تسبب قصف وهجمات أوكرانية بالمسيرات على مناطق روسية عدة الأحد في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وتحويل مسار الرحلات في أحد مطارات البلاد. فيما أعلنت كييف تواصلها مع مسؤولين أميركيين لضمان حصولها على مساعدات جديدة في أعقاب توصل الكونغرس إلى اتفاق تمويل للحكومة يحول دون إغلاق المؤسسات الفدرالية، حذفت منه بنود دعم أوكرانيا.
أكد مسؤولون روس الأحد تعرض مناطق روسية عدة لقصف وهجمات بالطائرات المسيرة من جانب أوكرانيا، ما أدى الى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وتحويل مسار الرحلات في أحد مطارات البلاد.
وكثفت كييف هجماتها بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية منذ بدأت في حزيران (يونيو) الماضي، هجوماً مضاداً لاستعادة أراضِ تسيطر عليها قوات موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وقال حاكم منطقة بلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا فياشيسلاف غلادكوف «صباح الأحد، قصفت القوات المسلحة الأوكرانية منطقة السوق المركزية في شيبينكو».
وأضاف «وفق المعلومات الأولية، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح. أصيبت امرأة بشظايا في عنقها… وأصيب رجلان بشظايا في الساقين».
من جهته، أفاد حاكم منطقة بريانسك الحدودية أن القصف الأوكراني أدى الى تضرر منازل في إحدى القرى ومبنيين لإدارات رسمية دون تسجيل إصابات.
وإلى الغرب من العاصمة، أعلن مسؤولون روس عن إسقاط خمس طائرات مسيرة في منطقة سمولنسك، ومسيرة اخرى فوق منطقة كراسنودار الساحلية المطلة على البحر الأسود.
وأدت هذه الهجمات إلى اضطراب حركة الملاحة في سوتشي. وأفادت سلطات مطار المدينة المطلة على البحر الأسود بأنه «صباح الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، فرض مطار سوتشي قيوداً مؤقتة على الملاحة. تم تحويل مسار ست رحلات إلى مطارات بديلة».
كما تم الأحد وبشكل موقت، إغلاق الجسر الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، من دون أن يتم توضيح أسباب ذلك.
اتصالات أميركية أوكرانية
دبلوماسياً، أعلنت أوكرانيا الأحد أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة في أعقاب توصل الكونغرس إلى اتفاق تمويل للحكومة يحول دون إغلاق المؤسسات الفدرالية، حذفت منه بنود دعم كييف.
وتبنى مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان مساء السبت إجراء طارئاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفدرالية مؤقتاً لمدة 45 يوماً. ويتعين على المشرعين الآن النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا والتي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية.
وجاء تجميد المساعدات لأوكرانيا في الإنفاق الأميركي بضغط من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو الأحد إن «الحكومة الأوكرانية تعمل الآن بفعالية مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل القرار الجديد بشأن الميزانية الأميركية الذي سيتم صوغه خلال الأيام الـ45 المقبلة، موارد جديدة لدعم أوكرانيا».
ولاحقاً قال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إنه أجرى محادثة مع نظيره الأميركي لويد أوستن، بحثا خلالها في تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف بعد القرار.
وقال أوميروف على شبكة للتواصل الاجتماعي إن «الوزير أوستن أكد لي أن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيستمر. المحاربون الأوكرانيون سيحظون باستمرار بدعم قوي في ساحة المعركة».
وتعول كييف بشكل أساسي على المساعدات الغربية لمواجهة الغزو الروسي الذي بدأ في شباط (فبراير) 2022. وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا مع دعم عسكري تجاوزت قيمته 40 مليار دولار.
إلا أن دعم أوكرانيا بات موضع انقسام سياسي داخلي في الولايات المتحدة بين إدارة بايدن الديمقراطية والحزب الجمهوري، لاسيما مع تحضر البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
واستضافت أوكرانيا هذا الأسبوع منتدى سعت من خلاله لجذب صانعي الأسلحة الغربية لإقامة مصانع إنتاج على أراضيها، في ظل مخاوف من تراجع الدعم الغربي مع إطالة أمد الحرب ضد روسيا.
فرانس24/ أ ف ب