دولياترئيسي

الراتب العام وقانون العمل والارهاب… أهم محاور المناظرة الأولى لمرشحي اليسار الفرنسي

استحوذت المسائل الاقتصادية وفكرة منح راتب عام أدنى لجميع الفرنسيين،على المناظرة التلفزيونية الأولى التي جرت الخميس بين مرشحي اليسار السبعة للانتخابات التمهيدية. ولم يكشف المرشحون عن أفكار أو اقتراحات جديدة غير تلك التي سوقوها خلال حملاتهم الانتخابية أو التي تتضمنها برامجهم الانتخابية.
 
لم تأت المناظرة التلفزيونية الأولى لمرشحي اليسار السبعة للانتخابات التمهيدية بأفكار وتصريحات جديدة بقدر ما أظهرت الاختلاف في الرؤى ، لا سيما في المجال الاقتصادي،  بين بعض المرشحين البارزين على غرار مانويل فالس وبنوا هامون وأرنو مونتبورغ.

فالس: أرفض أن يكون مصير فرنسا هو اليمين القاسي مع فيون أو اليمين المتطرف مع لوبان
وحول أسباب الترشح لخوض غمار الانتخابات التمهيدية، أجاب مانويل فالس قائلاً: «رشحت نفسي لأنني أرفض أن يكون مصير فرنسا هو اليمين القاسي مع فرانسوا فيون أو اليمين المتطرف مع مارين لوبان. القصة لم تكتب بعد. الفرنسيون هم الذين سيكتبونها. أنا أحب فرنسا وأعرف كيف تسير أمور الدولة ولدي التجربة والشجاعة الكافيتان لحماية الفرنسيين».

مونتبورغ: القضاء على الجنات الضريبية ومحاربة سياسات التقشف
من جهته، أكد أرنو مونتبورغ أن هدف ترشحه للانتخابات التمهيدية هو «القضاء على الجنات الضريبية ومحاربة سياسات التقشف التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة وتغيير الاقتصاد الوطني من خلال الاعتماد على التنمية المستدامة والبيئية لخلق مناصب شغل جديدة».

هامون: تكريس الجمهورية السادسة
أما بنوا هامون، فهو يسعى إلى طي صفحة الماضي وتكريس الجمهورية السادسة فضلا عن اقتراح حلول اقتصادية تواكب العصر، مثل الدخل العالمي الأدنى لمساعدة الطبقات الوسطى والفقراء وتشجيع الاستهلاك لدى الفرنسيين خصوصاً الشباب، ما قد يؤدي إلى رفع مستوى الاقتصاد وإصلاحه حسب اعتقاده.

بيون: حماية فرنسا وتطوير اقتصادها
من ناحيته، يأمل وزير التربية السابق فانسان بيون بتفادي الانقسامات في صفوف اليسار وحماية فرنسا وتطوير اقتصادها، خصوصاً وأن العالم عموماً وأوروبا على وجه الخصوص يمران بأوقات عصيبة حسب تعبيره.

