تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس ليوم واحد
مدّدت الهدنة بين إسرائيل وحماس في اللحظة الأخيرة الخميس، ليوم سابع إضافي من شانه السماح بالافراج عن رهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إلا ان القدس شهدت صباح الخميس هجوماً بأسلحة نارية نفذه شخصان عند محطة توقف حافلات قتل خلاله شخصان وأصيب ثمانية بجروح إصابة خمسة منهم خطرة وفق الشرطة الإسرائيلية.
وبدأ سريان الهدنة في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) بعد عمليات قصف إسرائيلية عنيفة استمرت سبعة أسابيع دونما هوادة على قطاع غزة رداً على هجوم غير مسبوق لحركة حماس داخل أراضيها شن انطلاقاً من القطاع في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وخطف خلال الهجوم نحو 240 شخصاً واقتيدوا إلى قطاع غزة وفق السلطات الإسرائيلية.
وقبل دقائق من انتهاء العمل بالهدنة الخميس عند الساعة السابعة صباحاً (الخامسة ت غ)، أعلن الجيش الاسرائيلي على منصة إكس أن «الهدنة العملياتية ستستمر في ظلّ جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح الرهائن» وفقاً للشروط المتّفق عليها مسبقاً بين الطرفين، بعد عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين مع أسرى فلسطينيين خلال الليل.
وأضاف «بموجب شروط الاتفاق تلقت إسرائيل قبل قليل لائحة (بأسماء) نساء وأطفال» من دون أن يحدد عدد هؤلاء الرهائن الذين سيفرج عنهم.
بدورها، أعلنت حركة حماس صباح الخميس أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة السارية بين الطرفين منذ ستّة أيام ليوم إضافي وقالت في بيان «تم الاتفاق على تمديد الهدنة ليوم سابع» وهو ما أكدته قطر التي كانت تجري مفاوضات مكثفة بدعم من مصر والولايات المتحدة لتمديد الهدنة.
وسمحت الهدنة التي بدأ سريانها الجمعة الماضي لمدة أربعة أيام من ثم مدّدت يومين، بإطلاق سراح 70 رهينة إسرائيلية و210 معتقلين فلسطينيين.
كذلك، أطلق سراح نحو 30 أجنبياً معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، خارج إطار هذا الاتفاق. وسمحت الهدنة أيضاً بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى إسرائيل لإجراء محادثات حول زيادة المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة وتمديد الهدنة.
وقال بلينكن الأربعاء على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل «سنركّز خلال اليومين المقبلين على بذل كلّ ما في وسعنا لتمديد الهدنة حتى نتمكّن من مواصلة إخراج المزيد من الرهائن وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية».
إطلاق سراح 16 رهينة إضافية
وفيما كانت المفاوضات مستمرة في الكواليس لتمديد الهدنة، جرت عملية التبادل السادسة لمعتقلين فلسطينيين مع رهائن من حماس ليل الأربعاء الخميس.
وسلّمت حماس 10 رهائن إسرائيليين من بينهم خمسة من مزدوجي الجنسية (هولندي وثلاثة ألمان وأميركي) بالإضافة إلى روسيتين وأربعة تايلانديين للصليب الأحمر قبل نقلهم إلى إسرائيل.
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينياً، هم بحسب الوسيط القطري 14 امرأة و16 قاصراً.
ومن بين الأشخاص المحرّرين الناشطة الفلسطينية الشابة عهد التميمي التي اعتقلت مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بسبب منشور نسب إليها على إنستغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي يتوعد الإسرائيليين بـ «الذبح».
وقالت والدتها ناريمان التي لا يزال زوجها معتقلاً، إن ابنتها لا تقف وراء هذا المنشور إذ ان إسرائيل تعطل بشكل منهجي كل حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
صدامات أمام السجن
وكان في استقبال المعتقلين المفرج عنهم حشد من أقاربهم، لكن على غرار ما يحصل منذ ليال عدّة، اندلعت صدامات بين المحتفلين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خارج سجن عوفر الذي أطلق منه الأسرى. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ خمسة أشخاص أصيبوا بالرصاص الحي، أحدهم حالته خطرة.
وسمح اتفاق الهدنة بتسريع دخول المساعدة الانسانية الذي كان بطيئاً جداً. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأى الأربعاء أن «كمية المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين في غزة لا تزال غير كافية بتاتاً».
وشدد على الحاجة إلى «وقف إنساني فعلي لإطلاق النار».
وأكد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن سكان قطاع غزة يعيشون «كارثة إنسانية هائلة تحت أعين العالم».
ويخضع قطاع غزة لحصار جوي وبري وبحري إسرائيلي منذ تولي حركة حماس السلطة فيه العام 2007، وقد أطبقت الدولة العبرية حصارها هذا في 9 تشرين الأول (أكتوبر) مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.
ونزح 1،7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2،4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دماراً، إلى الجنوب، فيما تضرّرت أكثر من 50% من المساكن أو دُمّرت بالكامل جرّاء الحرب، وفق الأمم المتحدة.
«كنت لأتمنى أن أموت»
واستغل آلاف النازحين الهدنة للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة متجاهلين حظر فرضه الجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مناطق عدة هناك.
وقالت وعد طه، وهي فلسطينية غادرت منزلها في شمال غزة بعد أسبوعين من الحرب لوكالة فرانس برس «لو كنت أعلم أن الحياة في الجنوب (القطاع) ستكون على هذا النحو ما كنت غادرت، كنت لأتمنى أن أموت، لأن ذلك سيكون أفضل من الوضع الذي أعيش فيه الآن».
وأضافت «بعد وصولي إلى خان يونس والمخيم، بقيت في حالة صدمة يوماً كاملاً، لم أستطع التكلم، بعدما رأيت الخيم. كنا نشاهد صور النكبة عام 1948 على التلفزيون، لكن (الآن) أنا أشاهدها في الحقيقة».
وتابعت «الحياة هنا صعبة جداً والناس أصبحوا أشراراً» مشيرة إلى «شجارات يومية» بين نازحين وإلى «انتشار الأمراض».
ا ف ب