باحثون أميركيون يحققون «اختراقاً علمياً كبيراً» في الاندماج النووي: ثورة في إنتاج الطاقة
كشف علماء أميركيون الثلاثاء تحقيق «اختراق علمي كبير» في مجال الاندماج النووي، يرجح أن يحدث ثورة في إنتاج الطاقة على الأرض. وحسب تغريدة لمختبر لورانس ليفرمور الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية فإن تجربة أجراها الأسبوع الماضي «أنتجت من خلال الاندماج النووي كمية أكبر من الطاقة» المستخدمة في أجهزة الليزر لبدء التفاعل.
أعلنت وزارة الطاقة الأميركية الثلاثاء عن «اختراق علمي كبير» حققه باحثوها في مجال الاندماج النووي، وهي تكنولوجيا ينظر إليها على أنها مصدر ثوري بديل للطاقة.
يعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي، الذي يصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة، يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يتسبب بأزمة المناخ العالمية.
وتعليقاً على الإنجاز العلمي، قال الرئيس جو بايدن الثلاثاء إن التضخم في الولايات المتحدة ينخفض وإن الأمور تمضي في الاتجاه الصحيح، رغم أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به.
«نجاح للعلم»
ستوفر هذه النتيجة أخيراً دليلاً على المبادئ الفيزيائية التي حددها باحثو الاندماج قبل عقود. وستمثل ما قال توني رولستون، المحاضر في جامعة كامبريدج، إنه «نجاح للعلم».
مثل الانشطار، يكون الاندماج خالياً من الكربون أثناء التشغيل، ولكن مزاياه لا تتوقف عند هذا الحد؛ فهو لا يطرح خطر حدوث كارثة نووية وينتج نفايات مشعة أقل بكثير من الانصهار.
ولكن الطريق ما زال طويلاً قبل أن يصبح الاندماج قابلاً للتطبيق على نطاق صناعي.
وحسب علم الفيزياء جيريمي تشيتندين «لتحويل الاندماج إلى مصدر طاقة، سنحتاج إلى زيادة ما نكسبه من الطاقة على نحو أكبر. سنحتاج أيضاً إلى إيجاد طريقة لإعادة إنتاج التأثير نفسه على نحو متكرر وبتكلفة أقل بكثير قبل أن نتمكن من تحويل هذا بشكل واقعي إلى محطة لإنتاج الطاقة».
من جهته قال إريك لوفيفر مدير المشروع في لجنة الطاقة الذرية الفرنسية إن ذلك قد يستغرق 20 أو 30 عاماً أخرى.
ولكن خبراء المناخ يحذرون من أن العالم لا يمكنه الانتظار كل هذا الوقت لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من تأثيراته الخطيرة.
ويجري تطوير مشاريع أخرى للاندماج النووي في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المشروع الدولي الكبير المعروف باسم المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتر) ITER وهو قيد الإنشاء حالياً في فرنسا.
بدلاً من الليزر، سيستخدم ITER تكنولوجيا تعرف باسم الحصر المغناطيسي تحتوي على كتلة دوامة من بلازما الهيدروجين الاندماجية داخل حجرة ضخمة على شكل كعكة دائرية.
فرانس24/أ ف ب/رويترز