أخذت المسائل الاقتصادية قسطاً كبيراً من المناظرة
هذا، وأخذت المسائل الاقتصادية قسطاً كبيراً من المناظرة إذ حاول كل مرشح تقديم وصفته لعلاج الاقتصاد الفرنسي المريض. فبنوا هامون مثلاً ركز كثيراً على فكرة منح راتب عام أدنى لجميع الفرنسيين كخطوة أولى لبعث روح الأمل من جديد لديهم وتحسين ظروف معيشتهم.
لكن المرشحين الآخرين مثل مانويل فالس وفرانسوا دو روجي وفانسان بيون انتقدوا اقتراح بنوا هامون معتبرين أن منح راتب عام أدنى لجميع الفرنسيين لن يحسن وضعهم بل بالعكس سيكلف  خزينة الدولة أكثر من 400 مليار يورو حسب فانسان بيون. ودار النقاش بشكل مطول حول هذا الاقتراح الذي يبين مدى انقسام آراء مرشحي اليسار عندما يتعلق الأمر بالمسائل الاقتصادية الكبرى التي لها علاقة مباشرة بحياة الفرنسيين.
أما مانويل فالس، فأكد مراراً خلال تدخلاته أن العمل والعمل فقط هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، مشددا على أنه يمنح الكرامة للمواطن ويتركه يشعر بأنه يشارك في بناء المجتمع ويحافظ عليه. هذا ودعا فالس أيضا إلى تخفيض الضرائب المفروضة على الطبقات الوسطى والشعبية مثل تلك المفروضة على ساعات العمل الإضافية.
لكن بنوا هامون انتقد بدوره كل الإجراءات الاقتصادية التي اقترحها المرشحون معتبراً إياها «قديمة العهد ومعروفة». فيما دعا إلى فرض الضرائب على الروبوتات التي أصبحت «تسرق» وظائف الفرنسيين وإلى تخفيض ساعات العمل.
وانتقد هامون قانون العمل الجديد الذي يدعى «قانون الخمري» نسبة لوزيرة الشغل، مؤكداً أنه سيلغيه بأكمله في حال تولى منصب رئيس الجمهورية في أيار (مايو) المقبل. الشيء عينه بالنسبة الى أرنو مونتبورغ الذي يريد هو الآخر إلغاء قانون العمل بحجة أنه لم تتم المصادقة عليه من طرف البرلمان ولم يناقش من قبل النقابات العمالية كذلك.
مانويل فالس بالمقابل دافع كما كان منتظراً عن هذا القانون واصفاً إياه بالقانون المتوازن الذي يعطي حقوقاً جديدة للعمال ويأخذ بعين الاعتبار بعض الوظائف الشاقة التي يقومون بها. وشاركه الرأي كل من فرانسوا دو روجي وسيلفيا بينيل اللذين مدحا قانون العمل الجديد واعتبراه «كفيلاً بخلق مناصب شغل جديدة وتغيير وجه الاقتصاد الفرنسي إلى الأحسن”».

الأمن ومحاربة الإرهاب حضرا بقوة في النقاش
موضوع الأمن ومحاربة الإرهاب كان هو أيضاً حاضراً بقوة في النقاش إذ اعتبر جميع المرشحين أن الرئيس فرانسوا هولاند تصرف بشكل محكم عندما تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب سواء داخل فرنسا أو خارج حدودها مثل مالي والعراق.
وقال فالس في هذا الشأن: «نحن في حرب. يجب حماية الفرنسيين. لقد خلقنا حوالي 9000 منصب شغل في مجال الأمن بينما ألغت الحكومة السابقة 13000 منصب. أريد أن أوحد الفرنسيين لكي نقف سويا ضد الإرهاب».
من ناحيته، أكد بنوا هامون أنه في حال انتخب رئيسا للبلاد سيخصص 3 بالمئة من ميزانية الدولة في مجال الدفاع والأمن إضافة إلى خلق مناصب شغل جديدة في هذين المجالين. أما أرنو مونتبورغ، فقد دعا إلى إعادة المفاوضات حول معاهدة شنغن وفرض حماية أكبر على حدود الاتحاد الأوروبي لمنع وصول الإرهابيين إليه.
وحول مخاوف عدم تجاوز اليسار الفرنسي الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بسبب تشتته، دعا المرشحون إلى التصرف بحكمة وتوحيد الصفوف لمنع تكرار سيناريو 2002 عندما أقصي ليونيل جوسبان مرشح اليسار آنذك في الدورة الأولى من طرف زعيم الجبهة الوطنية السابق جان ماري لوبان.
من جهته، أكد بنوا هامون أنه سيتحاور مع إيمانويل ماكرون وجان لوك ميلنشون في حال تأهل إلى الجولة الثانية من الانتخابات، عكس مانويل فالس وأرنو مونتبورغ اللذين يعتقدان أن المرشح الذي سيخرج منتصرا من الانتخابات التمهيدية للتحالف الشعبي الجميل سيكون المرشح الطبيعي والتلقائي لكل اليسار وبالتالي على كل المرشحين الآخرين والذين لم يمروا عبر خانة الانتخابات التمهيدية أن يقفوا وراءه. لكن هل ستصل هذه الرسالة لماكرون وميلنشون؟

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق