة لكننا ندعم بشكل مطلق هدنات إنسانية إضافية».
و«الهدنة الإنسانية» هو التعبير المستخدم في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) لوصف هدنة استمرت أسبوعاً في قطاع غزة أتت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية سمحت بدخول المزيد من المساعدات والافراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

هجوم في البحر الأحمر

وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.
وأصاب صاروخ اطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ناقلة النفط «ستريندا» التي تنقل مواد كيميائية وترفع علم النروج قبالة سواحل اليمن من دون أن يسفر الهجوم عن ضحايا بحسب الجيش الأميركي.
ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمرّدون اليمنيون السبت بمنع مرور السفن المتوجّهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة.
وبعيد ساعات من هذا التهديد، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجّهتين نحوها.
وبعد تبادل جديد للقصف الاثنين بين إسرائيل وحزب الله بحث بيني غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في «الهجمات المتزايدة» لحزب الله وحاجة إسرائيل «إلى القضاء على هذا التهديد».
بموازاة ذلك، أعربت الحكومة الأميركية عن «قلقها» إزاء معلومات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» ومفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض من صنع أميركي خلال ضربات في لبنان في تشرين الأول (اكتوبر).

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق