زيلينسكي يدعو العالم لفرض «عقاب عادل» على روسيا لغزوها بلاده
أفرجت أوكرانيا عن 55 أسير حرب تحتجزهم في مقابل إطلاق روسيا سراح 215 أسيراً في عملية تبادل للأسرى هي الأكبر بين الجانبين منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير)، شملت عشرة أجانب هم خمسة بريطانيين وأميركيان وسويدي وكرواتي ومغربي حاربوا مع قوات كييف، وأيضاً قادة الكتيبة المدافعة عن مصنع آزوفستال التي تحولت إلى رمز للمقاومة ضد الغزو الروسي.
أعلنت السلطات الأوكرانية مساء الأربعاء الإفراج عن 55 أسير حرب مقابل إطلاق روسيا سراح 215 أسيراً، في أضخم عملية تبادل للأسرى بين الجانبين منذ اندلاع الحرب شملت خصوصاً عشرة أجانب حاربوا مع القوات الأوكرانية إضافة لقادة في الكتيبة المدافعة عن مصنع آزوفستال للصلب.
في السياق، صرح رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري ييرماك عبر التلفزيون: «لقد نجحنا في تحرير 215 شخصاً». وأوضح ييرماك: «بالمقابل، أعطينا (روسيا) 55 شخصاً لا يستحقون أي أسف أو تعاطف» لأنهم من بين «أولئك الذين قاتلوا ضد أوكرانيا وأولئك الذين خانوا أوكرانيا».
وتعتبر هذه أضخم صفقة تمت بين الطرفين منذ بدأ الغزو في 24 شباط (فبراير).
بدوره، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته المصورة المسائية اليومية إلى أن بين الأسرى الـ55 الذي أفرجت عنهم بلاده، فيكتور ميدفيدتشوك، النائب الأوكراني السابق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي إن صفقة التبادل بين بلاده وروسيا شملت أسرى الحرب الأجانب العشرة، وهم خمسة بريطانيين وأميركيان وسويدي وكرواتي ومغربي، أعلنت السعودية في وقت سابق الثلاثاء أنهم وصلوا إلى أراضيها قادمين من روسيا.
وأوضح زيلينسكي أنه في إطار عملية التبادل هذه التي «استغرق الإعداد لها فترة طويلة»، أطلقت موسكو سراح خمسة قادة عسكريين هم «أبطال خارقون»، من بينهم قادة في كتيبة آزوف التي دافعت عن مصنع آزوفستال للصلب، مشيراً إلى أن هؤلاء نقلوا إلى تركيا.
وتابع زيلينسكي أن هؤلاء المفرج عنهم سيظلون في تركيا «بأمان تام وفي ظروف مريحة» إلى أن «تنتهي الحرب» بموجب اتفاق بهذا الشأن عقد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفيما شدد الرئيس الأوكراني على أن المفاوضات التي جرت لإبرام هذه الصفقة كانت «الأطول والأصعب»، أوضح أن صفقة التبادل شملت 188 «بطلاً من آزوفستال وماريوبول» من بينهم 108 عسكريين من كتيبة آزوف. وإذ لفت إلى أن من بين المفرج عنهم بموجب هذه الصفقة نساء حوامل، أكد زيلينسكي «أننا سنفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ كل الذين تأسرهم روسيا».
وتحولت الكتيبة المدافعة عن مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول إلى رمز للمقاومة ضد الغزو الروسي. وكان آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول قد تحصنوا في آزوفستال، مصنع الصلب الضخم الواقع على بحر آزوف، ولم يستسلموا للقوات الروسية سوى في منتصف أيار (مايو)، أي بعد ثلاثة أشهر من القتال العنيف والدامي.
عقاب عادل
في السياق دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة ألقاه من كييف مباشرة عبر الفيديو مساء الأربعاء إلى فرض «عقاب عادل» ضدّ روسيا بسبب غزو قواتها بلده.
وقال زيلينسكي، الزعيم الوحيد الذي سمحت له الأمم المتّحدة هذا العام بإلقاء خطابه عبر الفيديو لعدم تمكّنه من السفر إلى نيويورك، «لقد ارتُكبت جريمة ضدّ أوكرانيا ونحن نطالب بعقاب عادل».
وفي خطابه الذي قوبل بتصفيق حارّ في قاعة الجمعية العامة للأمم المتّحدة، شنّ زيلينسكي هجوماً عنيفاً على روسيا بسبب غزوها بلده.
وقال الرئيس الأوكراني وقد ارتدى كعادته منذ بدء الغزو قميص «تي شيرت» أخضر كاكياً «لن ندع هذا الكيان يسود علينا».
كما دعا زيلينسكي إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة روسيا على «جريمتها العدوانية ضدّ دولتنا».
وفي خطابه كرّر الرئيس الأوكراني كلمة «عقاب» ما لا يقلّ عن 15 مرة. كما طالب الرئيس الأوكراني بإنشاء صندوق تعويضات لأوكرانيا وشدّد كذلك على ضرورة تجريد روسيا من حقّ النقض الذي تتمتّع به في مجلس الأمن الدولي.
فرانس24/ أ ف ب