دوليات

دبلوماسية الهامبورغر

بعد ديبلوماسية البينغ بونغ، جاءت ديبلوماسية الهامبورغر. فحرب فيتنام انتهت ويسعنا القول، رسمياً، ان الولايات المتحدة، انتصرت، بعد 38 سنة من نهايتها.
فماك دونالدس، اعلنت منذ ايام ان اول مطعم يحمل اسمها، سيفتح ابوابه في مدينة هوشي منه، في بداية سنة 2014.
واذا كان البعد الرمزي، لهذا الخبر لا يكفي، لتكريس الانتصار الاميركي، بغير قوة السلاح، فنضيف ان صهر رئيس الحكومة الشيوعية الكامبودية، نغويان نان دونغ، هو الذي يتولى ادارة سلسلة المطاعم الاميركية في بلاده. فهو تربى في الولايات المتحدة، واشتغل مراهقاً، في مطبخ احد مطاعم الهامبورغر الاميركية.
ويعترف صهر رئيس حكومة فيتنام: «كنت احلم، منذ ان عدت الى مسقط رأسي، بأن افتح مطعم هامبورغر في بلادي، فبقيت على اتصال بالمؤسسة اتقاسم معها دراسة الفرص المتاحة في السوق».
ولكن المشكلة ان ماك دونالدس، تسعى من وراء تحركها الناشط، مع صهر رئيس الحكومة الى التعويض عن فرص ضائعة، لان منافساً من عيار كنتاكي تشيكن، سبقها الى فيتنام، منذ سنة 1997، واصبح له اليوم 100 مطعم، كما سبقتها بوركينغ، وستارباكس، وسابواي وبيتزاهات، منذ زمن، حتى لا نتحدث عن صناعات قطع الغيار والمعلوماتية الاميركية، التي تنشط في فيتنام.
والسبب الرئيسي، لهذا التسابق افتصادي اذاً، لان فيتنام تشكل سوقاً قوامها 92 مليون مستهلك، نمت في وتيرة 7 في المئة سنوياً، خلال العقد الاخير، بالرغم من تراجع هذا المعدل، الى 5 في المئة بسبب الازمة العالمية. ويبلغ ناتج فيتنام المحلي الخام 325 مليار دولار، ومعدل دخل الفرد 3600 دولار، في السنة، يتزايد في استمرار ويساعد على قيام طبقة متوسطة، تزداد طاقتها الشرائية في استمرار. ومنذ ايام استقبل باراك اوباما، في البيت الابيض، زميله الرئيس الفيتنامي، ترونغ تان سانغ.
اضافة الى ان التحول الحقيقي الذي تعيشه فيتنام اليوم، ثقافي.
ففي عصر الحرب الفيتنامية، كان الجنوب تحول الى ما يشبه المستعمرة الاميركية، ولكن فيتنام عمدت الى ازالة كل الماضي بعد سقوط سايغون في سنة 1975.
واما اليوم، فإن الاجيال الجديدة تريد الانفتاح على العالم، من جديد، ويشمل هذا الجوع الى المعرفة هامبورغر ماك دونالدس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق