أبرز الأخبارسياسة عربية

مقاتلو المعارضة يعلنون بدء معركة تحرير حلب بالكامل بعد فك الحصار عنها

قامت طائرات حربية موالية للحكومة السورية الأحد بتكثيف غاراتها الجوية على حلب، بعد ان تمكن مقاتلي المعارضة من خرق الحصار المفروض على المدينة. من جانبهم، أعلن مقاتلون من ائتلاف لجماعات الإسلامية مقاتلة يدعى «جيش الفتح» بداية مرحلة جديدة لتحرير حلب بالكامل من قبضة القوات النظامية.

بعد أن حقق مسلحو المعارضة السورية مكاسب كبيرة على الأرض بخرقهم السبت حصارا لشرق حلب الواقع تحت سيطرتهم، تعرضوا لهجوم جوي مكثف أمس الأحد من القوات الموالية للحكومة.
وتسعى القوات الحكومية لوقف تقدم قوات المعارضة الذي تسبب أيضاً في قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى قطاع حلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية ذاتها.
واستولى المعارضون على الجزء الأكبر من مجمع عسكري حكومي كبير في جنوب غرب حلب، في هجوم مكثف بدأ يوم الجمعة لكسر حصار استمر لمدة شهر، وهم الآن يهاجمون بمزيد من الضراوة مناطق تسيطر عليها الحكومة.
وسمح التقدم المفاجىء في الراموسة لمقاتلي المعارضة باختراق شريط تسيطر عليه الحكومة السبت والالتحاق بمقاتلين في القطاع المحاصر في شرق حلب، لكن عنف القتال والضربات الجوية المستمرة لقوات روسية وسورية في الراموسة ومحيطها لم تسمح بفتح ممر آمن لسكان شرق حلب بحسب ما قال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال قيادي في ما سمي ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين «بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة.. ونحن في خنادقنا وتنفذ اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل»، مشيراً لاستخدام قنابل «عنقودية وفراغية».

مقاتلو المعارضة يتعهدون بمواصلة «تحرير» حلب بالكامل
وأعلن مقاتلون من ائتلاف لجماعات إسلامية مقاتلة يدعى «جيش الفتح» بداية مرحلة جديدة لتحرير حلب بالكامل، متعهدين بزيادة عدد المقاتلين في المعركة التي قالوا إنها لن تنتهي إلا برفع علمهم على قلعة حلب القديمة التي مازالت تحت سيطرة قوات الحكومة.
وقالت مصادر بالمعارضة المسلحة إن طائرات يعتقد أنها روسية كثفت ضرباتها لريف حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، كما استهدفت مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرتهم في شمال غرب سوريا.
وربما تغير مكاسب المعارضة مطلع هذا الأسبوع ميزان القوى في حلب، خصوصاً بعدما قال الأسد إن حصار القوات الحكومية والقوات الحليفة في أوائل شهر تموز (يوليو) للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب سيكون مقدمة لاستعادة المدينة. وستمثل خسارة المعارضة لحلب ضربة قوية لها.
وقللت قنوات إخبارية موالية للحكومة السورية من مكاسب المعارضة، وقالت إن جهود الجيش السوري أجبرت المعارضة على الانسحاب من بعض المناطق التي كانت سيطرت عليها في الآونة الأخيرة، لكن قناة الميادين الإخبارية اللبنانية الموالية للحكومة السورية قالت مساء السبت إن الجيش السوري انسحب من عدد من المواقع في جنوب غرب حلب وأعاد تمركزه في خطوط دفاعية جديدة.

مقاتلو المعارضة ينشرون صوراً لمجمع الراموسة العسكري بعد سيطرتهم عليه
ومع سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية، نشروا صوراً للأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها. ونشرت «جبهة فتح الشام»، التي كانت سابقاً «جبهة النصرة» ذات الصلة بتنظيم القاعدة، صوراً لصفوف من المركبات المدرعة والذخائر ومدافع الهاوتزر والصواريخ والشاحنات.
وبعد قطع طريق الراموسة، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز إن السيارات العسكرية ما زالت قادرة على دخول غرب حلب والخروج منها عن طريق الطرق المتبقية المتجهة شمالا لكنها ليست آمنة بما يكفي لعبور المدنيين.
وكانت اشتباكات متقطعة قد دارت صباح الاحد عند الاطراف الجنوبية لمدينة حلب بعد ساعات من اعلان مقاتلي المعارضة عن قيامهم بفك الحصار.
وكان تحالف لعدد من الفصائل المقاتلة المعارضة اعلنت بعد ظهر السبت فك الحصار عن الاحياء الشرقية لمدينة حلب التي يسكنها نحو 250 الف شخص.
الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر الاحد ان المدنيين لم يتمكنوا من الخروج لأن الطريق التي تمر عبر الاطراف الجنوبية للمدينة لا تزال خطيرة وغير امنة.
كما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن حدوث «اشتباكات متقطعة وغارات جوية، ولكن بدرجة أقل». واضاف «ان اياً من المدنيين لم يتمكن من مغادرة الاحياء الشرقية لان الطريق خطيرة جدا وغير امنة».
ونشرت الفصائل المعارضة لقطات تبين احتضان المقاتلين لبعضهم البعض لدى اللقاء والاحتفال بفك الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على المدينة منذ 17 تموز (يوليو).
وذكر مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية ان شاحنة من الخضروات دخلت الأحياء مساء السبت من اجل بيعها في الأسواق في اليوم التالي.
وذكرت بعض التقارير أن المسلحين حققوا تقدماً في هجومهم الكبير بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة. كما نشر نشطاء مقاطع مصورة قالوا إنها لمقاتلي المعارضة «داخل كلية المدفعية يستعرضون الأسلحة والذخيرة التي تركتها قوات الأسد قبل فرارها».
وقال تنظيم «أحرار الشام» المعارض إن المقاتلين سيطروا على منطقة الراموسة في الأطراف الجنوبية الغربية من حلب، وتمكنوا من «فتح طريق نحو حلب».
كما قالت جبهة فتح الشام، التي كانت في السابق تسمى جبهة النصرة، في بيان لها عبر الانترنت «تم التقاء المجاهدين من خارج المدينة بإخوانهم المجاهدين داخلها، والعمل جار للسيطرة على ما تبقى من النقاط لكسر الحصار عن حلب».
ويحاول طرفا النزاع السيطرة على حلب منذ منتصف عام 2012 إذ تحولت المدينة التي كانت عصب الحياة الاقتصادية في سوريا إلى مدينة مدمرة.
ويشن مقاتلو المعارضة وإسلاميون وجهاديون هجمات مضادة منذ 31 تموز (يوليو) في محاولة لإنهاء الحصار عن الأحياء الشرقية.
وتمكنت القوات السورية من السيطرة على طريق الكاستيلو شمالي حلب الذي يعتبر طريقاً حيوياً للإمدادات نحو المناطق الشرقية من المدينة.

ا ف ب/بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق