يجتمع قادة الناتو الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا لعقد قمة سيطغى عليها رد الحلف على الحرب في أوكرانيا وأيضاً طلب انضمام كييف إلى المنظومة. كما سيركزون على ملف عضوية السويد، وسيبحثون أيضاً مسألة النفقات العسكرية وخطط الحلف الاستراتيجية خصوصاً وأن الغزو الروسي دفعه إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية.
يعقد قادة حلف شمال الأطلسي الثلاثاء والأربعاء قمة في ليتوانيا ستركز بشكل خاص على الحرب في أوكرانيا بعد 18 شهراً من بدء الغزو الروسي، وأيضاً على طلب انضمام كييف والسويد إلى المنظومة.
وقد وصل الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين إلى فيلنيوس لحضور قمة الحلف. وحطت الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» عصراً في المطار الدولي للعاصمة الليتوانية آتية من لندن حيث التقى بايدن في وقت سابق الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وهذه أبرز الملفات التي من المقرر أن يتم بحثها خلال اللقاء الذي يستمر يومين في فيلينيوس:
انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي
من المرتقب أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاملاً رسالة إلى قادة الدول الأعضاء الـ31 في الحلف، مفادها أن بلاده تستحق الانضمام إلى الحلف عند انتهاء الحرب.
وتطالب كييف وكذلك دول أوروبا الشرقية بخريطة طريق واضحة باعتبار أنه من الضروري لأوكرانيا الانضمام إلى المظلة الأمنية للحلف لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل. إلا أن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا ستنضم في أحد الأيام بدون تحديد جدول زمني واضح.
ومنذ أسابيع عدة، يحاول الدبلوماسيون إيجاد صيغة لكي يوجه البيان الختامي رسالة إيجابية إلى أوكرانيا.
ويفترض على الحلف بشكل خاص أن يتخلى عن خطة عمل العضوية MAP من أجل كييف، وهي نوع من غرفة انتظار الترشح للحلف والتي تحدد عدداً معيناً من أهداف الإصلاح.
كما ينبغي على التحالف أيضاً تعزيز العلاقات السياسية من خلال إطلاق مجلس حلف الأطلسي-أوكرانيا ووضع برنامج لسنوات متعددة لمساعدة كييف على الاقتراب من المعايير العسكرية الغربية.
هل سيكون هذا كافيا لإرضاء زيلينسكي؟ وما الضمانات الأمنية؟
تقول أوريسا لوتسيفيتش من مركز الأبحاث تشاتام هاوس إن «فريق زيلينسكي سيدفع حتى اللحظة الأخيرة من أجل تحصيل أكبر قدر ممكن». وبهدف إعطاء تعهدات إلى كييف قبل العضوية نفسها، تتفاوض دول عدة تحظى بثقل كبير في الحلف وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، حول التزامات محتملة لتوريد أسلحة على المدى الطويل لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن هذه الالتزامات ستصاغ خارج إطار الحلف.
وستضاف تعهدات الأسلحة إلى عشرات مليارات الدولارات من المعدات التي تم تسليمها إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي للبلاد قبل حوالي 500 يوم.
ومن بين الاحتمالات الواردة اتفاق مماثل لذلك القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتدفع واشنطن بموجبه مليارات الدولارات سنوياً كمساعدة عسكرية للدولة العبرية. كما يمكن الإعلان عن اتفاقات لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب وإعادة بناء صناعة الأسلحة الأوكرانية.
إلا أن دولاً أخرى غير مشاركة في هذه المناقشات تحذّر من أن هذه الالتزامات لا يمكن أن تحل محل انضمام أوكرانيا المحتمل أو ستساهم في تأخيره. حيث قال رئيس وزراء لاتفيا أرتورز كريغانيس كارينش إن «أفضل ضمانة لأمن أوكرانيا هي العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي عند انتهاء الحرب».
بعد تصريحات أردوغان… نحو ضم السويد؟
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن أردوغان وافق الإثنين على عرض طلب السويد العضوية في التكتل على البرلمان التركي. وعقب محادثات في فيلنيوس مع أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قال ستولتنبرغ: «يسرني أن أعلن أن الرئيس إردوغان وافق على عرض بروتوكول انضمام السويد» على البرلمان «في أسرع وقت ممكن وعلى العمل مع المجلس لضمان المصادقة» عليه، مضيفاً: «إنه يوم تاريخي».
النفقات العسكرية للناتو
بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ، تعهدت الدول الأعضاء في الناتو بالتحرك نحو هدف تخصيص 2 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي لديها بحلول 2024.
ووفق أرقام الحلف، فإن 11 من الدول الـ31 الأعضاء يفترض أن تبلغ أو تتجاوز هذه العتبة في السنة الحالية. وقد عبّر ينس ستولتنبرغ عن ثقته بأن هذا الرقم «سيزيد بشكل كبير العام المقبل».
وأعاد الحلفاء التفاوض بشأن هذا الالتزام لزيادته. حيث ستصبح عتبة الـ2 بالمئة حداً أدنى من الآن وصاعداً. لكن العديد من المسائل لا يزال يجب البت بها خصوصاً الجدول الزمني، حيث تعتبر بعض الدول أنه يلزمها سنوات عديدة قبل بلوغ ذلك.
الخطط الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي
دفع الغزو الروسي لأوكرانيا الحلف الأطلسي إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية.
وأعد القادة خططاً إقليمية تتكيف مع السياق الجيو-إستراتيجي الجديد والتي توضح بالتفصيل التهديدات الرئيسية وتحدد الإمكانات اللازمة للدفاع عن كل منطقة وسبل التحرك.
يقول دبلوماسيون إن تركيا أبدت اعتراضات لكن من المرتقب ان تعطي موافقتها في نهاية الأمر خلال القمة.
فرانس24/ أ ف ب