فرنسا: أحكام بالسجن تتراوح بين عامين و18 عاماً على المتهمين الثمانية في اعتداء نيس
أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في باريس الثلاثاء أحكاماً بالسجن على ثمانية متهمين في اعتداء نيس تتراوح بين عامين وثمانية عشر عاماً، بعد جلسات استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر. وجرت المحاكمة في غياب منفذ الهجوم، التونسي محمد لحويج بوهلال، الذي قتل برصاص رجال الشرطة أثناء تنفيذه الاعتداء بشاحنة اقتحم بها حشداً من الناس في مدينة نيس ليلة العيد الوطني الفرنسي ما خلف مقتل 86 شخصاً في 14 تموز (يوليو) 2016. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» الهجوم الذي وقع بعد 18 شهراً من الاعتداء الدامي على مجلة «شارلي إيبدو» الهزلية الفرنسية وثمانية أشهر من اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر).
أصدر القضاء الفرنسي الثلاثاء أحكاماً بالسجن على ثمانية متهمين في قضية اعتداء نيس الذي أسفر عن مقتل 86 شخصا في 14 تموز (يوليو) 2016 تتراوح بين عامين وثمانية عشر عاماً.
وأدانت المحكمة محمد غريب، المتهم الرئيسي وصديق محمد لحويج بوهلال منفذ الهجوم، بالانتماء إلى منظمة إرهابية. وعاقبته بالسجن 18 عاماً. كما أدانت متهمين اثنين آخرين بمساعدة بوهلال في الحصول على أسلحة وعلى الشاحنة. وأدان القضاة أيضاً شكري شفرود ورمزي عرفة، وهما متهمان بارزان آخران اتُهما بمساعدة بوهلال في الحصول على الأسلحة والشاحنة، بالانتماء إلى منظمة إرهابية. وحُكم على شفرود بالسجن 18 عاماً وعلى عرفة بالسجن 12 عاماً.
ووقع الحادث المأساوي عندما دهست شاحنة يقودها تونسي حشداً يحتفل بعيد فرنسا الوطني على جادة «لا برومناد ديزانغليه». وقتل المهاجم المدعو محمد لحويج بوهلال في الموقع بعدما أطلق النار على القوات الأمنية. غير أن التحقيق لم يتمكن من إثبات رابط مباشر بين المنفذ والتنظيم الجهادي وخلص إلى أن التبني «انتهازي محض».
وقالت النيابة العامة في قضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الجنايات الخاصة في باريس، متوجهة إلى نحو 2500 طرف مدني، إنها تتفهم «شعور الإحباط» بعد صدور الحكم، بغياب منفذ الهجوم.
في هذا السياق، أكدت المحامية العامة أليكسا دوبور أن المحاكمة لن تعوض الألم «الهائل والعميق» لأقارب الضحايا والناجين. وقالت «إن محاكمة كل نواحي المسؤولية لا يعني تحميل المتهمين ثقل الغائب… العدل هو أن يتناسب الحكم مع مسؤولية كل فرد».
صفقة «خطرة»
اعترف رمزي عرفة المتحدر من مدينة نيس والبالغ 28 عاماً بأنه باع مسدساً نصف آلي للمنفذ الذي استخدمه مساء الاعتداء دون أن يصيب أحداً.
وأشارت المحكمة إلى «خطورة» هذه الصفقة لكنها أقرت «بعدم وجود عناصر تسمح بتحديد ما إذا كان لديه أي فكرة عن النية الجهادية لمحمد لحويج بوهلال»، فعلاقتهما كانت حديثة العهد.
واعتبرت المحكمة في حكمها أن تصرف السائق كان ذا «ميول إرهابية واضحة»، وإن لم يتم إثبات أي ولاء أو صلة بمنظمة إرهابية.
التصفيق يعم القاعة
حتى ولو كانت شبه خالية منذ بدء الجلسات في 5 أيلول (سبتمبر)، إلا أن القاعة الكبرى في قصر العدل كانت مزدحمة لأول مرة الثلاثاء. وارتدت أطراف مدنية عدة قميصاً طبع عليه رسماً على شكل قلب يضم أسماء الضحايا. وعم التصفيق بعد إعلان الحكم الصادر بحق شكري شفرود، قبل أن يطلب الرئيس لزوم الهدوء، قائلاً «لا تعابير من فضلكم، نحن في قاعة المحكمة، هذا غير مقبول، العدالة تحتاج إلى الهدوء».
وتتعلق القضية بحوالي 2500 طرف مدني. وأدين الخمسة الآخرون وهم مكسيم سيلاج وأندري اليزي وأرتان هناج وبراهيم تريترو وأنكليديا زاتشي بتهمة تشكيل عصابة إجرامية ومخالفة التشريعات المتعلقة بالأسلحة. وحكم عليهم بعقوبة السجن لمدة تتراوح بين سنتين وثماني سنوات.
وكانت النيابة العامة في قضايا مكافحة الإرهاب طلبت إنزال عقوبة السجن بحقهم من سنتين إلى عشر سنوات. وطالب محامو الدفاع خلال مرافعتهم المحكمة بالتمييز بين «معاناة الضحايا» و«التورط» الحقيقي للمتهمين.
فرانس24/ أ ف ب