احتجاجات مضادة مرجحة في بغداد وسط توتر سياسي في البلاد
وُضعت القوات الامنية الإثنين في حالة تأهب بعد دعوات المنافسين السياسيين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يسيطر أنصاره منذ السبت على مبنى البرلمان، للتظاهر وسط تصاعد التوترات السياسية في البلاد.
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي تأكيدات مناصري التحالف «الإطار التنسيقي» الذي يجمع فصائل شيعية موالية لإيران، إن احتجاجات أنصارهم «ليست موجهة ضد شخص أو فئة».
وتصاعد التوتر منذ أيام عدة في العراق، إذ اقتحم مناصرو التيار الصدري البرلمان مرتين، وباشروا داخله اعتصاماً السبت، رفضاً لترشيح محمد شياع السوداني (52 عاماً) من قبل الإطار التنسيقي.
وتحسباً لخروج تظاهرة جديدة دعا لها الإطار التنسيقي، اتخذت القوات الامنية إجراءات بينها نشر عناصرها خصوصا حول المنطقة الخضراء، وإغلاق طرق مهمة ما أدى لأزمات مرور شديدة في العاصمة.
ويعيش العراق شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021. ولم تفضِ مفاوضات لامتناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.
وأظهر الصدر الذي يملك قاعدةً شعبية واسعة أنه لا يزال قادراً على تحريك الجماهير لأهدافه السياسية. وتوالت دعوات الحوار من قبل المسؤولين في الإطار التنسيقي، إلا أن مناصريهم دعوا للتظاهر الاثنين.
وانتشرت قوات الأمن في بغداد وأقامت نقاط تفتيش في المدينة، بعدما تمّ تناقل رسالة تدعو إلى التظاهر عند الساعة الخامسة عصراً، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويفترض أن تجري التظاهرة عند شارع يؤدي إلى احد مداخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد، حيث مقرات حكومية وسفارات غربية ومقر البرلمان.
«تدوير الوجوه»
ووفقاً لتعليمات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي صدرت عن مناصري الاطار التنسيقي، يُمنع «الدخول الى المنطقة الخضراء». وتؤكد التعليمات بأن الاحتجاجات «ليست موجهة ضد شخص أو فئة» و«تهدف للدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها».
ويجمع تحالف الإطار التنسيقي بالإضافة لدولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويعد أبرز خصوم التيار الصدري، وفصائل الحشد الشعبي وهي فصائل مسلحة شيعية دمجت مع القوات النظامية.
وأكد مصدر في مكتب المالكي الإثنين، صحة الدعوات للتظاهر والتعليمات المتداولة بهذا الخصوص.
في غضون ذلك، ذكر مصدر بارز في التيار الصدري بان أنصار التيار سيخرجون للاحتجاج الخامسة مساء في عموم محافظات البلاد.
في البرلمان، لم يتغيّر زخم اعتصام التيار الصدري منذ أيام. صور مقتدى الصدر والشعارات الحسينية لا تزال تملأ أروقة البرلمان العراقي.
في الطبقة الأرضية للبرلمان، مجموعة من الشباب يصلون أو يرددون شعارات مؤيدة لمقتدى الصدر مثل «نحن جنود ابن السيد».
عند مدخل البرلمان، يقوم منظمون بتفتيش الداخلين. في الخارج، المئات أيضاً يفترشون خيماً ملأت حديقة البرلمان. توزيع الطعام والماء والفاكهة مستمر. في القاعة الكبرى الخاصة بالتصويت، يجلس معتصمون على مقاعد النواب، وآخرون على كرسي رئيس المجلس.
وقال ظاهر العتابي أحد المعتصمين من البرلمان لفرانس برس «المطالب هي القضاء على الحكومة الفاسدة لا نريد تدوير الوجوه نفسها»، مضيفاً «منذ 2003 حتى اليوم… لا خدمات لا صحة لا تربية».
ويرى مناصرو الصدر في زعيمهم رمزاً للمعارضة ولمكافحةً الفساد، علماً أن لتياره العديد من المسؤولين في مراكز مهمة في الوزارات.
تصعيد
ولجأ الصدر أمام تواصل الخلاف الى إعلان استقالة نواب التيار 73 نائباً من أصل 329 مجموعة أعضاء البرلمان، للضغط على خصومه وتركهم أمام مهمة تشكيل الحكومة.
وكان الصدر يريد بدايةً تشكيل حكومة أغلبية وطنية متحالفاً مع أحزاب سنية وكردية. لكن لم يتمكن من تحقيق الأغلبية الضرورية في البرلمان.
ودعا الصدر الأحد، إلى مواصلة الاحتجاج معتبراً ذلك «فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي»، الامر الذي اعتبره الإطار التنسيقي دعوة «انقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها».
من جهته، جدّد هادي العامري الذي يتزعم احد فصائل الحشد الشعبي، متوجهاً إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، الدعوة إلى «الحوار الجاد والبناء، للتوصل الى حلول لنقاط الاختلافات في ما بينهما».
وحذّر من «اجواء التصعيد الاعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة والتي تدعو الى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي الى العنف».
ا ف ب