تجاوز عدد قتلى زلزال المغرب 2800 والناجون يقضون لياليهم في العراء
يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الوقت بدعم من فرق أجنبية من إسبانيا وبريطانيا وقطر للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر، الذي خلف 2862 قتيلاً على الأقل دفن معظمهم.
خيم قرويون في أجزاء من المغرب دمرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن في العراء لليلة الرابعة، فيما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 2862 شخصاً.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن الناجين من الزلزال الذي وقع في منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة وبلغت قوته 6.8 درجة، وسوى بالأرض منازل تقليدية مبنية من الطوب اللبن تعج بها المنطقة.
وذكر التلفزيون المغربي الإثنين، أن عدد القتلى بلغ 2862 بينما بلغ عدد المصابين 2562. ونظراً لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أي تقديرات لعدد المفقودين.
«رائحة الموت»
وفي قرية تينمل، دمرت كل المنازل تقريبا وأصبح قاطنوها جميعاً بلا مأوى. وتفوح رائحة الموت المنبعثة من عشرات الحيوانات المدفونة تحت الأنقاض في أجزاء من القرية.
وقال محمد الحسن (59 عاماً) إنه كان يتناول العشاء مع أسرته عندما وقع الزلزال. وفر ابنه البالغ من العمر 31 عاماً إلى الخارج وأصيب عندما انهار سقف منزل جيرانهم، مما جعله محاصراً تحت الأنقاض.
وقال الحسن إنه بحث عن ابنه وهو يبكي طلباً للمساعدة، لكن في نهاية المطاف توقفت الصرخات، وعندما وصل إلى ابنه كان قد مات. وبقي الحسن وزوجته وابنته داخل منزلهم ونجوا.
وقال الحسن: «لو بقي داخل المنزل لكان بخير».
وقال سكان في تينمل وقرى أخرى إنهم أخرجوا أناساً من تحت الأنقاض بأيديهم.
وفي قرية تيكخت التي تبقت فيها مبان قليلة قائمة، وصف محمد أوشن (66 عاماً) كيفية انتشال السكان 25 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، وكانت أخته واحدة ممن أُنقذوا.
وقال أوشن: «كنا منشغلين بالإنقاذ، ولعدم وجود أدوات، استخدمنا أيادينا». وأضاف «كان رأسها واضحاً وواصلنا الحفر بأيدينا».
وأظهر مقطع فيديو من قرية إيمي إن تالا النائية رجالاً وكلاباً يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوغاليس منسق عمليات منظمة رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود.
وقال نوغاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه «مستوى الدمار… شامل… لم يبق منزل واحد قائماً».
وأوضح أنه على الرغم من نطاق الأضرار، ما تزال فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب تأمل العثور على ناجين.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً من جنوب غرب مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
ونجت أجزاء أكثر حداثة من مراكش إلى حد كبير، بما في ذلك موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.
وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على 10 آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدماً فيها.
جهود الإغاثة تتواصل
وبعد جهود الإغاثة الأولية التي وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، ظهرت مخيمات في بعض المواقع بحلول ليل الإثنين، إذ قضى أناس الليلة الرابعة في العراء.
وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
وأُغلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش الإثنين، في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضرراً في المناطق النائية من الجبال.
وساعد متطوعون ومدنيون مغاربة، بمعاونة من بعض الأجانب، في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق
وقبل المغرب عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضاً بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.
فرانس24/ رويترز