رئيسيسياسة عربية

الحل باعتماد اللامركزية وسليمان يعلنها في الاستقلال

هل ان «الربيع العربي» الذي شهده بعض دول المنطقة سيؤدي الى تقسيمها وبالتالي تقسيم لبنان كما يتخوف احد الوزراء، من خلال معاهدة دولية جديدة تخلف معاهدة سايكس – بيكو؟ ام ان المنطقة ستبقى متمسكة بالمعاهدة القائمة على رغم تعرضها لحوادث ذات طابع عرقي او مذهبي، لان الربيع العربي لن يؤدي الى قيام دول اتنية وعرقية ومذهبية، بل سيؤدي الى تطوير الانظمة نحو مزيد من الديموقراطية والحرية باتجاه الحداثة.

اشار ديبلوماسي روسي الى ان ما يجري في المنطقة يشكل فرصة امام شعوب هذه الدول لتقرير مصيرها بنفسها والخروج من الاوضاع التي كانت عليها، مشدداً على ان التغيير المنشود يفترض ان يتم عبر الحوار والتفاوض والحل السلمي وليس بالعنف، وبلغة السلاح. ويستذكر ديبلوماسي مخضرم ما قاله الرئيس كميل شمعون لموفد غربي زار لبنان ابان الحرب عام 1975، «ان لبنان لن يقسّم طالما ان العراق موحد وان صورة العراق هي التي تعمم على سائر دول المنطقة». ويقول ديبلوماسي غربي ان ما يجري في العراق الان ليس تقسيماً انما اقامة كونفيديراليات ضمن الدولة اي قيام اقاليم لها استقلالها الذاتي تتعاون مع بعضها ضمن حدود الدولة العراقية. وقد يكون التوجه وفق احد الخبراء السياسيين الى اعتماد الصيغة الكونفيديرالية لوقف الحروب العبثية بين المتحاربين واطراف الصراع وتخفيف الاحتقان المذهبي بعد صعوبة مصالحة الشارع السني مع الشارع الشيعي على اثر الحوادث الاخيرة وحال العداء المستشرية، طالما ان المصالحة السعودية – الايرانية لم تتم بعد. وبرز مؤشر لقيام ثنائية عربية بين مصر والسعودية وسعي غربي، خصوصاً اميركي، لقيام اتفاق بين الثنائي العربي وايران بدلاً عن غياب الدور السوري.

اجماع على الاستقرار
عكست المواقف التي اعلنها رفعت عيد امين عام الحزب العربي الديموقراطي في مؤتمر صحافي حقيقة الصراع في لبنان والمنطقة عندما قال: «ان المشكلة ليست في طرابلس فلننتظر لقاء ايران-السعودية، فاذا تم الاختلاف بينهما سنقاتل بعضنا حتى النهاية، فنحن مع سوريا وهم مع السعودية، وفي حال اتفقتا سينتهي الموضوع بالمصالحة كما تصالحنا مع رئيس تيار المستقبل». ويعترف ديبلوماسي غربي بوجود اجماع دولي على المحافظة على الاستقرار في لبنان على رغم ارتباط اطراف الصراع بأجندات خارجية. وتعي الحكومات الغربية خطورة المرحلة في لبنان، لذلك تدعو الى تشكيل حكومة، وتطالب القوى السياسية بأن تتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة، مشترطة مساعدة لبنان لمواجهة عبء النازحين بقيام حكومة مسؤولة. ويثني المسؤولون على الجهود التي يبذلها وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل لتثبيت الهدنة في طرابلس من خلال تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الامنية بانتشار قوى الامن بمساعدة الجيش في باب التبانة وجبل محسن وتوقيف المطلوبين وكل من يحمل سلاحاً غير مرخص، فمهمة هذه القوات ليست جمع السلاح بل وقف القتال وتثبيت الهدنة. وعقد شربل اجتماعاً في منزل مفتي طرابلس بحضور نواب وفاعليات المدينة شرح المرحلة الثانية من الخطة، مؤكداً ان العناصر الامنية لن تكون شاهد زور بل ستطبق القانون على الجميع. وانتقد عيد حضور شربل الاجتماع وحمل في مؤتمر صحافي على المسؤولين والاجهزة والقضاء واتهمهم بالتآمر محذراً من حصول مشكلة اذا عولج ملف تفجير المسجدين بغير القضاء. ورد العلماء السلفيون على عيد في مهرجان احقاق الحق مطالبين بتوقيف علي ورفعت قبل تنفيذ الخطة الامنية. فاذا كان علي عيد رمز الطائفة العلوية فان احمد الاسير هو رمز الطائفة السنية، فكما دخلت الدولة عبرا لانهاء الاسير الذي كان تعبيراً عن حالة، عليها ان تدخل جبل محسن لانهاء حالة عيد التمردية، التي اعتبرتها فاعليات طرابلسية مربعاً تابعاً لحزب الله ولسوريا.
واعتبر عضو في 14 اذار رفع سقف مواقف عيد، وتزامنه مع رفع الخطاب السياسي للحزب، رسالة الى الرئيس سليمان عشية سفره الى السعودية. وحذر احد سياسيي 8 اذار سليمان من خطورة اي التزام يتناقض مع ثوابت المقاومة لانه غير قابل للتنفيذ في الداخل. وابدى الحزب قلقه من خطورة  التطورات على الصعيدين الاقليمي والدولي وانعكاساتها على وضعه، فرفع الجهوزية الامنية وسقف الخطاب واقدم على عرض عضلات بقطع الطرقات احتجاجاً على برنامج تلفزيوني صوّر الامين العام للحزب حسن نصرالله، وقال احد الاشخاص الشيعة «لا تتعرضوا لنا نحن خط احمر». ورفض اشخاص محسوبون على الحزب  المثول امام القضاء والمحققين الامنيين، انطلاقاً من فائض القوة كما يقول عضو في 14 اذار، ويضيف ان مناصري الحزب يتصرفون على انهم فوق القانون والدولة، ويتحدث عن انفلاش عسكري للحزب خصوصاً في مناطق جبل لبنان، وسط استغراب العونيين تجاوزات حليفهم.

استياء من قطع الطرقات
البطريرك الراعي  العائد من روما ابدى استياءه من موضوع اقفال الطرقات. وطالبت قوى 14 اذار الدولة بأن تتحمل مسؤولياتها وتبادر الى الادعاء على رفعت عيد انطلاقاً من ان الذي قاله يشكل اخباراً، وتوقيف «قطاع» الطرق في جرود جبيل كما طالب النائب السابق فارس سعيد بعد ان وجه اليه اصحاب «القمصان السوداء» تهديداً مباشراً. ويقول الرئيس نبيه بري بأن لا خوف من التفلت الامني فالامن ممسوك رغم الخلاف السياسي وعدم الاتفاق لافساح المجال امام الرئيس تمام سلام لتشكيل الحكومة بعد مرور اكثر من 8 اشهر على التكليف.
ويسأل احد السياسيين: كيف الحل في ظل التشنج والمواجهة السنية – الشيعية رغم استبعاد مسؤولي الحزب الفتنة؟ يؤكد احد الوزراء ان تقسيم لبنان غير وارد وان الصراع القائم هو صدى للصراع الاقليمي. وان لبنان هو في محطة الانتظار وتستخدم قوى ساحته لبعث الرسائل وبعض الاطراف يرضى بأن يلعب مثل هذا الدور. ويرى وزير سابق ان الحل في لبنان هو باعتماد اللامركزية الموسعة، وانجزت لجنة من اختصاصيين المشروع وقد يعلنه الرئيس سليمان بمناسبة عيد الاستقلال بعد ان ينتهي الوزير شربل مع خبراء من وضع اللمسات الاخيرة عليه.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق