سياسة لبنانيةلبنانيات

الحلول تتقدم ولكن وسط حماوة لافتة فهل يكون للبنان رئيس للجمهورية؟

اسرائيل وبالتحديد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو يصعد على جميع الجبهات. فهو يرفض وقف اطلاق النار في غزة، ويرسل التهديدات مترافقة مع غارات جوية وقصف مدفعي عنيف وقذائف فوسفورية حارقة، الى الحدود الجنوبية، ويشن الغارات على دمشق بصورة شبه يومية، وقد اسفر قصفه في الجنوب اللبناني عن سقوط عنصرين بارزين في حزب الله وخمسة عناصر من الحرس الثوري الايراني في دمشق بينها مسؤول بارز في جهاز المخابرات الايراني في دمشق. هذا التصعيد يسابق الوساطات الناشطة للوصول الى هدنة طويلة، يتخللها اطلاق جميع الرهائن لدى حماس، الى ان تنتهي بوقف شامل لوقف النار.
ويمكن القول ان الحلول تتقدم، ولكن هذه المرة على السخونة اللافتة وليس على البارد، بعدما فشلت الدبلوماسية حتى الساعة في وقف الحرب على غزة، وفي حمل الاطراف على الجبهة اللبنانية في تهدئة الوضع وتنفيذ القرار 1701، وقد رفض حزب الله رفضاً كلياً وقف الاشتباكات، قبل ان تتوقف في غزة. وربط الحزب لبنان وحل مشاكله بالحرب على غزة وقد انقسم اللبنانيون حول هذا الموقف. فالمعارضة تقول ان الشعب اللبناني كله يؤيد القضية الفلسطينية، ولكنه يرفض ان يتعرض مصير البلد للخطر.
في هذا الوقت يزداد الحديث عن قرب اجتماع اللجنة الخماسية المهتمة بشؤون لبنان. وتردد انها ستجتمع بعد اسبوعين في المملكة العربية السعودية، للاتفاق على خطة موحدة تساعد اللبنانيين على انتخاب رئيس للجهورية. بالطبع هي غير قادرة على فرض الحلول، ولكنها تقدم مقترحات وافكاراً قد يكون لها تأثيرها. فانتخاب رئيس يتعلق باللبنانيين وحدهم، وعليهم هم اتخاذ القرار. لقد اثبتت الاحداث ان تمسك المعارضة والممانعة كل في موقفها يزيد الازمة تعقيداً. ولذلك قدمت الكتل النيابية السيادية تنازلات ودعت الطرف الاخر الى ملاقاتها في منتصف الطريق، الا انه تمسك بمرشحه واعلن انه غير مستعد للتنازل عنه، فتعطلت الدبلوماسية ومعها تعطلت الحلول على البارد، واصبح واضحاً ان هذه السخونة اللافتة تمهد للوصول الى اتفاق. ويسبق تحرك اللجنة الخماسية تحرك لافت للسفيرين السعودي والفرنسي وهما يعملان على خطين: الاول محاولة تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية، وفتح الطريق امام تنفيذ القرار الدولي 1701، ولكن حزب الله يرفض ذلك ويشترط لاي بحث في هذا المجال، وقف الاعتداءات على غزة. اما الثاني فيتعلق بالعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانيين وحثهم على الاتفاق حول المرشح الثالث لرئاسة الجمهورية الذي يقبل به الجميع. ويقول السفيران ان المنطقة مقبلة على حلول قريبة للمشاكل التي تواجهها، ولذلك يجب ان يكون للبنان رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحيات وفاعلة، ليتمكن من التوقيع على الاتفاقات التي يعمل عليها. وفي حال لم يكن البلد حاضراً يمكن ان تتم الحلول على حسابه. وتتخوف المعارضة من ان يذهب لبنان جائزة ترضية لهذا الطرف او ذاك، دون ان يكون له سلطة فاعلة تدافع عنه. هذا فضلاً عن مشاكل كثيرة تتطلب المواجهة، والحؤول دون الاضرار بوجود البلد، وابرزها قضية النزوح السوري الكثيف الى لبنان، وقد بدأ هذا الوجود يرخي بثقله على اقتصاد البلد وخصوصاً على امنه ومن يطلع على ارقام المساجين السوريين يدرك مدى خطورة هذا الواقع الاليم. هل تنجح كل هذه التحركات لحماية المنطقة وقيادتها نحو بر الامان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق