إطلاق تحالف جديد بين نيسان ورينو
أطلقت شركة تصنيع السيارات الفرنسية رينو وشريكتها اليابانية نيسان رسمياً تحالفهما الجديد الأربعاء فيما تسعيان لإعادة إطلاق شراكة عمرها 24 عاماً شهدت العديد من الاضطرابات.
أعلنت الشركتان عن اتفاق في شباط (فبراير) لتكون شراكتهما التي تشمل أيضاً شركة صناعة السيارات اليابانية ميتسوبيشي، متكافئة مع تخلي رينو عن هيمنتها.
وقالت الشركتان في بيان «بعد الحصول على الموافقة المطلوبة من الجهات الناظمة، تدخل «اتفاقية التحالف الجديد» بين مجموعة رينو ونيسان، حيز التنفيذ اليوم».
وأفاد رئيس التحالف جان دومينيك سينار في بيان «هذه خطوة مهمة للغاية بالنسبة الى مجموعة رينو ونيسان وميتسوبيشي موتورز».
وأضاف أن الاتفاق «يضع حجر الأساس لشراكة جديدة منصفة وبعيدة الأمد وفاعلة ستعطي قيمة لكل عضو في التحالف ولجميع مساهمينا».
بدأت الشراكة عام 1999 عندما أنقذت رينو نيسان من الإفلاس.
وانضمت ميتسوبيشي موتورز عام 2016 مع استحواذ نيسان على حصة نسبتها 34 في المئة في منافستها اليابانية التي كانت تواجه صعوبات حينذاك.
لكن بدأ التوتر عام 2015 عندما رفعت الدولة الفرنسية حصتها في رينو. تم خفضها لاحقاً والتوصل إلى اتفاق لتحديد سقف لإمكانية تدخل الحكومة في شؤون التحالف.
اهتّزت الشراكة مجددا عام 2018 بتوقيف رئيس نيسان كارلوس غصن في اليابان.
واعتبر غصن الذي أُقيل وفر إلى لبنان لتجنّب ملاحقته قضائياً عام 2019 بأن الاتهامات الموجهة له تهدف إلى منعه من التقريب بين صانعَي السيارات الياباني والفرنسي.
«حقبة جديدة»
وذكرت الشركتان في بيان الأربعاء بأن التحالف الجديد «يضع حجر الأساس لحوكمة جديدة متوازنة ومنصفة وفعالة».
وفي إطار الاتفاق، خفضت رينو حصتها في شركة صناعة السيارات اليابانية من 43،4 في المئة إلى 15 في المئة، وهو حجم حصة نيسان في نظيرتها الفرنسية.
وأفاد البيان بأن الحد الأقصى لحقوق تصويت رينو ونيسان يبلغ 15 في المئة.
وارتفعت أسهم رينو بنسبة 1،24% في سوق باريس للأسهم الأربعاء إلى 33،97 يورو، فيما شهد السوق انخفاضاً نسبته 0،26% حوالي الساعة 10،20 صباحاً.
أعلنت نيسان في وقت سابق هذا العام بأنها ستستثمر 600 مليون يورو (640 مليون دولار) في مشروع رينو الجديد للمركبات الكهربائية «أمبير» رغم أن المبلغ أصغر مما أملت به رينو. وستضخ ميتسوبيشي 200 مليون يورو في أمبير.
أفاد الرئيس التنفيذي لرينو لوكا دي ميو في بيان الأربعاء أن الشركتين «تدخلان الآن بشكل فعال هذه الحقبة الجديدة من التحالف بنهج براغماتي وموجه نحو الأعمال».
من جهته قال الرئيس التنفيذي لنيسان ماكوتو أوشيدا إن «بناء على هذه المساواة، ستستمر نيسان في تسخير كفاءاتنا الأساسية وستكون أكثر مرونة لاستكشاف المزيد من فرص النمو التي تدعم استراتيجية أعمالنا».
وفضلاً عن الجانب المالي، تحمل إعادة إطلاق التحالف تداعيات ملموسة. فمنذ الاثنين، وضعت نيسان ورينو حداً لتشارك ملفاتهما وبياناتهما. كما أعلنت الشركتان إنهاء مركزهما المشترك للشراء، في تحوّل كبير عن تحالفهما القديم الذي احتل فيه مكانة كبيرة.
وبالنسبة الى موظفي التحالف البالغ عددهم 375 ألفاً، يشكّل التحالف الجديد تخلياً «قوياً عن العلاقات التي كانت لدينا»، بحسب ما أفاد ممثل نقابة رينو فابيان غلواغين فرانس برس الذي تحدّث عن «طلاق» بين الشركتين.
وبينما ترفض رينو المصطلح إلا أن غلواغين أكد بأن «هناك حالات طلاق تسير بشكل جيّد جداً».
مع ذلك، يشعر الموظفون بالقلق. وقال غلواغين «نتحدث عن تعاملات مالية، لكن أسئلتنا مرتبطة بشأن إن كنا سنحافظ على المواقع والوظائف الفرنسية».
وفي اتصال أجرته معها فرانس برس الاثنين، أكدت رينو بأن أي موظّف لن يتم تسريحه من مركز الشراء وأن «إعادة التنظيم جارية». كما أكدت على أن تصنيع المركبات التي أوكلت نيسان لرينو مهمة تصنيعها سيتم في معاملها في فرنسا كما كان مقرراً.
ا ف ب