زيلينسكي ينفي سيطرة روسيا على مدينة باخموت
أفاد مسؤولون أوكرانيون الاثنين بأن روسيا شنت غارات جوية خلال الليل على مدينة دنيبرو بجنوب شرق البلاد، وأشاد حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بقوات الدفاع التي يقول إنها صدت الهجوم وندد «بمجموعة من الإرهابيين». في حين لا يعرف إذا كان مصدر الانفجارات هو تصدي أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أو هو نتيجة قصف جوي روسي. وتحدثت وكالة أنباء آر بي سي-أوكرانيا عن حوالي 15 انفجاراً في دنيبرو خلال أكثر من 90 دقيقة من الإنذارات بالغارات الجوية.
قال مسؤولون الاثنين إن روسيا شنت هجوماً جوياً خلال الليل على مدينة دنيبرو بجنوب شرق أوكرانيا، فيما أفادت وسائل الإعلام بوقوع سلسلة من الانفجارات.
وقال الحاكم سيرهي ليساك على تطبيق تلغرام «بفضل قوات الدفاع، صمدنا أمام الهجوم. التفاصيل ستأتي في الوقت المناسب» ووصف القوات الروسية بأنها «مجموعة من الإرهابيين».
ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت الانفجارات ناجمة عن تدمير أنظمة الدفاع الجوي لأهدافها أم أن صواريخ أو طائرات مسيرة روسية تقصف أهدافاً، لكن حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، التي تعد دنيبرو المركز الإداري لها، أشاد بالمدافعين.
وذكرت وكالة أنباء آر بي سي-أوكرانيا للأنباء أنه سُمع حوالي 15 انفجاراً في دنيبرو خلال أكثر من 90 دقيقة من الإنذارات بالغارات الجوية. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الأنباء من مصادر مستقلة.
ومع اقتراب موعد هجوم أوكراني مضاد، استأنفت روسيا الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة هذا الشهر بعد توقف دام قرابة شهرين. وتدور مواجهات مرات عدة في الأسبوع، وهي الأشد حدة في الحرب إلى حد الآن.
زيلينسكي ينفي سيطرة روسيا على باخموت
في السياق نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد سيطرة القوات الروسية على باخموت (شرق)، فيما شدد قائد مجموعة فاغنر الروسية على أن مقاتليه يسيطرون على «كل شبر» من المدينة.
وأكد قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، وبعده وزارة الدفاع الروسية السبت، أن باخموت «حررت تماماً» بعدما شهدت أطول المعارك وأشرسها منذ بدء الغزو في شباط (فبراير) 2022.
في المقابل، أكد فولوديمير زيلينسكي من هيروشيما اليابانية حيث شارك في قمة مجموعة السبع التي حصل خلالها على دعم دبلوماسي ومساعدة عسكرية، أن باخموت «ليست محتلة»، وذلك بعد إدلائه بتصريحات مبهمة حول الوضع في المدينة.
وقال الرئيس الأوكراني «لم يتبق شيء في هذا المكان… مجرد أنقاض والعديد من القتلى الروس». وشبّه الدمار في المدينة بالدمار الناجم عن القصف الذري للولايات المتحدة على هيروشيما عام 1945.
من جهته، قال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن قواته لا تسيطر الآن إلا على جزء «ضئيل» من باخموت، بينما «تواصل التقدم» على الأطراف الشمالية والجنوبية للمدينة.
أما نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار فقالت الأحد إن أوكرانيا «طوّقت جزئياً» مدينة باخموت بعد الاختراق الأخير الذي حققته قوات كييف في شمال المدينة وجنوبها.
وذكرت على تلغرام «تقدم قواتنا المستمر في الضواحي يصعّب وجود العدو في باخموت. قواتنا طوقت المدينة جزئياً».
وكان بريغوجين أكد السبت السيطرة على باخموت التي احتلتها القوات الروسية بنسبة 90% في الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن مجموعته ستسحب مقاتليها من المدينة اعتباراً من 25 أيار (مايو) وستسلم المهمة الدفاعية للجيش الروسي.
وشدد في رسالة جديدة الأحد على أن قواته باتت تسيطر على «كل شبر» من المدينة ضمن «حدودها القانونية»، مؤكداً أنه «لا يوجد جندي أوكراني واحد في باخموت».
وسبق أن هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلي فاغنر والجيش الروسي بـ «استكمال العملية (التي مكّنت من) تحرير»” باخموت وتعهّد تقليد أوسمة للجنود الذين قدموا مساهمات بارزة في هذه المعركة.
«جحيم في باخموت»
وإذا تأكّدت السيطرة على باخموت، سيكون بوسع موسكو إعلان انتصار بعد سلسلة من النكسات العسكرية، وذلك قبل هجوم أوكراني مضادّ تُعدّ له كييف منذ أشهر.
لكن زيلينسكي أقر هذا الأسبوع بأن أوكرانيا تحتاج إلى «مزيد من الوقت» لتنفيذ هذا الهجوم المضاد الرامي إلى استعادة أراض احتلها الروس.
وخلال لقاء رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع، حصل زيلينسكي على وعد أميركي بتسليم بلاده ذخيرة ومدفعية ومدرّعات جديدة بقيمة 375 مليون دولار، بالإضافة إلى ضوء أخضر من واشنطن الجمعة لإمداد أوكرانيا طائرات مقاتلة من طراز إف-16 تطالب بالحصول عليها منذ فترة طويلة.
وعلى هذا الصعيد، قال بايدن الأحد إن زيلينسكي قدّم لواشنطن «تأكيداً قاطعاً» أن طائرات إف-16 لن تهاجم الأراضي الروسية.
وتكبّدت موسكو وكييف خسائر فادحة في باخموت، المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها حوالي 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي والتي دمرها القتال إلى حد كبير.
وكانت هذه المعركة أيضاً مسرحاً لصراع مفتوح بين بريغوجين وهيئة الأركان العامة الروسية، مع توجيه قائد فاغنر شتائم وإهانات لمسؤولين عسكريين متهماً إياهم بعدم تزويد رجاله الذخيرة الكافية بهدف إضعافهم.
وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية الأحد بأنها أجلت من باخموت عشرة مدنيين من بينهم فتاة، في حين أن عدد السكان الباقين في المدينة المنكوبة غير معروف، لكنه منخفض للغاية على الأرجح.
وقالت الوزارة إن «عملية الإنقاذ كانت صعبة عبر طريق وسط الألغام وتحت نيران المحتلين». ونقلت الوزارة الأوكرانية عن أحد السكان الذين تم إجلاؤهم قوله «إذا كان هناك جحيم فهو في باخموت».
دبلوماسياً، تكثفت المبادرات الهادفة إلى تعزيز محادثات السلام بما في ذلك جولة أوروبية لمبعوث صيني زار كييف هذا الأسبوع ووفد من ستة قادة من دول إفريقية يتوقع أن يزور روسيا في حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو).
كما أعلن الفاتيكان السبت أن البابا فرنسيس كلف الكاردينال ماتيو زوبي تولي مهمة سلام في أوكرانيا. وينتمي زوبي إلى جمعية سانت إيجيديو الكاثوليكية المعروفة بجهودها لإحلال السلام.
فرانس24/ رويترز/ا ف ب