توافق «عربي أوروبي» على أهمية حل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني
توافقت دول عربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع «منتدى الاتحاد من أجل المتوسط» في إسبانيا الإثنين، على أهمية حل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وفيما قال مسؤول السياسة الخارجية في التكتل إن على السلطة تعزيز قدراتها في غزة، أكد وزير خارجية الأردن على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر من يحكمه وإن أي حديث عن إدارة القطاع بعد الحرب يجب أن يركز على الضفة الغربية وغزة ككيان واحد.
اتفق الاتحاد الأوروبي ودول عربية الإثنين خلال اجتماع في إسبانيا على أهمية حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل بأن قطاع غزة يجب أن يكون خاضعاً لحكم السلطة الفلسطينية.
وقال بوريل إن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين حضروا «منتدى الاتحاد من أجل المتوسط» في برشلونة، وكل الحضور تقريباً، اتفقوا على الحاجة إلى حل الدولتين.
وأضاف بوريل أنه ينبغي على السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات وتعزيز قدراتها، مشيراً إلى أن تجنب حدوث «فراغ في السلطة» هو «الحل العملي» الوحيد في المستقبل لقيادة قطاع غزة الذي تديره حالياً حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأضاف بوريل خلال مؤتمر صحفي: «أعتقد أن هذا هو الحل العملي الوحيد، لكنه سيكون قابلاً للتطبيق إذا دعمه المجتمع الدولي. وإلا فسنشهد فراغاً في السلطة سيكون أرضاً خصبة لكل أنواع المنظمات العنيفة».
«الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر من يحكمه»
في المقابل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر من يحكمه وإن أي حديث عن إدارة غزة بعد الحرب يجب أن يركز على الضفة الغربية وغزة ككيان واحد.
وينص حل الدولتين على إقامة دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب الدولة العبرية.
كما لفت الصفدي إلى أن «بعض المشاركين في أعمال المنتدى اليوم ما زالوا يرفضون الدعوة إلى وقف إطلاق النار»، وطالب بضرورة تنفيذه على الفور.
كذلك، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن السلطة الفلسطينية، التي فقدت السيطرة على القطاع في اقتتال مع حماس عام 2007، ليست بحاجة للعودة إلى غزة، مضيفاً: «لقد كنا هناك طوال الوقت، لدينا 60 ألف موظف عام هناك».
وكان الثلاثة يتحدثون في ختام اجتماع قصير لمنتدى الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، وهو تجمع يضم 43 عضواً من دول أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال المالكي إن هناك مساعي من قطر ومصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتمديد الهدنة، محذراً من أن استئناف الحرب بمجرد انتهاء الهدنة من شأنه أن يرفع عدد القتلى إلى مثليه لأن سكان غزة يتركزون حالياً في جنوب القطاع.
وتابع المسؤول الفلسطيني: «لدينا فرصة سانحة ستنتهي اليوم.. لتمديد وقف إطلاق النار.. أعوّل على دعم زملائي.. لإطلاق دعوة مدوية وقوية (من هنا) يمكن أن يصل صوتها إلى جميع أرجاء العالم: لا للحرب ونعم لوقف إطلاق النار».
وأعلنت قطر عن تمديد الهدنة الحالية، ومدتها أربعة أيام، ليومين آخرين. وهذه الهدنة هي أول توقف للقتال المستمر منذ سبعة أسابيع.
«غياب إسرائيل بسبب القلق الواضح من العداء»
ولم تشارك إسرائيل في هذا المنتدى الذي ألقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كلمة أمامه ممثلاً لمجموعة وزراء من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن غياب إسرائيل بسبب القلق الواضح من «العداء» لها يسلط الضوء على «خلافات عميقة». وأضافت: «لهذا السبب بالتحديد أنا هنا اليوم، على الرغم من أن ألمانيا لم تهتم كثيراً من قبل بهذه الاجتماعات. ونظراً لأن الخلافات تزداد عمقاً، يتعين علينا أن نجلس معاً وأن نتحدث ونستمع لبعضنا البعض».
هذا، وقال وزير الخارجية السعودي للصحافيين عقب انتهاء المؤتمر: «لقد أوصلنا رسالتنا، من المهم إقرار وقف إطلاق النار على الفور وأن نبني على الهدنة الحالية القائمة».
والهدنة الحالية هي أول توقف للقتال المستمر منذ سبعة أسابيع بعد هجوم حماس على إسرائيل الذي أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة في غزة.
ورداً على الهجوم، قصفت إسرائيل القطاع وشنّت هجوماً برياً على الجزء الشمالي منه. وتقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 14800 فلسطيني قتلوا وشُرد مئات الآلاف.
فرانس24/ رويترز