رئيسي

3 اشهر دقيقة ورعاية خارجية لحماية لبنان

في تقرير ديبلوماسي امني تسلمه احد الوزراء من احد الاجهزة الامنية التي ترد اليها معلومات خارجية واسعة الاطلاع والتشعب تتعلق بالوضع في المنطقة، أفردت صفحات حول الوضع في لبنان لخص احد الوزراء مضمونها بالقول، «يواجه لبنان خلال الاشهر الثلاثة الاولى من السنة المقبلة حالاً صعبة ودقيقة تحتاج الى عناية خاصة من قبل افرقاء الداخل المتصارعين والى رعاية خارجية دولية وعربية لحماية لبنان من تداعيات الحرب المدمرة في سوريا والتي تتحول الى مواجهة بين الاعتدال والتطرف».

المواجهات الحاصلة في شمال سوريا تنبىء باتساع المعارك قبل «جنيف – 2» بين اطراف الصراع، النظام والمعارضة والتنظيمات المتطرفة. وتشير معلومات فرنسية الى ان هذه التنظيمات اوجدها النظام لتواجه المعارضة. ويتخوف بعض المراقبين الديبلوماسيين من ان تتأثر الساحة اللبنانية بعنف المواجهات وشدة المعارك، وان تنتقل النار من الساحة السورية الى الداخل اللبناني بفعل مشاركة حزب الله العلنية في هذه المعارك تحت عنوان «الحرب الاستباقية ضد التكفيريين، الذين توعدوا الحزب بالرد عليه داخل لبنان». ولدى اكثر من طرف سياسي معلومات تشير الى ان الاشهرالثلاثة الاولى ستكون محفوفة بالمخاطر ودقيقة نظراً للاستحقاقات الداهمة ومنها المحكمة الدولية التي ستبدأ اعمالها لكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وسط معلومات غربية عن وجود اكثر من عشرين مشتبهاً بتورطهم في الجريمة قد يتم الاعلان عنهم قبل بدء اعمالها وفق مصادر غربية، ما يقلق اطرافاً لبنانيين متهمين، مع معلومات غربية عن وجود تورط سوري في الجريمة. واشارت المعلومات الغربية الى شبهات تحوم حول دور جهات اقليمية في الملف. كما تشير التقارير الامنية الى ان «منسوب الشحن داخل لبنان وصل الى الخط الاحمر بين السنة والشيعة، وهناك من يعمل على تنفيس الاحتقان في الشارع تجنباً لاي تدهور قد تنزلق معه البلاد الى الفتنة».

مواجهات طرابلس
ويعزو وزيرالداخلية  الهدوء في طرابلس الى ملامسة المواجهات الدموية والعنف بين باب التبانة وجبل محسن الخط الاحمر، بعد ارتفاع درجة الحقد الى حد «رفض الاخر»، مما حمل الجيش والقوى الامنية التي تنفذ الخطة الموضوعة، الى اعتماد الشدة لوقف دورة العنف. وواكبت التدابير المتخذة لتنفيذ الخطة الامنية، اجراءات قضائية عبر تسطير استنابات قضائية ومذكرات توقيف بحق المخالفين، بعد توقيف عناصر متورطة من باب التبانة وجبل محسن، على اثر موقف حاسم اتخذته فاعليات البلدة لحفظ الامن ووقف الحرب، بعدما وصلت المواجهات الى حافة الانفجار الشامل والخشية من دخول مجموعات متطرفة تقاتل في سوريا على خط المواجهات في لبنان، مما حمل افرقاء الداخل على «فرملة» اللعبة الامنية. وتنقل اوساط فاعليات صيداوية «معلومات عن ان سرايا المقاومة وبعد الحوادث الاخيرة المتكررة اختفت من الشوارع، وكذلك في طرابلس وتشير اوساط امنية الى ان سياسة الحزب في ظل التغيير في المنطقة هي «ترييح» الجو المشحون وتخفيض منسوب الشحن في الشارع الاسلامي.
ويقول احد نواب 14 اذار ان احداً من الاطراف السياسيين لا سيما حزب الله لم يعد بمقدوره اللجوء الى ضغط الشارع للحصول على مكاسب سياسية او التهويل بـ 7 ايار (مايو) جديد لانه غير قادر، وتقول اوساط 8 اذار انه لا يريد اللجوء الى العنف في ظل المناخ السائد في المنطقة بعد الاتفاق النووي، والمنطقة تتجه الى السلام وحل الازمات بالحوار بعيداً عن لغة العنف. وترى اوساط سياسية مراقبةان تمسك ايران باستمرار المفاوضات لتنفيذ الاتفاق رغم العقوبات الاقتصادية الجديدة الاميركية على شخصيات ايرانية، يعكس المنحى الايجابي باتجاه السلام، بحيث لا يمكن اي طرف بعد الان الذهاب الى الحرب واعتماد لغة العنف، لانه لن يجد غطاء اقليمياً او دولياً لما قد يقوم به. ويتوقف مراقبون ديبلوماسيون غربيون امام التهديدات الاسرائيلية بشن حرب مباغتة وشاملة على الحزب، ويأخذونها على محمل الجد لان اسرائيل هي الطرف الاقليمي المتضرر من الاتفاق النووي لانه يهدد الامن القومي الاسرائيلي وفق وزير اسرائيلي. لذلك تستغل اسرائيل الاتفاق وتحاول استخدام ورقة الجنوب للضغط على الجانبين  الاميركي والفلسطيني، في عملية هروب الى الامام لعدم الالتزام بالمشروع الاميركي لحل النزاع، ورفض التجاوب مع ملاحظات ومآخذ الفلسطينيين حول بعض البنود، كالامن في الاغوار واستمرارالاستيطان ورفض الحلول الانتقالية التي تصر عليها اسرائيل، التي ترى في اشعال جبهة الجنوب ضغطاً على الادارة الاميركية التي يريد وزير خارجيتها جون كيري الوصول الى اتفاق بين الجانبين قبل نيسان (ابريل) المقبل.

مخاوف على لبنان
ينطوي التقريرالديبلوماسي الامني حول المنطقة على جملة مخاوف وخشية من ان يدفع لبنان ثمن الصراعات في ظل مسار التغيير والاستحقاقات المهمة في لبنان وسوريا والعراق ومصر وتركيا، حيث تتم خلال عام 2014 الانتخابات الرئاسية في هذه الدول اضافة الى تغييرات في تركيا والاتجاه الى تحويل مجلس التعاون الخليجي الى تحالف، بعد حسم الخلافات والاعتراضات وضم دول اليه كالاردن ومصر لاحقاً. وتتوزع الخريطة العربية على ثلاثة محاور: الاول- التحالف الخليجي الذي تطالب ايران بدخوله بعد تحويله الى تحالف اقليمي ولذلك تسعى الى تطبيع علاقاتها مع السعودية سريعاً. الثاني-محور لبنان – سوريا – العراق، وقد تنضم اليه لاحقاً تركيا. الثالث- تحالف دول المغرب العربي. ويقول احد السياسيين ان هناك اعادة نظر في التحالفات في ضوء الاتفاق الاميركي – الروسي ولكن من دون تغييرات في الجغرافيا، اي التزام تقسيمات سايكس-بيكو وربما قامت كونفيديراليات ضمن حدود الدول فالاكثريات تحكم بعد تطمين الاقليات. اما في لبنان فهناك اتجاه لتعزيز الطائف واقامة حل سياسي وليس تسوية كما هي حال الطائف وفق اوساط 8 اذار. ولذلك فان الرئيس الجديد سيكون على صورة الرئيس سليمان في هذه المرحلة اي سيكون رئيساً توافقياً لادارة الازمة وتدوير الزوايا بانتظار التسوية الكبرى وحل ازمات المنطقة وايجاد حل نهائي في لبنان وفق قواعد ومعادلات ثابتة ومعيوشة وليس كما هي الحال الان.
ويبقى السؤال عما اذا كان بالامكان تجاوز القطوعات بأقل الاضرار من دون ان يتعرض لبنان الى هزة قوية؟ وهل ان الغرب قادر على احتضان الساحة اللبنانية  لمنع لبنان من الانهيار في ظل الهزات المرتقبة خصوصاً في سوريا، مع البحث عن حل سلمي للحرب فيها؟.

ف. ا. ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق