سياسة لبنانية

جنبلاط من لاهاي: تشاركت والحريري القناعة بضرورة الإنسحاب السوري وفق الطائف

البطريرك صفير كان وفياً مع نفسه وطالب بالإنسحاب الكامل دون قيد أو شرط ولا أعلم إن كان تلقى أي تهديد مباشر من الأسد كالذي تلقيته أنا أو الحريري

أعلن النائب وليد جنبلاط، خلال الادلاء بشهادته لليوم الثاني أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أنه قال خلال لقاء البريستول الأول «من يخرج من هذا اللقاء ينتهي سياسياً ويكون خائناً». وقال: «لقد قلت لا تسوية بالمطلق مع لحود ممثل النظام السوري ولا تسوية مع بشار. لم يناقشني لا الرئيس الحريري ولا حسن نصرالله في مواقفي، ولو حصل ذلك لما كنت غيرتها».

واكد جنبلاط، ان العلاقة كانت جيدة جداً عبر التاريخ بين «حزب الله» والنظام السوري، فالعلاقة بينهما قديمة بنيت على أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيراً الى أن «بشار الأسد كان ولا يزال أحد الطغاة الذين يحكمون في البلاد العربية».
وقال في اليوم الثاني خلال شهادته امام المحكمة أنه لم يكن على علم برأي الولايات المتحدة حول موضوع التمديد للرئيس إميل لحود، وقال: «قرأناه في الصحف، وكنت أتمسك باتفاق الطائف الذي كان يدعو إلى الإنسحاب السوري من لبنان ولكن لم أوافق على القرار 1559، موضحاً أن الرئيس رفيق الحريري كان دائماً متمسكاً باتفاق الطائف ولم يغير موقفه ولا لحظة.
واعتبر جنبلاط أن عدم إلغاء الطائفية السياسية في لبنان كان حجة لبقاء السوري في البلد، لافتاً الى أنهم كانوا يعرفون أن المجتمع اللبناني لا يستطيع إلغاء الطائفية السياسية.

بعد التمديد للرئيس لحود، كنت حريصاً على توسيع رقعة المعارضة للوجود السوري
واكد جنبلاط  أن «ما من أحد من جانبنا أي انا ولقاء قرنة شهوان رأى في صدور القرار 1559 تهديداً للقرار العربي».
وأضاف: «موقفي كان بإقامة علاقات جيدة مع سوريا كونه أمراً تفرضه الجغرافيا السياسية، وبعد التمديد للرئيس لحود، كنت حريصاً على توسيع رقعة المعارضة للوجود السوري»، وكشف أن هدفه آنذاك كان توسيع التحالف من الأحزاب اللبنانية للاعتراض على التمديد القسري للحود. وقال: «الحملة كانت موجهة ضد التمديد، وعلى رئيس الحملة بشار الأسد وممثل التمديد كان لحود».
ولفت جنبلاط إلى أن مواقفه السياسية كانت بهدف مواجهة التمديد، مؤكداً أنه تشارك والرئيس الحريري القناعة نفسها بضرورة الإنسحاب السوري وفق الطائف.
واضاف: «كانت هناك حملات على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من الفرقاء التابعين للنظام السوري والأبواق السورية معروفة والبطريرك صفير كان وفيا مع نفسه وطالب بالإنسحاب الكامل من دون قيد أو شرط، ولا أعلم إن كان صفير قد تلقى أي تهديد مباشر من بشار الأسد كالذي تلقيته أنا أو الرئيس الحريري».
وأشار إلى أن الشهيد جبران تويني كان في مقدمة من يطالبون بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وقال: «يوم اغتيال الرئيس الحريري اجتمعنا واتخذنا قراراً مطلقاً بمواجهة النظام السوري ورئيسه، وكنا نناقش في لقاء «البريستول» في كيفية توسيع المواجهات السياسية والتمديد غير الدستوري والقسري للحود وهذا كان جزء من عملنا الأسبوعي واليومي».
وذكر أن الإتهامات بالخيانة والعمالة لإسرائيل كانت تتوجه إليه بشكل علني من قبل أحزاب وشخصيات تابعة للنظام السوري، لافتًا الى أن «هذه الإتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قاله لي رستم غزالي بأنك ضدنا»، ومشيراً الى أنه وجّه الى الرئيس رفيق الحريري تهديداً سورياً مباشر عندما التقى بشار الأسد.

بعد محاولة اغتيال مروان حمادة اتصل بي حكمت الشهابي من باريس وقال لي انتبه
وأضاف: «بعد محاولة اغتيال مروان حمادة اتصل بي حكمت الشهابي من باريس وقال لي انتبه، هرعت إلى المستشفى وكان همي أن أطمئن على صحة مروان فقالوا لي إنه في غرفة العناية وسألت الأطباء قالوا لي الحمد لله مروان نجا من الموت، ثم نزلت إلى باب المستشفى وقلت للصحافيين والجمهور إن مروان بخير كي لا يزداد الهيجان في الشارع».
واكد جنبلاط انه «بمحاولة إغتيال مروان فإن الجمهور تذكر آنذاك اغتيال كمال جنبلاط». وقال: «كنت أتساءل كيف يمكنني حماية خدام من غضب الجمهور أمام المستشفى حيث حماده».
واعلن جنبلاط «ان عبد الحليم خدام أخبره خلال زيارته مروان حمادة في المستشفى أن رفعت الأسد حاول اغتياله في سوريا بسيارة مفخخة».
وقال: «حتى ليل 13 شباط (فبراير) 2005 كنت أحذر الرئيس الحريري وأقول له انتبه»، معتبراً «ان أول ترجمة لتهديد بشار الأسد للرئيس رفيق الحريري كانت بمحاولة اغتيال مروان حمادة».

شيراك تبرع بتوجيه رسالة تحذير للأسد، والحريري لم يطلب منه ذلك
واعلن جنبلاط «ان شيراك تبرع بتوجيه رسالة تحذير للأسد، والحريري لم يطلب منه ذلك»، لافتاً الى انه «بعد التمديد ساءت العلاقة بين شيراك والأسد، وان الرئيس الحريري هو الذي سعى إلى توطيد العلاقة بين فرنسا وسوريا لأنه رأى أن الوجود السوري آنذاك كان ضرورياً».
وقال: «بعد التمديد كان خطابنا السياسي أن لحود غير شرعي ولا بد من إسقاطه».
اضاف: «أعرف ناصر قنديل وغيره من القناديل الذين يستخدمون أدبيات التخوين، وأسلوبه في الكلام لا يتغير، فأنت إما تكون ملحقاً بالنظام أو خائناً له، وهو من أتباع النظام».

قانون الانتخاب المقترح كان إقصائياً وهدفه إلغاء نفوذ الحريري في بيروت
وأشار الى ان الرئيس رفيق الحريري كان قاطعاً في رفض تجديد التجربة المرة بضم الودائع السورية إلى لوائحه الإنتخابية. وان الحريري استقال بعد تأخير، لظنه بأن الجو السياسي قد يتحسن من خلال علاقاته الدولية.
ورأى جنبلاط «ان الرئيس كرامي لم يشكل شيئاً في الحكومة، فقد أتى وكانت الأسماء حاضرة». وقال: «افتراضي بأن رستم غزالي شكل حكومة كرامي».
وأضاف: «عائلة كرامي لها تاريخ سياسي معروف في لبنان ورشيد كرامي كان صديق قريب لكمال جنبلاط. وكان المطلوب أوسع حلف مضاد لجنبلاط والحريري وهو كان ضدنا»، لافتاً الى «ان هناك منافسة وانقسامات سياسية مع كرامي ولم يكن هناك مجال للحرية في ظل الوجود السوري».
وقال جنبلاط: «كنا نتوقع أن يظهر التحقيق اللبناني من حاول اغتيال مروان حمادة، ولم نكن نثق بالأمن اللبناني ولم يكن آنذاك من محكمة دولية».
وتابع: «كان مطلبي أن يلتحق بنا الرئيس رفيق الحريري لمواجهة لحود والنظام السوري»، مشيراً الى انه في اجتماع البريستول «2» أرسل الشهيد الحريري فريد مكاري وأحمد فتفت إلى اللقاء، وكانت إشارة سياسية إلى أنه إلى جانبنا».
وقال جنبلاط: «وضعنا أنا والرئيس الحريري خطة مشتركة لانتخابات 2005 لجهة اللوائح ورفض ضم الودائع السورية إلى هذه اللوائح»، معتبراً «ان أسلوب الرئيس الحريري في التعاطي السياسي مختلف عن أسلوبي ولكن كنا نلتقي في الأهداف».
اضاف جنبلاط: «قانون الانتخاب المقترح كان إقصائياً وهدفه إلغاء نفوذ الرئيس الحريري في بيروت»، مشيراً الى ان «الحريري قال للمعلم في لقائهما الأخير إذا أقر قانون الإنتخاب فأنا سأستقيل وكتلتي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق