لا دعوات للمسؤولين الأميركيين للمشاركة في «دافوس في الصحراء»
لن توجه دعوات إلى مسؤولين حكوميين أميركيين لحضور مؤتمر استثمار سعودي يطلق عليه «دافوس في الصحراء» يعقد نهاية الشهر الجاري، على مأ افاد الاثنين مدير الجهة المنظمة مشيراً إلى عدم الرغبة بأن يصبح التجمع «منصة سياسية».
ويأتي قرار عدم دعوة المسؤولين الأميركيين، على عكس السنوات السابقة، مع تصاعد التوتر بين الشريكين واشنطن والرياض بشأن القرار الأخير لمنظمة أوبك بلاس التي تقودها السعودية بخفض إنتاج النفط بما يصل إلى مليوني برميل يوميًا اعتباراً من تشرين الثاني (نوفمبر).
وأفاد ريتشارد آتياس الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية المنظمة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» وكالة فرانس برس أنّه من المتوقع أن يشارك ما يصل إلى 400 من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية في نسخة العام الحالي.
وتجتذب المبادرة، وهي عبارة عن مؤتمر مدته ثلاثة أيام من المقرر أن يبدأ في 25 تشرين الأول (أكتوبر) في الرياض، عادة عمالقة «وول ستريت» ومسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم.
وألقى ستيفن منوتشين، الذي شغل منصب وزير الخزانة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كلمة أمام المؤتمر في نسخته الأولى في عام 2017، قبل إعلانه انسحابه من المشاركة في العام التالي.
وحضر نسخة العام الماضي دون غريفز، نائب وزير التجارة في عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن. ورداً على سؤال حول تمثيل الولايات المتحدة هذا العام، قال آتياس «لم ندع أي مسؤول حكومي أميركي».
وأضاف «نحن لا ندعو الكثير من السياسيين… لأنني أدركت أنه عندما يكون لديك قادة سياسيون على المنصة، فإن اهتمام وسائل الإعلام، لنكن صريحين للغاية، يتم تحويله إلى الأجندة السياسية، ولا نريد أن يصبح مبادرة مستقبل الاستثمار منصة سياسية».
وقال أتياس في وقت سابق في مؤتمر صحافي إن «أكثر من 12 وزيراً للاقتصاد والمالية» سيحضرون نسخة العام الجاري.
كما ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال حضور رؤساء دول، قائلاً «سنعرف في غضون أيام قليلة من هم رؤساء الدول المؤكد حضورهم بنسبة 100%».
ومعهد مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يرأسه أتياس ليس مرتبطاً رسمياً بالحكومة السعودية، لكن المؤتمر السنوي في الرياض مرتبط بشكل وثيق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ورفضت السعودية في الأيام الأخيرة اتهامات أميركية بأنها انحازت إلى روسيا في حرب أوكرانيا من خلال تخفيض إنتاج النفط لرفع أسعار الذهب الأسود، وأصرت على أن القرار اقتصادي بحت.
وفي كلمة مكتوبة مساء الأحد، أصر العاهل السعودي الملك سلمان على أن بلاده «تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة، على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية».
وقال آتياس إنه لا يتوقع أن يؤثر الخلاف بين الرياض وواشنطن على المؤتمر هذا العام.
وقال أتياس «لا يوجد تأثير على الإطلاق. على العكس من ذلك، نرى المزيد من الإقبال من القطاع الخاص في الولايات المتحدة على حضور مبادرة مستقبل الاستثمار»، مضيفاً أن المنظمين «بدؤوا في رفض بعض طلبات المشاركة» بسبب عدم شغور أماكن.
وأضاف «نحن لا نمارس السياسة على الاطلاق»، وتابع «لم نمارس السياسة أبدًا منذ نشأتنا في عام 2017 (لكن) إذا كان الناس يريدون التحدث عن الشؤون الجيوسياسية أثناء النقاش فإنهم أحرار في فعل ذلك».
ا ف ب