عشرة أيام من التصعيد… هكذا تبدو الصورة مع استعداد إسرائيل لهجوم بري في غزة
دخل التصعيد غير المسبوق بين حركة حماس وإسرائيل الاثنين يومه العاشر. وتستعد إسرائيل لإطلاق عملية عسكرية برية في غزة، لكن الجيش أوضح أنه لا زال ينتظر “«قراراً سياسياً» لبدء العملية. وحذرت الأمم المتحدة وعدد من الدول من العواقب الإنسانية للعملية، كما ناشدت الأمم المتحدة إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة ودون عراقيل. ولجأ مسؤولو الصحة بقطاع غزة إلى وضع الجثث في شاحنات تجميد الآيس كريم (البوظة).
رغم المساعي الدولية لإحتواء الوضع، فقد دخل التصعيد بين حماس وإسرائيل يومه العاشر دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وينتظر الجيش الإسرائيلي «قراراً سياسياً» لبدء عملية برية في غزة. وهناك مخاوف كبيرة من التبعات الإنسانية التي ستسببها العملية الإسرائيلية المنتظرة. في غضون ذلك، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من الجانبين. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على أن السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الرهائن «يجب ألا يصبحا ورقة مساومة ويجب تنفيذها لأن هذا هو الشيء الصحيح فعله».
وأدت هجمات حماس على مقرات عسكرية وبلدات اسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل وفق مسؤولين إسرائيليين. أما في غزة، فقد أدى القصف الاسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 2670 شخصاً وإصابة 9600 آخرين، غالبيتهم من المدنيين. كما أدى إلى تسوية أحياء بالأرض.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بالقضاء على حماس التي فاجأت إسرائيل قبل أسبوع بعملية عسكرية واسعة النطاق، أطلقت عليها اسم «طوفان الأقصى».
وطلبت إسرائيل من سكان غزة الاتجاه جنوباً، وهو ما فعله مئات الآلاف بالفعل في القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، نصفهم تقريباً في مدينة غزة.
وداخل قطاع غزة المحاصر، حيث تتدهور الأوضاع ويرتفع عدد القتلى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قال مدنيون إنهم ليسوا آمنين في أي مكان. وطلبت حماس منهم تجاهل رسالة إسرائيل بالتحرك جنوباً.
مقابر ممتلئة
وصارت الظروف صعبة جداً لدرجة أن موظفي الصحة الفلسطينيين يضعون الجثث في شاحنات تجميد الآيس كريم (البوظة)، لأن نقلها إلى المستشفيات محفوف بمخاطر بالغة كما أن المقابر امتلأت.
ومع المخاوف من اتساع رقعة الصراع، واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته السريعة في دول الشرق الأوسط، ساعياً إلى منع التصعيد وتأمين إطلاق سراح 155 رهينة تقول إسرائيل إن حماس أسرتهم وعادت بهم إلى غزة.
وشدد زعماء عرب على ضرورة حماية المدنيين في غزة. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن رد فعل إسرائيل يتجاوز حق الدفاع عن النفس ويتحول إلى عقاب جماعي.
كما يسلط تجدد الاشتباكات على حدود إسرائيل مع لبنان، الضوء على مخاطر اتساع نطاق الصراع.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها أطلقت 20 صاروخاً من لبنان على مستوطنتين إسرائيليتين، بينما قالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إنها استهدفت ثكنة حانيتا الإسرائيلية بالصواريخ وأسقطت قتلى وجرحى.
وقالت إسرائيل إنها ردت على ذلك بقصف المناطق التي أطلقت منها الصواريخ داخل لبنان.
وعقد نتانياهو اجتماعاً لحكومة الطوارئ الموسعة في إسرائيل، التي تضم أعضاء سابقين في الكنيست (البرلمان) من المعارضة، في استعراض للوحدة. وقال إن حماس ظنت بفعلتها أنها قضت على إسرائيل لكننا سنقضي عليها.
وتنفذ إسرائيل أعنف قصف شهدته غزة على الإطلاق رداً على مقتل 1300 شخص عندما اجتاح مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
فرانس24/ رويترز