سياسة لبنانيةلبنانيات

توتر في الجنوب وهوكستين في بيروت اليوم… وبدعة دعاوى المخاصمة تنقذ سلامة من السجن

يسود التوتر المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني. فبعد التهديدات المتبادلة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، جرى امس تبادل رسائل بمسيرات تنقلت فوق رؤوس عناصر اليونيفيل العاملين في المنطقة بموجب القرار 1701. فلماذا هذا التوتر؟ يقول المراقبون ان كل الدلائل تؤشر الى ان الاجواء ليست اجواء حرب، وان احداً من الطرفين لا يريدها، ولكن ما يجري كان بمثابة ضغوط على مجلس الامن الدولي الذي يتوقع ان يقر غداً الخميس التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب ولكن وفق اي صيغة؟
لقد شهدت اروقة الامم المتحدة نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً حول الصيغة التي سيخرج بها التمديد لليونيفيل.. فالبعض كان يريد ان ينقل القرار 1701 الى البند السابع، بحيث تصبح القوات الدولية قوة ضاربة تفرض القرار بالقوة. الا ان هذه الصيغة سقطت بفعل معارضة لبنان الشديدة، وبدعم من روسيا. وعمل الوفد اللبناني على التخفيف من حدة اي قرار يمكن ان يصدر، وبعد جهود مكثفة تم الاتفاق على الصيغة النهائية التي قالت وسائل اعلام كثيرة انها حصلت على النسخة الزرقاء التي سيصوت عليها المجلس. الا ان الحقيقة كاملة لا يمكن ان تعرف الا بعد صدور القرار ونشره. وكل ما علم في هذا المجال ان قرار التمديد يعطي اليونيفيل حرية الحركة والتنسيق بينها وبين الحكومة اللبنانية. كما ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي ترأس الوفد اللبناني قال انه مرتاح للقرار الذي سيصدر. ويبقى الانتظار لمعرفة كل التفاصيل.
والوضع المتوتر في الجنوب دفع الولايات المتحدة الى ارسال موفدها الخاص اموس هوكستين الى بيروت التي سيصل اليها اليوم، في مهمة تقضي بانهاء الخلاف بين لبنان واسرائيل. حول بعض النقاط الحدودية. واعلن انه عائد لمتابعة عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في البلوك 9. وكان له دور فاعل في ترسيم الحدود البحرية والوصول الى اتفاق. وهو اليوم يعرض وساطته لانهاء ملف الحدود البرية بين لبنان واسرائيل. وسيلتقي هوكستين في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. هذا ما صرح به نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب الذي اكد «ان الهدف من الزيارة الاطلاع على التنقيب والعمل على تثبيت النقاط السبع العالقة في الحدود البرية المرسمة بالنسبة الينا». وقال ابو صعب ان هوكستين سيزور الاراضي المحتلة لتسهيل عمل اللجنة التقنية باشراف الجيش. واكد «ان موقف لبنان واضح بان النقطة B1 محسومة منذ العام 1923 ونتمنى ان ينجح في ايجاد حل للنقاط البرية العالقة كما نجح في ترسيم الحدود البحرية».
الملف الثاني الذي شغل اللبنانيين كان مالياً قضائياً، اذ كان من المتوقع ان يمثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة امام الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي شعيتو ولكن ذلك لم يحصل. اذ غاب سلامة عن الحضور، وقدم محاميه دعوى مخاصمة بحق الهيئة الاتهامية، فترك القاضي شعيتو الملف. على ان تبت بالشكوى المحكمة التمييزية وبما ان هذه المحكمة غير مكتملة، فانها لن تجتمع بالطبع ويطوى ملف سلامة الى اجل غير مسمى. هذه البدع القضائية المتمثلة بدعاوى الرد والمخاصمة وغيرها، هي سلاح بيد المنظومة، ابتكرته للهروب من المثول امام القضاء. وهذا ما حصل في التحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت. اذ اقدم وزراء سابقون ومسؤولون على اعتماد هذا النوع من الدعاوى فعطلوا التحقيق ونجوا من المحاكمة. وهذا ما يدفع اهالي ضحايا المرفأ اللجوء الى الامم المتحدة لتبيان الحقيقة وكشف المجرمين.
هذه هي نتيجة تدخل السياسة في القضاء الذي لو كان حراً لما واجه هذه العقبات. فهل يعقل ان تصدر مذكرات توقيف فرنسية والمانية وربما اميركية بحق سلامة، ويبقى حراً طليقاً في لبنان؟ ان الهروب من المثول امام القضاء يؤكد بما لا يقبل الشك بان الهاربين هم مرتكبون وليسوا ابرياء، ولو كان الوضع عكس ذلك فلماذا يتهربون؟ لقد بدا واضحاً منذ اليوم الاول الذي تكشفت فيه فضائح المصرف المركزي، ان المنظومة ستحمي الحاكم السابق للمصرف، لانه شريكها هو والمصارف في تبديد اموال المودعين ونهبها، وهو سبق له وهدد بكشف كل ما يملك من معلومات. وبما ان الطبقة السياسية في معظمها عالقة في هذا الملف، فان سلامة سيبقى حراً طليقاً لن يوقف ولن يسجن والعوض على اموال المودعين وجنى عمرهم.
رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر وهي التي لجأت الى الهيئة الاتهامية لتوقيف سلامة بدت غاضبة بشدة وبدأت اتصالات لايجاد حل وتسهيل سير العدالة، بحيث لا تتحول القضية الى قضية شبيهة بتفجير المرفأ وكلاهما يطاولان الالوف من المواطنين الابرياء. واحدة في حياتهم واخرى في تعب وعرق سنوات طويلة ذهبا هباء واصحاب الضمير في غيبوبة تامة.

هوكستين في بيروت

وصل صباح اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الموفد الاميركي آموس هوكستين.
وكانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية أعلنت في بيان أن «كبير مستشاري الرئيس بايدن آموس هوكستين يزور لبنان من 30 إلى 31 آب، لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل اليه في تشرين الأول 2022. سوف يبحث كبير المستشارين هوكستين أيضاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق