أبرز الأخبارحوار

نهاد المشنوق: سرايا المقاومة سرايا فتنة… وظاهرة الأسير سببها السلاح غير الشرعي

نفى عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق «أي صلة لتيار المستقبل أو لأمينه العام أحمد الحريري بالشيخ أحمد الأسير أو أي تنظيم مسلّح آخر»، واعتبر «أن ظاهرة الأسير هي نتيجة لاحتقان طويل سببه السلاح غير الشرعي المستند الى معادلة مشوّهة اسمها جيش وشعب ومقاومة». وأكد «أن جمهور رفيق الحريري بغالبيته العظمى ما زال يقف الى جانب الجيش ومفهوم الدولة، وأن الرئيس سعد الحريري هو زعيم هذه الغالبية بصرف النظر عن الحالات العسكرية او الدينية التي تولد في اكثر من منطقة». ورأى «أن المطلوب هو التعامل مع كل اللبنانيين بميزان واحد وليس بموازين مُتعدّدة، فلا يمكن اعتبار مظاهر مسلحة ظاهرة مخالفة للقانون وللدولة، وفي الوقت عينه القبول من سلاح حزب الله أن يفعل ما يريد أينما كان تحت شعار سرايا المقاومة التي هي بالحقيقة سرايا الفتنة». وقال: «هناك مسار للأمور منذ سنتين حتى اليوم، منذ اقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة لا يمكن أن يوصل الا الى المزيد من الإنفجار». وأكد أنه «لا يمكن أن يحاصر منزل السيدة بهية الحريري ولا يصدر عن الرئيس نبيه بري كلام علني»، سائلاً: «من كان يُقاتل هؤلاء؟ هل يقاتلون اسرائيل في مجدليون؟ أو يقاتلون اسرائيل في شوارع صيدا؟ هل في حارة صيدا يوجد قتال مع اسرائيل؟». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب نهاد المشنوق.

ما صحة الاتهام بأن ظاهرة الشيخ احمد الأسير تغذّت بشكل أو بآخر من بعض الأجهزة الأمنية وأيضاً من أمين عام تيار المستقبل؟
هذا الكلام غير دقيق على الاطلاق، فلا أحمد الحريري ولا أي شخص من تنظيمنا لا السياسي ولا غير السياسي له صلة جدّية بأي تنظيم مسلح سواء الشيخ احمد الأسير او أي تنظيم مسلح آخر. هذه الظاهرة هي نتيجة لاحتقان طويل سببه السلاح غير الشرعي الموجود في البلد والذي يستند الى معادلة مشوّهة اسمها شعب وجيش ومقاومة، والتي وافقت عليها الحكومة السابقة برئاسة الرئيس سعد الحريري، وكُرّست بالحكومة العازلة التي شُكّلت برئاسة نجيب ميقاتي. هذه نتيجة طبيعية وإذا استمرت هذه المعادلة، واستمر هذا السلاح خارج الدولة سيكون هناك ظواهر دائمة مثل الشيخ احمد الأسير وغيره، لأن هذا ردّ فعل طبيعي على استمرار هذه السياسة.
  هل صحيح أن الشارع السني في لبنان في غياب الرئيس سعد الحريري يفتقد الى القيادة التي يلتف خلفها ما جعل الالتفاف خلف قيادات متطرفة مثل الشيخ الاسير؟
أنا لا أقف عند النقاش حول مسألة الزعامة، لا يزال جمهور رفيق الحريري بغالبيته العظمى يقف الى جانب الدولة والى جانب الجيش والى جانب مفهوم الدولة  لأن هذا خياره الاستراتيجي. ثانياً: الرئيس سعد الحريري هو زعيم هذه الغالبية بصرف النظر عن الحالات العسكرية او الدينية التي تولد في اكثر من منطقة. ثالثاً: خيارنا العملي هو استعمال الموقف السياسي لأن استعمال السلاح هو الذي يؤدي الى ما حدث في صيدا اليوم وممكن ان يحصل في اي مكان. صحيح أن تراكماً حصل منذ عام  2005 حتى
اليوم من اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى 7 أيار (مايو) الى أحداث عكار إلى الأحداث المتنقلة في كل مكان، لكن هذا لا يعني أن جمهور رفيق الحريري والسني تحديداً يئس من فكرة الدولة، ولكن الدولة العادلة التي لا تقوم على معادلة مشوّهة إسمها جيش وشعب ومقاومة.

 جيش وشعب ومقاومة
ولكن أنتم أقررتم مبدأ جيش وشعب ومقاومة في الحكومة السابقة للرئيس سعد الحريري وما زال الامر مستمراً؟
نحن أخطأنا بإقرار هذا المبدأ. هذا خطأ في السابق وخطأ الآن. هذه قاعدة للفتنة وليست قاعدة للسلم الأهلي، ولا قاعدة للإستقرار. هذه قاعدة لدمار الدولة. نحن ضد السلاح بالمبدأ، ضد السلاح غير الشرعي أياً كان حامله، ولكن يجب توصيف الوضع بشكل دقيق، توصيف الوضع قائم على ان هذه مدرسة السلاح غير الشرعي لا يمكن أن تنتج إلاّ ظواهر مماثلة لها، وبالتالي توصل الأمور الى أن يتعرّض الجيش الذي هو خيارنا جميعاً بدون استثناء، وهو الخيار الوحيد الأمني الذي نقتنع به، والذي لا يمكن الإستغناء عنه لأن هؤلاء أهلنا وأولادنا، وهؤلاء جيشنا وليس جيش الآخرين، ولكن المطلوب ميزان سياسي سليم بالتعامل مع كل اللبنانيين بميزان واحد وليس بموازين مُتعدّدة، ولا يمكن أن أعتبر أي مظاهر مسلحة هي ظاهرة مخالفة للقانون ومخالفة للدولة، وفي الوقت عينه عليّ أن أقبل من سلاح حزب الله أن يفعل ما يريد أينما كان تحت شعار سرايا المقاومة التي هي بالحقيقة سرايا الفتنة وليست سرايا المقاومة.
نراكم مرتاحين لمواقف رئيس الجمهورية الاخيرة كيف ستترجمون تأييدكم له؟
موقع رئاسة الجمهورية هو الموقع الوطني الوحيد الذي يُعبّر عن مسؤوليته عن كل اللبنانيين وعلى كل اللبنانيين الإلتفاف حوله. الوقت الآن في تقديرنا هو وقت الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية لأنه الموقع الوطني الأخير في البلد، ونحن نطالب قيادة الجيش التي نعتمدها خيارنا الوطني للأمن أن تكون على مستوى رئاسة الجمهورية، من حيث وجدانها السياسي السليم وتوجهها بمسؤوليتها عن كل اللبنانيين.
تشنّون حملات ضد سلاح حزب الله خصوصاً بعد مشاركته في القتال في القصير لكن السيد نصرالله لفت الى أنه ذهب لقتال التكفيريين وللدفاع عن المقاومة؟
لا يمكن إقناع أحد بأن هذا السلاح هو سلاح مقاومة ولم يعد من الممكن اقناع احد بأن السلاح في سوريا سلاح حزب الله هو سلاح المقاومة، انه سلاح داعم للنظام. منذ أيام قال مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف نقلاً عن نصرالله بأنهم ذهبوا الى سوريا لأنهم شعروا باقتراب سقوط دمشق وليس باقتراب سقوط المقاومة، هذا كلام اصبح من الماضي وسلاح حزب الله في لبنان جزء من مشروع إقليمي، إما أن ينجح هذا المشروع الاقليمي ويُبنى على الشيء مقتضاه وهذا لن يحدث، وإما أن يفشل وإن شاء الله هذا سيحصل في سوريا وفي لبنان وفي كل مكان عربي وتعود الدولة اللبنانية هي الحاكمة والسلاح في يدها. لذلك نحن نُصر على أهمية الموقف السياسي لأن الدخول في لعبة السلاح هو الدخول في منطق حزب الله الداعم لوجود السلاح غير الشرعي على كل الأراضي اللبنانية.

ميزان واحد
ماذا عن بعض المواقف التي تسأل عن موقف الجيش وتتحدث عن اختلاف في التعاطي بين فريق وآخر؟
هناك شيء أكيد يتعلق بالتصرّف من قبل بعض هذا الجيش في أحداث عدة حصلت في مناطق. ففي بيروت حصل 7 ايار (مايو) وهذا جرح حتى الآن لم يُقفل ولا يزال مفتوحاً، وفي عكار حصل مقتل الشيخين، وبالأمس في مجدل عنجر استشهد أحد أهالي المدينة من خلال ظلم أو قهر أو عدل لا اريد الدخول في تفاصيل الأحداث التي تتوالى منذ أربع أو خمس سنوات حتى الآن، مع ذلك، نحن لم نُغيّر موقفنا من الجيش، ولكن على الجيش اعتماد ميزان واحد بالتعامل مع كل الناس، فلا يمكن أن يتعامل مع اللبنانيين بميزانين. منذ سنتين حتى اليوم تمّت السيطرة على الدولة عبر الحكومة المشؤومة التي شكّلها نجيب ميقاتي بشكل أو بآخر، هذه الحكومة سلّمت كل إدارات الدولة، برغبتها أو بعدم رغبتها، برعاية الرئيس ميقاتي للوصول الى ان الدولة الآن تُدار من قبل الإدارة الإيرانية المباشرة للبنان ولسوريا، ولذلك لا بد للناس أن تنفجر في مكان ما. الشيخ احمد الأسير أخطأ بالتعبير، ولكنه كان يُعبّر بشكل أو بآخر عن احتقان موجود. في صيدا هناك مشكلة تتعلق بشقق يملكها «حزب الله» الذي يقول انه معني بإسكان الناس تارة طلاب وتارة عائلات وتارة لا أعرف من يسكنها، ولكن معروف انها محطات أمنية. الشكوى من هذه الشقق مستمرة منذ أشهر، ولكن ماذا فعلت كل الدولة اللبنانية؟
ولكن يُقال إن هذه الشقق السكنية هي جزء من المقاومة؟
الشقق هي نموذج صغير من نماذج كثيرة موجودة في البلد تحت شعار المقاومة. في كل مكان في لبنان توجد سرايا المقاومة فماذا تفعل في طرابلس؟ هذه سرايا فتنة، وماذا تفعل في البقاع وفي الإقليم وبيروت وصيدا وفي كل مكان، لا يمكن تفسير هذا المنطق غير إنه هناك سرايا فتنة مُتنقلة مسؤولة عنها سياسة وُضعت منذ سنوات. هذا الأمر لا يصح، وهذا المنطق يجب أن يكون قد انتهى، إذا لم ينتهِ عند الجيش وعند القيادات السياسية يعني أخذوا البلد الى مكان لن يرجع منه لا هم ولا كل اللبنانيين. ليس صحيحاً ان جمهور «حزب الله» هو الذي يتأذى فقط سواء من القتال في سوريا الذي هو عملية غير مُبرّرة وغير منطقية وارتكب فيها من الأكاذيب ما لم يُرتكب، في البدء كان للدفاع عن السيدة زينب وانتهى في الدفاع عن النظام، ولعدم سقوط دمشق. هناك مسار للأمور منذ سنتين حتى اليوم، منذ إقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة، لا يمكن أن يوصل الا الى المزيد من الإنفجار. هذا المسار مستمر بإهانة الدولة وإضعافها وتعطيلها، كل هذا المسار لا يؤدي إلا الى ما رأيناه اليوم في صيدا. اليوم انتهت قصة صيدا، ولكن غداً ربما نسمع قصة في طرابلس، وفي البقاع وفي غيرهما من المناطق، هذه القصة لا يمكن أن تنتهي بسهولة.
كيف نظرت الى الدعوات التي أطلقت للسنّة للانفصال عن الجيش؟
نحن ندفع منذ اللحظة الأولى باتجاه دعم الجيش، وتحملنا مسؤولية هذا الأمر منذ مقتل الشيخين في عكار، وفي أكثر من مكان، وتحملنا خلافات داخل الكتلة وصراعات للاتفاق الإجماعي على دور الجيش باعتبار هذا الجيش هو خيارنا وهو خلاصنا، فلا خيارات أمامنا غير ذلك، ولكن انطباعي أن السلطة السياسية بانقساماتها واختيار شخص دون الآخر، واختيار شقق دون أخرى، واختيار مسجد دون شقق واختيار مجموعة دون مجموعة أخرى، هذه السياسة لا يمكن إلا أن توصل الى المزيد من الإنفجارات والإحتكاكات والمشاكل والمواجهات. نحن لا نريد أن يصل الإنقسام الى الجيش، نحن أحرص على وحدة الجيش من الحرص على وحدة بيوتنا، لأن هذا بيتنا وهذا خلاصنا، وهذا أمننا وهؤلاء أهلنا.

صمت بري
الرئيس نبيه بري أجرى اتصالات بالرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة نافياً مشاركة حزب الله أو حركة أمل في أحداث عبرا؟
لا يمكن أن يحاصر منزل السيدة بهية الحريري ولا يصدر عن الرئيس بري كلام علني، لا يجوز هذا الأمر، هذا كلام خارج دوره وخارج شكله وخارج منطقه وخارج قراءته للوضع. أنا أعرف حجم تألمه ومدى قهره دون ان اراه، ولكن الرد لا يكون بإجراء اتصالات، إنما الرد بالكلام العلني، لكي نستطيع جمع الناس. أنا أقول هذه مسؤولية تقع على عاتق رئيس الجمهورية أولاً وتقع على الرئيس بري ثانياً وثالثاً ورابعاً لا يجوز ترك الأمور تصل الى هذا الحد، لا يجوز ترك وضع هذه الشقق ولا وضع صيدا، والرئيس بري يعرف مدى دقّة موضوع صيدا. أنا أسأل منذ انتشار مسلحي «حزب الله» في مجدليون وإطلاق النار على منزل الست بهية ومحاصرته والصرخة التي وجهتها منذ حصل ذلك، من أجاب على صرختها؟ وأسأل من كان يُقاتل هؤلاء؟ هل يقاتلون إسرائيل في مجدليون؟ أو يقاتلون إسرائيل في شوارع صيدا؟ هل في حارة صيدا يوجد قتال مع إسرائيل؟ وبالتالي نحن أمام نموذج هو نموذج مُفسد للدولة ومُفسد لمنطق الدولة ومُفسد للأمن.
ربما أراد المسلحون إيصال رسالة الى السيدة بهية الحريري التي قيل إنها تساعد هذه الجماعات؟
هذا كلام نسمعه منذ ثلاث سنوات وهو كلام سخيف وتافه، ومن يعرف السيدة بهية ومن يعرف كل هذا الجو السياسي، يعرف بانه لا علاقة لنا بالسلاح، نحن نرفض السلاح عند غيرنا وعندنا.
من يغذي التكفيريين في الطائفة السنية؟
إذا استمعنا الى الكلام الأخير للسيد حسن نحتار وهو يتحدث عن التكفيريين في لبنان. هناك تكفيريون وهناك معتدلون، لكن هو عزل المعتدل وحاصره. أنت عزلته من رئاسة الحكومة وتفاخرت بذلك أمام رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية التركي. لا يُعقَل انك لا تقبل بالتكفيريين ولا تقبل بالمعتدل، والمعتدل عندك الذي اعتبره حتى الآن هو الرئيس بري يحاول جاهداً بصمت ومن تحت الطاولة وبالإتصالات. ولكن كما قلت الجرح في البلد كبير ويستوجب مواقف علنية ولا أحد يُقنعني بأن الإنتشار المسلح في صيدا، وفي حارة صيدا، وفي مجدليون هو بهدف حماية المقاومة، وحماية المقاومة من مَن؟ من الست بهية، فالست بهية هي أول مقاومة، وهل سمع أحد كلمة واحدة من الست بهية فيها اعتراض على المقاومة التي لم تعد مقاومة؟.

حاوره: سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق