سياسة لبنانيةلبنانيات

خلاف داخل مجلس الامن ارجأ التصويت على التمديد للقوات الدولية

لم يمر التمديد لليونيفيل كما كان اعضاء مجلس الامن قد اتفقوا عليه، وظهر في النسخة الزرقاء التي تكون عادة جاهزة للتوقيع، اذ اعترضت ثلاث دول عليها وطلبت تعديل بعض النقاط فيها، بحيث تعطي القوات الدولية المزيد من الصلاحيات واصبحت حرة التنقل دون اذن من الحكومة اللبنانية. هذا الاعتراض تجاوز الطلب اللبناني، وادى الى ارجاء التوقيع على النسخة النهائية لساعات، افساحاً في المجال امام المزيد من الاتصالات الدبلوماسية والمشاورات. هذه الساعات القليلة كانت كافية لبحث تعديل النص وتلبية طلبات الدول المعترضة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والامارات. فهل تبدأ قوات الطوارىء الدولية مهمتها غداً بصلاحيات اوسع؟ فكيف سيكون الوضع على الحدود في ظل هذه التطورات؟
يقول المراقبون ان الولايات المتحدة مهتمة ببسط السلطة الدولية في المنطقة لتساهم في نشر الهدوء. وعلى هذا الاساس اوفدت الى لبنان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين الذي لعب دوراً بارزاً في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ومهمته المعلنة تفقد عملية التنقيب التي بدأت في البلوك 9 منذ ايام. ولكن المهمة الاساسية هي المساعدة على حل الخلافات، حول نقاط في الخط الازرق، تنتهك فيها اسرائيل الحق اللبناني. ولهذه الغاية وصل امس الى بيروت وبدأ عمله بصبحية في احد مقاهي الروشة، تناول فيها منقوشة ترافقه السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا. ومن هناك توجه للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التنية. انتقل بعدها الى السرايا للقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال. الرئيس بري وصف الاجتماع بانه كان ممتازاً ومثمراً. وطالب هوكستين بالعمل على وقف الاعتداءات الاسرائيلية وخروقاتها المستمرة للخط الازرق. واكد على العلاقات الطيبة بين الجنوبيين وقوات اليونيفيل على مدى السنوات الطويلة، وقال انه سيعمل على الدوام للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشريع القوانين اللازمة المتعلقة بالغاز والنفط. وفي المساء انتقل هوكستين الى وزارة الطاقة وعقد لقاء مع وزيرها وليد فياض، تناول البحث فيه قضية التنقيب الجارية في البلوك رقم 9. واكد الموفد الاميركي انه يؤيد بشدة استجرار الغاز من مصر خصوصاً وان الاتفاق جاهز، الا ان لبنان لم ينفذ شرطاً واحداً مما طلبه البنك الدولي لتمويل العملية. ووعد بمتابعة العمل حتى ينجز هذا الاتفاق. كذلك زار امس قلعة بعلبك. وسيقوم اليوم بزيارة الجنوب للاطلاع على وضع القوات الدولية، ثم ينتقل الى منصة التنقيب عن النفط. وفي المساء ينهي زيارته بالحديث الى الاعلام، ثم ينتقل الى اسرائيل لاكمال ما بدأ به في ازالة المخالفات عن الخط الازرق وتأمين الامن والاستقرار. فهل ينجح على البر كما نجح في البحر؟
نعود الى قرار التمديد لليونيفيل. فقد دعا مجلس الامن السياسيين اللبنانيين للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تضع البلد على السكة الصحيحة. وفي هذا الاطار تتكثف الاتصالات بين المعارضة النيابية، والكتل الاخرى المتأرجحة في مواقفها، في محاولة لجمع اكبر عدد ممكن من النواب في مشروع بناء الدولة، واعادة لبنان الى ما كان يتمتع به من احترام وتقدير الدول الشقيقة والصديقة. وتجري المعارضة كذلك اتصالات مع التيار الوطني الحر الذي يقود حواراً مع حزب الله، وصف بانه جدي. ويقول احد نواب المعارضة ان الامور لا يمكن ان تكمل بهذه الطريقة، وعلى التيار الوطني الحر ان يحزم امره. فاما انه مستمر في التقاطع مع المعارضة حول ترشيح جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، واما انه سيسير في الاتفاق مع حزب الله وفق شروط حددها. وعندها يمكن اتخاذ القرار المناسب. فاما ان يكمل التقاطع مهمته والا يتم الانفصال وليذهب كل طرف في طريقه. وقال النائب ان المعارضة وجهت اسئلة الى التيار وهي تنتظر الاجوبة عليها ليبنى على الشيء مقتضاه.
انطلاقاً من هذا الواقع المتأزم يبدو ان انتخاب رئيس للجمهورية بعيد المنال في المدى المنظور وان مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان، لن تكون سهلة، وربما لن تكون مثمرة، خصوصاً وان المعارضة رفضت طرحه من خلال الرسائل التي وجهها الى بعض الاطراف. ويزيد الامور تعقيداً الاتهام الذي وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لايران قائلاً انها تضع العراقيل في لبنان وتسد طريق الحل. فماذا سيكون موقف وزير خارجية ايران عبداللهيان الذي يصل الى لبنان اليوم آتياً من سوريا؟ فهل تكون مواقفه مسهلة ام انها ستكون متصلبة وتزيد الامور تعقيداً؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق