صمت يرافق جولة لودريان على القيادات اللبنانية… فهل هي مبادرة ام مجرد استكشاف؟

بدأت بعد ظهر امس مهمة الوزير الفرنسي السابق جان – ايف لودريان الذي وصل الى بيروت عند الساعة الثالثة وكان في استقباله سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو وعدد من اركان السفارة. وكان اللقاء الاول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ودام الاجتماع ساعة كاملة واحيط بالكتمان الشديد، غادر بعدها لودريان دون الادلاء بأي تصريح، كما انه لم يرد على اسئلة الصحافيين، وذلك حرصاً على المهمة التي جاء من اجلها وانسجاماً مع الحساسية التي تبديها فرنسا بعد فشل مبادرتها التي قامت على معادلة سليمان فرنجية للرئاسة مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة، والتي رفضتها المعارضة والقوى الاخرى التي تعارض فريق الممانعة. اما الرئيس بري فقد اكتفى بالقول ان اللقاء كان جيداً وصريحاً، وهذا كلام عام لا يوحي بحقيقة ما دار في الاجتماع، الا ان اوساط عين التينة تقول ان الموفد الفرنسي لم يكن مستمعاً فحسب، كما توقع الاعلام، بل شارك في النقاش وربما طرح افكاراً.
وهذا الصباح يلتقي لودريان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عند الساعة الثامنة والنصف في السرايا الحكومية ثم يزور بكركي عند العاشرة للاجتماع الى البطريرك الراعي، ينتقل بعد ذلك الى معراب عند الحادية عشرة للقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وبعد الظهر ينتقل الى البياضة في المتن للقاء النائب جبران باسيل في منزله، ثم تتوسع الزيارات لتشمل المرشحين الرسميين للرئاسة سليمان فرنجية وجهاد ازعور ورؤساء الاحزاب والكتل النيابية وممثلين عن المجتمع المدني استكمالاً لمهمته التي حددت بأنها لجمع المعلومات والاراء، والانتقال بها الى فرنسا، حيث سيرفع تقريراً مفصلاً الى الرئيس ماكرون، تمهيداً لعقد لقاء اللجنة الخماسية التي من المتوقع ان تعقد اجتماعاً لها حول لبنان في قطر.
لم يعرف بعد، اذا كان لودريان سيجتمع بسفراء الدول الخمس اعضاء اللجنة التي تهتم بلبنان وهي الى جانب فرنسا، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الا ان السفيرة الاميركية المنتهية ولايتها دوروثي شيا دخلت على الخط، عبر بيان مسجل لوجودها في الولايات المتحدة حيث ستمثل امام الكونغرس للموافقة على تعيينها مندوبة للولايات المتحدة في الامم المتحدة. وقالت في بيانها انها تتمسك باتفاق نيويورك والذي يطالب برئيس جامع لكل اللبنانيين وعلى علاقة جيدة مع الدول الاقليمية والدولية، على كل حال ان هذا اللقاء سيتم الليلة ولو شكلاً من خلال مأدبة العشاء التي يقيمها السفير السعودي في لبنان في فندق فينيسيا على شرف لودريان ودعا اليها سفراء الدول العربية والاسلامية وبينهم السفير الايراني في لبنان والقائم باعمال السفارة السورية.
حتى الساعة لم يتضح ما اذا كان لودريان يحمل معه مبادرة يعرضها على القيادات اللبنانية، ام مجرد نقاشات واسئلة وجمع معلومات. فكل ما تردد في وسائل الاعلام حول هذه الزيارة هو مجرد تكهنات، لا اساس لها، الا من التوقعات التي لا تستند الى اي مصادر رسمية. ولذلك يبقى علينا الانتظار حتى نهاية الجولة وربما الى ما بعد سفر لودريان لنتبين النتائج. مع العلم ان التكهنات لا تزال قائمة، وهي في معظمها بعيدة عن الحقيقة.
على الصعيد الحكومي عقد مجلس الوزراء جلسة امس كان من ابرز مقرراتها الغاء شهادة البريفيه قبل موعد الامتحان باسبوعين ورغم معارضة وزير التربية. اما الجانب الايجابي، الى اقرار الترقيات العسكرية بعد طول انتظار نظراً للخلافات حولها، فكان تثبيت متطوعي الدفاع المدني الذين يفوق عددهم الالفين. وقد انتظروا طويلاً حتى تم انصافهم. وكانت هناك مواضيع اخرى بينها اتفاقية سوليدير المتعلقة برسوم تتقاضاها الدولة، بدل اشغال ممتلكاتها وبسعر زهيد جداً. الا ان مجلس الوزراء لم يقارب التعيينات في مجلس الدفاع الاعلى وغيره لانها تستوجب وجود رئيس للجمهورية. غيرا ان كل شيء مباح في لبنان وقد يصبح الممنوع مسموحاً بعد ايجاد التخريجة او الذريعة له. كما ارجأ البحث في رفع سعر الانترنت. وهو مجاني في العالم وباسعار خيالية في لبنان.