دعوات متزايدة من الداخل والخارج لمنع انجرار لبنان الى الحرب المدمرة

ميقاتي يشيد بالجيش وجنبلاط يدعو الى التمديد للقائد وباسيل يلتقي فرنجية عصراً
مع استمرار التوتير والاشتباكات على الحدود الجنوبية، تتزايد التحذيرات والدعوات من الداخل والخارج بعدم جر لبنان الى حرب، ليس قادراً على تحملها، في ظل ما يعانيه من ازمات لا سابقة لها. تهدأ حيناً على الحدود ثم لا تلبث ان تعود الى سخونتها، وتعتدي اسرائيل على القرى الحدودية وقد اخذ القصف يتوسع وطاول المنازل والمدارس وبات الوضع ينذر بالخطورة القصوى.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي قام بزيارة مفاجئة الى الجنوب امس، قال ان الجيش هو ركن البيان الوطني واليه تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج. وقال خلال جولته الميدانية في الجنوب: اتينا الى جنوبنا الحبيب الذي يدفع اليوم كما دفع دوماً ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيان غاصب. وقال ان لبنان متمسك بالقرار 1701 ودعا ميقاتي الى عدم جر لبنان الى الحرب.
قائد الجيش العماد جوزف عون الذي استقبل الرئيس ميقاتي في القاعدة العسكرية قال ان الدفاع عن لبنان واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الاخطار التي تتهدده، وعلى رأسها العدو الاسرائيلي، وان الجيش يتابع التطورات ويحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية بالتزامن مع تنفيذ المهمات في الداخل.
الوزير السابق وليد جنبلاط لفت الى لقاءاته مع الرئيسين بري وميقاتي ومع النائب جبران باسيل وتبين من خلال هذه اللقاءات ان الكل ضد استدراج البلد الى الحرب التي تكون اقسى من حرب 2006. انذاك كان للبنان نوع من الحماية بوجود الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والملك السعودي عبدالله، اما اليوم وتحت شعار محاربة الارهاب، فان الحملة الغربية لا توفر احداً. لذلك لا بد من الحد الادنى للتلاقي حول كيفية اتخاذ الاجراءات الداخلية وترميم الحكومة وبعض التعيينات وانا افضل التمديد لقائد الجيش حتى ولو كان بقي له ثلاثة اشهر، اذ ليس باستطاعة احد ان يعرف كم ستطول هذه الازمة، ولقائد الجيش الاولوية من ناحية الخبرة، وله مقام معين. وطبعاً معه يتم تعيين المجلس العسكري. واضاف في حديث الى «الانباء» انه قلق على المطار وعلى طيران الشرق الاوسط وهو الذي نصح محمد الحوت بابعاد الطائرات الى مكان آمن. وانتقد جنبلاط تظاهرة عوكر وقال انه يفضل لو بقيت سلمية، لان بعضهم احرق المحال التجارية التي لا علاقة لها بالسياسات الاميركية. ودعا الى الحد الادنى من الوحدة الوطنية ونبذ العنصرية.
كذلك ولمناسبة يوم الامم المتحدة حثت اليونيفيل وممثلة الامم المتحدة في لبنان يوانا فرنتسكا على السلام والاستقرار وطالبتا الجميع بوقف اطلاق النار.
وفيما الدعوات تتوالى من الداخل ومن الخارج لعدم انجرار لبنان الى الحرب، تابع النائب جبران باسيل جولته على القيادات السياسية. فبعد زيارة الرئيس ميقاتي في السرايا، والوزير السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، واجرى اتصالاً بالامين العام لحزب الله، زار امس الرئيس نبيه بري في عين التينة وسيزور اليوم عند الساعة الخامسة من بعد الظهر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعدداً من الفاعليات. وقال باسيل انه لمس من خلال زياراته حتى الان وجود التفاهم على مجمل الامور التي طرحها على الرئيس بري، وعنوانها الوحدة الوطنية وحماية لبنان. ومن واجبنا الوقوف مع الشعب الفلسطيني. وواجب علينا ايضاً ان نقول اننا لا نريد ان يجر لبنان الى حرب هو لا يريدها الا اذا اعتدى العدو علينا، عندها سنضطر للدفاع عن انفسنا. وقال ان تكوين السلطة يؤمن الانتظام العام بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية.
وتترافق الدعوات الداخلية لعدم الانجرار الى الحرب مع دعوات خارجية من الامم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية. فهل تثمر هذه الدعوات هدوءاً وتنعكس امناً على البلاد؟
على صعيد السياسة الداخلية يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، للبحث في نتائج زيارة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى دمشق، وما اسفرت عنه من نتائج، حول حل قضية النزوح السوري. كما سيطلع ميقاتي الوزراء على ما لمسه خلال زيارته الى الجنوب. والسؤال هل يحضر هذه الجلسة الوزراء المقاطعون بعد زيارة باسيل الى السرايا ودعوته الى نبذ الخلافات ووضعها جانباً في هذه الظروف الحرجة؟ الجواب يأتي بعد ساعات.