رئيسيسياسة عربية

احياء «قرنة شهوان» لإنطلاق المصالحة والإنقاذ

يقول وزير سابق ان المصالحة في الشارع المسيحي وتوحيد الموقف حول مشروع سياسي هما الاساس في المصالحة الوطنية، والركيزة لقيام الدولة وانتظامها، والقاعدة لترسيخ وحدة الشعب والمؤسسات، وتعزيز العيش المشترك، ووأد الفتنة السنية – الشيعية التي بدأت تذر بقرنها على الساحة.

يحذر سفير غربي من مساوىء واضرار استمرار انقسام المسيحيين في ما بينهم حول مفهوم الدولة وتشرذمهم حول المشروع السياسي. وفي رأي احد المسؤولين السابقين ان الامل بالانقاذ هو بعودة الوحدة الى الصف المسيحي. ويحمّل العماد ميشال عون مسؤولية تصدع جدار الوحدة المسيحية لغاياته، وقد تجاوزت مواقفه مواقع رئاسة الجمهورية وبكركي، طارحاً نفسه الزعيم الاوحد على الساحة المسيحية فهو رئيس اكبر كتلة مسيحية وكتلة وزارية، تشكل ثلث اعضاء الحكومة، الموقع الذي لم يصل اليه اي من القادة المسيحيين السابقين.
ان تردي الاوضاع على الساحة المسيحية في المنطقة وفي لبنان كان محور اهتمام دوائر الفاتيكان والغرب، لا سيما فرنسا والمانيا، اضافة الى الادارة الاميركية. وعقدت اجتماعات ضمت  عدداً من المسؤولين الاميركيين واركان الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، تمحور البحث خلالها حول اوضاع المسيحيين في المنطقة وحالهم في لبنان وسط الصراع السني – الشيعي الحاد الذي يتصاعد في المنطقة مع الربيع العربي، ويتخذ عناوين عدة منها: محاربة الارهاب والاصوليات والاسلاميين المتطرفين. وانتهت الاجتماعات وفق احد المشاركين الى الاقتناع بضرورة التحرك لإنقاذ لبنان لأن ذلك يؤمن المظلة الواقية لمسيحيي الشرق بالبقاء وعدم الهجرة.

خلية أزمة
وفي السياق ذاته شكلت دوائر الفاتيكان خلية ازمة تحت عنوان «حماية صمود المسيحيين في الشرق الاوسط». وبالتوازي شكلت دوائر بكركي خلية ازمة لدرس اوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة والسبل الكفيلة لبقائهم في ارضهم ووقف هجرتهم، استناداً الى دراسات وتقارير دقيقة حول اوضاع المسيحيين في الشرق. وراسل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي دوائر الفاتيكان التي طالبته بمضاعفة العمل للملمة الشمل المسيحي، وتوحيد الموقف حول مشروع وطني، من خلال اتفاق على ورقة عمل سياسية تعيد تجديد الثقة بالميثاق الوطني بعدما تصدعت جدرانه بسبب الخلافات والانقسامات على الساحة المسيحية وغذتها جهات خارجية لأغراضها ومصالحها. وتواصل البطريرك مع القيادات والشخصيات في الشارع المسيحي، كما تشاور حول ما يعتزم القيام به مع الرئيس ميشال سليمان. وعقد اجتماعات بعيدة عن الاضواء مع عدد من اركان قرنة شهوان، ومع  النائبين السابقين فارس سعيد وسمير فرنجيه والتقى قياديين عونيين وقواتيين في محاولة لاحياء «لقاء قرنة شهوان» كونه اطاراً جامعاً للمكونات المسيحية.
ويكشف احد اركان قوى 14 اذار ان فكرة احياء قرنة شهوان برعاية البطريرك استهوت اعضاءها فأجرى بعضهم اتصالات شملت معظم الاعضاء وكان احد الاعضاء العونيين الأكثر حراكاً وتواصلاً مع سعيد وفرنجيه والنائب بطرس حرب وغيرهم للإتفاق على احياء اللقاء.
لماذا العودة الى صيغة قرنة شهوان برعاية البطريرك؟ يقول احد اعضائها ان الصيغة كانت تضم القوى السيادية ومكوناتها الاساسية على الساحة المسيحية. وتمكنت قرنة شهوان برعاية بكركي من صياغة موقف مسيحي جامع تحول بعد مناقشته مع شركاء الوطن الى موقف وطني جامع، كان وراء رفع شعار «لبنان اولاً»، وصياغة ثوابت وطنية لقيام دولة الحق والقانون والمؤسسسات، الا ان المؤامرة احبطت الانتفاضة الوطنية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعملت على استمرار تقسيم وشرذمة اللبنانيين وابقاء الوطن ساحة لتحقيق مصالح اقليمية ودولية. وخلصت الاجتماعات التي عقدها البطريرك الى الاتفاق على احياء لقاء قرنة شهوان. وانصرف البعض الى اعداد مسودة مشروع سياسي لعرضها على المجتمعين. وزار اعضاء سابقون في  قرنة شهوان السفير البابوي ووضعوه في الخطوة فشجعهم على احياء وحدة الموقف المسيحي لأنه يشكل الانطلاقة لحل الازمة. ويقول عضو سابق في «القرنة» ان اللقاء يشكل مساحة وطنية آمنة لحوار جدي بين القوى المسيحية برعاية بكركي ينتهي بورقة سياسية تكون المنطلق للدعوة الى مؤتمر مسيحي – مسيحي جامع يتبناها ثم يعرضها على الاطراف لمناقشتها والاتفاق عليها، فالمطلوب اتفاق مسيحي لتحقيق وفاق وطني. لقد اشار زوار بكركي الى دعوة الصرح المسيحيين للإلتفاف حول الشرعية المتمثلة برئيس الجمهورية لتعزيز موقعه وتحصينه ليتمكن من الدفع بإتجاه الحل مدعوماً بموقف مسيحي موحد.

اعتراض 8 آذار
يقول نائب سابق ان عدداً من مسيحيي 8 اذار يعترضون على فكرة بكركي ويرفضون العودة الى احياء قرنة شهوان، ويعملون على احياء اللقاء التشاوري المسيحي الذي تم انشاؤه برعاية سوريا بوجه قرنة شهوان والبطريرك صفير. ويحاول بعض اركان «التشاوري» احياء لقاء المسيحية المشرقية الذي انشىء منذ ثلاث سنوات ورعاه العماد ميشال عون ثم تخلى عنه. ولم تلق محاولة البعض في احياء «التشاوري» آذاناً صاغية لدى الرابية التي ترحب بمبادرة البطريرك. ويرفض اعضاء سابقون في قرنة شهوان اشراك من كانوا في اللقاء التشاوري لأن مشروعهم السياسي غير مشروع «القرنة»، ويصرون على الابقاء على الاعضاء مع توسيع مروحة المشاركة. ويرأس  الراعي اجتماعاً لأعضاء قرنة شهوان تحت مسمى جديد لإطلاق المسيرة الإنقاذية للوطن، انطلاقاً من الساحة المسيحية. ويدعو القيادات السياسية الى الالتفاف حول الشرعية وتبني اعلان بعبدا حول حياد لبنان قولاً وفعلاً، والعمل على قوننته في الدستور عند بدء البحث في الاصلاحات السياسية.

فيليب ابي عقل
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق