سياسة لبنانيةلبنانيات

اسبوعان خطران وحاسمان ان على صعيد حرب غزة او الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية

المصالح الشخصية فرطت جلسة مجلس الوزراء والمنظومة تعمم الشغور على المراكز الاساسية

فشلت اسرائيل، رغم التصعيد الكبير، ان في حربها ضد غزة، او في الجنوب اللبناني، في تحقيق انجاز واحد تتسلح به، لمحو الذل الذي الحقته بها حماس في السابع من تشرين الاول الماضي. صحيح انها دخلت الى بعض مناطق غزة، الا ان المعركة الحقيقية هي معركة الانفاق التي لم تحقق فيها خطوة واحدة. وينتظر ان تشهد الايام المقبلة حماوة غير مسبوقة في الاعتداءات على المدنيين والاعلاميين والمسعفين، خصوصاً بعدما تردد ان الغرب المؤيد لها امهلها اسبوعين، اما الحسم واما التراجع ووقف اطلاق النار. ولن يقتصر التصعيد على غزة، بل سيشمل جنوب لبنان لذلك هناك اتصالات داخلية ودبلوماسية مكثفة لمنع الانجرار الى الحرب، لان لبنان في وضعه الحالي غير قادر على مواجهة هذا التهديد الخطير. والملفت ان الغرب الذي سارع الى دعم العدو الاسرائيلي في بداية المعركة بدأ يتراجع، وقد ادرك خطأه، وظهرت احتجاجات واسعة داخل وزارة الخارجية الاميركية اذ انتقد مئات الموظفين سياسة الرئيس بايدن المؤيد لاسرائيل بلا حدود. وكذلك فعل سفراء فرنسا الذين وجهوا رسالة الى الخارجية ينتقدون فيها تأييد ماكرون وانحيازه للعدو الاسرائيلي.
وعلى صعيد الوضع في الجنوب اللبناني فقد بدأ يشهد حماوة تنذر بخطر الانزلاق الى الحرب وتتكثف الاتصالات للجم آلة الحرب. وقام رئيس بعثة القوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام الجنرال ارولدو لازارو بجولة على المسؤولين اللبنانيين، شملت رئيسي مجلس النواب والحكومة وقائد الجيش، وابلغهم قلقه الشديد، مبدياً تخوفه من ان تفلت الامور وتذهب الى حرب مدمرة. وادلى بتصريح قال فيه: التقيت الرئيسين بري وميقاتي قبيل مشاورات مجلس الامن الدولي حول القرار 1701، واعربت لهما عن قلقي العميق ازاء الوضع في الجنوب اللبناني، واحتمال وقوع اعمال عدائية اوسع نطاقاً واكثر حدة. كما شكرتهما على جهودهما من اجل استعادة الاستقرار، بما في ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية، وكذلك على الثقة باليونيفيل لتجنب المزيد من التصعيد. ان اولوياتنا هي منع التصعيد وحماية ارواح المدنيين وضمان وسلامة حفظة السلام. ان القرار 1701 يواجه تحدياً، الا ان مبادئه المتعلقة بالامن والاستقرار تظل صالحة، وتكمل دورنا المحايد شديد الاهمية لناحية ايصال الرسائل الحاسمة للحد من التوترات.
الرئيس بري حذر بدوره من تمادي العدو في تصعيد عدوانيته مستهدفاً المدنيين والاعلاميين والمسعفين، متجاوزاً في اعتداءاته عمق الجنوب، فضلاً عن تهديداته لبيروت، مما يزيد من توسع الحرب. كذلك جدد الرئيس ميقاتي التأكيد على تمسك لبنان، ببقاء هذه القوات في الجنوب وبعدم المس بالمهام الموكلة اليها، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني.
على الصعيد المحلي تثبت الوقائع ان استمرار لبنان تحت حكم هذه المنظومة التي هي اساس تدميره، لا يمكن ان يشهد الاستقرار ويعود الى سابق عهده. فهو يتنقل من شغور الى اخر، حتى تكاد المراكز الاساسية بدءاً من رئاسة الجمهورية تفرغ من شاغليها الاصليين. لان المصالح الشخصية الرخيصة لها الاولوية عند هذه الطبقة السياسية. فيوم امس دعي مجلس الوزراء الى عقد جلسة على جدول اعمالها 12 بنداً، يتعلق معظمها بالاتصالات. وتردد ان التمديد لقائد الجيش، وهي القضية الملحة جداً في هذه الظروف المصيرية، قد يطرح من خارج جدول الاعمال، خصوصاً بعد انباء عن موافقة الثنائي الشيعي على التمديد. الا ان الجلسة لم تعقد بسبب فقدان النصاب، مما دفع رئيس الحكومة الى عقد جلسة تشاورية مع الوزراء الذين حضروا. واعطيت تبريرات عديدة لفرط الجلسة. البعض تذرع بالامطار التي غمرت الشوارع وحولتها الى انهار، مما تسبب بزحمة سير خانقة، والبعض الاخر قال ان السبب هو البند الثاني على جدول الاعمال والمتعلق بمناقصة اقترحها وزير الاتصالات ورفضتها ادارة المناقصات وهيئة الشراء، وكان متوقعاً ان يلغيها مجلس الوزراء. الى اخر التبريرات. ولكن الحقيقة ان السبب هو موقف وزير الدفاع الذي يرفض التمديد لقائد الجيش اسوة بموقف الجهة التي يمثلها في الحكومة. فالى متى ستبقى المصالح الخاصة تطغى على مصلحة البلد وتتقدم عليها؟ والى متى يمكن تشكيل حكومة يكون ولاء وزرائها للبنان وللبنانيين فقط لا غير؟ ان ذلك من الامنيات التي لا يمكن تحقيقها، الا برحيل هذه المنظومة، والا عبثاً يأمل اللبنانيون باي اصلاح.
الرئيس ميقاتي ابلغ الوزراء الذين تشاور معهم، انه لا يسير بالتمديد لقائد الجيش الا بالتوافق وهو يرفض اللجوء الى التحدي. فهل يتهرب مجلس الوزراء، رغم ان الامين العام القاضي مكية وضع دراسة قانونية بتكليف من مجلس الوزراء نفسه، تؤمن المخارج التي تسمح بالتمديد رغم تمنع وزير الدفاع عن القيام بواجباته. ان كل ما يجري يزرع اليأس في نفوس اللبنانيين. اما التغيير الجذري واما الانهيار الكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق