وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلاده الأربعاء بـ«النصر» خلال زيارة إلى مدينة إيزيوم الاستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية بهجوم مضاد، وأكدت موسكو من جهتها أنها عازمة على مواصلة قصف أوكرانيا.
هذه أول زيارة للرئيس الأوكراني إلى منطقة خاركيف في شرق البلاد التي حرّرتها قواته بشكل شبه كامل في غضون 15 يوماً فقط خلال الشهر الحالي.
وشهدت مدينة إيزيوم التي بلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة قبل الحرب معارك دامية في الربيع قبل أن تستولي عليها موسكو التي حولتها إلى منطقة استراتيجية لإمداد قواتها. وتشكل استعادة كييف للمنطقة نكسة للقوات الروسية التي تراجعت نحو منطقة دونيتسك الواقعة تحت سيطرة الكرملين منذ 2014.
وكتب زيلينسكي على تطبيق تلغرام «لا نتقدّم سوى باتجاه واحد إلى الأمام، نحو النصر».
ونشرت الرئاسة الأوكرانية صوراً بدا فيها الرئيس محاطاً بمرافقين مسلحين وقد ارتدى ثياباً باللون الكاكي، وعلى كتفه شارة كتب عليها «أوكرانيا أو الموت».
وقارن في مقطع فيديو الدمار في إيزيوم بمدينة بوتشا قرب كييف التي انسحبت منها القوات الروسية في الربيع مخلفةً جثث مدنيين تمت تصفيتهم. وتنفي موسكو ارتكاب هذه الانتهاكات.
وقال زيلينسكي متحدثاً باللغة الانكليزية من دون أن يتهم القوات الروسية مباشرة «الأمر نفسه: مبان مدمرة، وقتل أشخاص. إنه جزء من تاريخنا وجزء من الأمة الروسية الحديثة».
ضربات روسية مكثفة
وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت من الروس خلال شهر أيلول (سبتمبر) وحده آلافاً عدة من الكيلومترات المربعة في الشرق والجنوب.
من جهته، أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه قصف القوات الأوكرانية في أنحاء البلاد لاسيما في منطقة خاركيف، بعدما تسببت ضربات شنها في الأيام الماضية بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في مناطق أوكرانية عدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي «نُفّذت ضربات مكثّفة في مناطق من بلدات دفوريتشنا وبالاكليا وكوبيانسك، استهدفت القوات الحيوية ومعدّات اللواءين 14 و93 التابعين للقوات المسلّحة الأوكرانية». كذلك استهدف قصف مدناً ومناطق عدة.
وأكدت السلطات المحلية مقتل شخصين في ميكولاييف (جنوب) باستهداف مبنيَين. كذلك قتل 5 مدنيين الثلاثاء في مدينة باخموت الواقعة في منطقة دونيتسك والتي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ أشهر، وفق حاكم المنطقة.
وتبرر روسيا غزوها لأوكرانيا بالقول إن السلطات الأوكرانية تقمع الموالين لروسيا في البلاد وإن حلف شمال الأطلسي يستخدم أوكرانيا لتهديدها.
وأدى الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا إلى استعادة منطقة خاركيف المحاذية لروسيا بشكل شبه كامل، لاسيما مدن بالاكليا وكوبيانسك وإيزيوم. وتعدّ المدينتان الأخيرتان مركزَين لوجستيين رئيسيين للقوات الروسية.
لا تهدئة
وفي الأسابيع الأخيرة، قصف الجيش الأوكراني جسوراً استراتيجية هناك لوقف إمدادات القوات الروسية. وقال الاثنين إنه استعاد بالفعل 500 كيلومتر مربع.
وأكد الحرس الوطني الروسي المنتشر في منطقتي خيرسون وزابوريجيا المحتلتين لوسائل إعلام روسية الأربعاء «توقيف أكثر من 130 شخصاً» يعملون لحساب الاستخبارات والجيش الأوكراني.
ويعدّ التقدم الذي أحرزته كييف في أيلول (سبتمبر) الأهم منذ انسحاب موسكو من محيط كييف ومن وسط البلاد في الربيع بعدما فشلت في الاستيلاء على هذه المناطق.
وفرض الغرب من جهته عقوبات واسعة النطاق على موسكو وزاد عدد شحنات الأسلحة للأوكرانيين. ويزور قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كييف بانتظام للتعبير عن دعمهم لزيلينسكي.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في كلمتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (فرنسا) توجهها إلى كييف الأربعاء واعدةً باعتماد «الحزم» حيال موسكو والتضامن «الثابت» مع أوكرانيا.
وقالت «الوقت هو وقت التصميم وليس التهدئة». وحيّت زوجة الرئيس الأوكراني أولينا زيلينسكي التي حضرت إلى البرلمان الأوروبي على «شجاعتها الهائلة في مقاومة وحشية (فلاديمير) بوتين».
ومن جهته دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إصدار أمر بـ«سحب كامل» القوات الروسية من أوكرانيا.
ا ف ب