اتفاق الهدنة في غزة هل يتمدد الى لبنان فتتوقف الاشتباكات عند الحدود الجنوبية؟
ذكرى الاستقلال مرت بقلق على المصير في ظل تقاعس المجلس النيابي عن انتخاب رئيس للجمهورية
يبدأ غداً تطبيق الاتفاق الذي تم، بعد جهود مضنية بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة، بين حماس والعدو الاسرائيلي، هذا اذا التزم جيش الاحتلال بالاتفاق الذي ينص على هدنة مؤقتة مدتها اربعة ايام، وتبادل عدد من الاسرى. فتطلق حماس نحو خمسين اسيراً من النساء والاطفال، ويخرج من السجون الاسرائيلية عدد من النساء والاطفال الفلسطينيين المسجونين ظلماً وتعسفاً ويبلغ عددهم المئة والخمسين، فهل تطبق هذه الهدنة على الحدود الجنوبية اللبنانية، فتوقف اسرائيل اعتداءاتها على القرى والبلدات الجنوبية؟ حتى الامس كانت الاشتباكات لا تزال مستمرة وكان تبادل للقصف، حيث طاولت القذائف الاسرائيلية بعض المنازل واستهدفت السكان والاعلاميين سقط بنتيجتها صحافيان من محطة الميادين هما فرح عمر وربيع المعماري ومواطن ثالث كان يرافقهما، وقد جرى تشييعهم امس وسط موجة عارمة من الاستنكار والادانة للاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف الاعلاميين اينما استطاعت، لانها لا تريد ان ينقلوا الصورة السوداء عن جرائمها البشعة، التي اقل ما يقال عنها، انها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. كان مقرراً ان يبدأ التطبيق اليوم ولكن يبدو ان بعض التفاصيل اخرته الى الغد.
في هذا الجو المصبوغ بالدم والنار والدمار صادفت امس ذكرى استقلال لبنان فمرت بصمت مطبق وقلق على المصير. وغابت الاحتفالات التي كانت تميز هذا اليوم المجيد. فلا رئيس للجمهورية يترأس العرض العسكري، الذي كان يقام كل سنة في مثل هذه المناسبة، ولا وضع مستقراً، بسبب ما يدور على الحدود الجنوبية، والذي بات يهدد بالانزلاق الى الحرب المدمرة. وعن اي احتفال نتحدث وعن اي استقلال، والدولة كلها غائبة، وسط فراغات تتمدد يوماً بعد يوم. فلا حكومة كاملة المواصفات والمجلس النيابي معطل والادارة مشلولة، والجيش يقاوم وحده هذا الوضع المزري، ويؤمن الحد الادنى من الامن والاستقرار، ويواجه النزوح السوري غير الشرعي. ولولا هذا الجيش رمز الوفاء والتضحية لما بقي لبنان.
رئيس حكومة تصريف الاعمال زار بالمناسبة قلعة راشيا رمز الاستقلال، وكانت له كلمة بالمناسبة جدد فيها الدعوة الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يعيد انتظام دورة الحياة الى جسد الدولة المنهك… وقال تطل علينا الذكرى الثمانون للاستقلال ووطننا في مهب عواصف عاتية داخلية وخارجية، تتمثل في ازمتيه السياسية والاقتصادية، وفي عبء النزوح الرازح على صدور مدنه وقراه، وفي العدوان الاسرائيلي المتمادي على الجنوب. واضاف: عوض العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال تشغله اسرائيل التي لم تشبع آلتها التدميرية بعد من لحوم الاطفال ودماء النساء في غزة الجريحة… وعلى المجتمع الدولي ان يردعها عن عدوانها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الانسان، وعن استمرار في ارتكاب المجازر والابادات الجماعية واخرها اغتيال الاعلاميين ربيع المعماري وفرح عمر، وبالامس المصور الشهيد عصام عبدالله. وختم ميقاتي كلمته بتحية الى قائد الجيش قائلاً ان جهودك حمت المؤسسة العسكرية وصانتها من العواصف وهي محل تقديرنا جميعاً وتؤمن استمرارية استقرار الجيش ودوره.
وكانت لميقاتي سلسلة محطات، بدءاًمن مجدل عنجر الى دار الفتوى في البقاع الغربي وزحلة، ثم دار الفتوى في راشيا ثم مقر قيادة كتيبة المشاة الثامنة في الجيش حيث دوّن كلمة.
في هذه الذكرى المجيدة الا يجدر بالمجلس النيابي ان يساهم في المساعدة على انهاض البلد، فيسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية، يعيد اكمال مؤسسات الدولة؟ هل يستيقظ ضمير النواب، ولبنان يعاني من ازمة وجودية فيقررون ممارسة واجباتهم الدستورية بعد تقاعس طال امده، وبلغ ثلاثة عشر شهراً. هل ينتظرون اعلان انحلال لبنان ليتحركوا وعندها لا يعود ينفع الندم؟
واما الحكومة المتنكرة لشعبها. الا يكفيه ما يعاني من فقر وجوع ومصاعب، حتى تقصفه بموازنة لم يبق خبير اقتصادي او مواطن عادي الا وانتقدها، واكد انها بعيدة كل البعد عن ظروف المواطن الحياتية والمعيشية. كفى هذا الشعب ظلماً من طبقة سياسية سيطرت على البلد في غفلة من الزمن فدمرته واسقطته الى قعر جهنم، بعدما كان شعلة مضيئة صحياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً؟ ليت الزمان يعود يوماً.