دولياترئيسي

وفي سباق الديمقراطيين: أنصار بايدن يرون فيه الأمانة والصراحة و«لا ثقة” بكلينتون

ربما تكون سمعة التسرع في الكلام التي التصقت بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن – الذي كانت صراحته الزائدة عن الحد محل انتقاد في كثير من الأحيان – واحداً من أمضى أسلحته إذا ما قرر خوض المعركة أمام هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة لعام 2016.

أبدى ناخبون في استطلاع نظمته رويترز وابسوس استعدادهم لتأييد بايدن ووصفوه بأنه سياسي مخضرم أمين وصادق تخلو سيرته من الفضائح رغم أنه أمضى عشرات السنين في معترك السياسة في واشنطن.
ومن الممكن أن تمنح هذه الصفات بايدن (72 عاماً) ميزة على كلينتون التي انخفضت أرقام مؤيديها في استطلاعات الرأي وأصبحت تواجه مشاكل في التصدي لما شاع من آراء عنها أنها لم تكن صريحة بالكامل في ما يتعلق باستخدامها لحساب البريد الالكتروني الخاص بها في إنجاز بعض الأعمال الرسمية خلال توليها منصب وزيرة الخارجية.
تقول كلينتون إنها لم ترتكب خطأ ولم تستخدم حسابها الخاص إلا لأنه كان الأنسب في تلك الظروف. ويجري مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الآن تحقيقات لمعرفة مدى تأمين جهاز الخادم الخاص بها وأي معلومات سرية مخزنة عليه.
وتحدثت رويترز مع 22 من المشاركين في الاستطلاع قالوا جميعاً إنهم سيؤيدون بايدن العضو السابق بمجلس الشيوخ. واستخدم أكثر من نصفهم كلمات مثل «صادق» و«أصيل» و«جدير بالثقة» في وصف إعجابهم به.
ورغم أن استطلاعات كثيرة للرأي كانت تضع اسم بايدن بين المرشحين المحتملين منذ أشهر فلم يتحر منها أسباب شعبيته النسبية بين الديمقراطيين سوى عدد قليل.
ويبدو أن أنصاره مستعدون للتغاضي عن نزوعه لارتكاب الهفوات التي قد تصبح معوقة له في حملة الانتخابات الرئاسية.
وقالت ماري لامبرون (70 عاماً) من نورث بروفيدنس في رود آيلاند إن بايدن «يقول ما يعنيه. وليس هذا مستساغاً على الدوام لكنه صريح وأمين. ربما لا ينطق بما يجب أن يقوله لكن هذا هو ما يفكر فيه وأنا معجبة بذلك».
في عام 2012 فاجأ بايدن الرئيس باراك أوباما عندما قال إنه «مرتاح تمام الارتياح» لفكرة زواج المثليين الأمر الذي اضطر أوباما الى أن يعلن على الملأ تأييده للفكرة.

تساؤلات عن الشفافية
وتحدث 11 من بين المشاركين الاثنين والعشرين في الاستطلاع الذين تحدثت معهم رويترز عما يرونه انعدام الشفافية عند كلينتون وما يحوط بها من جدل واعتبروا ذلك في غير صالح ترشيحها.
وطبقاً للاستطلاعات التي أجرتها كينيبياك قال 64 في المئة من الناخبين الذين تم استطلاع آرائهم في آب (اغسطس) إن كلينتون ليست صادقة وليست جديرة بالثقة وذلك ارتفاعاً من 54 في المئة في شهر نيسان (ابريل) الماضي.
وقالت ايسي فارنزويرث (53 عاماً) وهي ديمقراطية من مارتنزفيل بولاية فرجينيا «لا أؤيدها لأن مصداقيتها موضع تساؤل. هذه هي القضية الرئيسية. أنا لا أثق بها».
وأضافت أنها معجبة بسجل بايدن في قضايا الاقتصاد والحقوق المدنية والتعليم.
وفي الشهر الماضي وجهت كلينتون أصابع الاتهام إلى «سيل متواصل من الانتقادات يغذيها اليمين إلى حد كبير وتصدر عنه».
وقالت لقناة سي.إن.إن التلفزيونية في مقابلة «يجب على الناس أن يثقوا بي».
ولم يعلن بايدن ما إذا كان سيرشح نفسه لخوض سباق انتخابات الرئاسة لكن التكهنات تزايدت في العطلة الأسبوعية بأنه قد يتحدى كلينتون للفوز بترشيح الديمقراطيين عندما يلتقي مع السناتور اليزابيث وارن التي تعد من أقوى الشخصيات بين الليبراليين.
وقد قطع المشاركون في سباق الترشيح شوطاً وما زال بايدن متخلفاً عن كلينتون والسناتور الليبرالي بيرني ساندرز.
ولم يؤيد بايدن سوى 13،3 في المئة من بين 690 ديمقراطياً في استطلاع رويترز/إبسوس الذي أجري عبر الانترنت. وأيد كلينتون 47 في المئة من المشاركين بينما أيد 24،9 في المئة ساندرز الذي اجتذبت لقاءاته الجماهيرية أعداداً أكبر بكثير من كلينتون.
ورغم كل شيء فإن مجرد تفكير بايدن في ترشيح نفسه يزيد الطين بلة لكلينتون.
يقول كريس كوفينيس خبير الاستراتيجية الديمقراطي الذي لا يعمل لحساب أي من المرشحين «على أقل تقدير سيحدث بالتأكيد تغييراً كبيراً في السباق وسيجعل طريق هيلاري إلى الترشيح أكثر مشقة».
وأضاف «الناس تحبه. الناس تريد أن تحبه. فهو شخصية آسرة. وأقل ما يقال أن سيرته الذاتية مبهرة للغاية».
وأشار عدد من المشاركين في الاستطلاع إلى بيو (46 عاماً) نجل بايدن الذي توفي بسرطان في الدماغ في ايار (مايو) الماضي وكانت وفاته فصلاً مأسوياً جديداً في حياة نائب الرئيس الذي فقد زوجته الأولى وابنته في حادث سيارة عقب الفوز في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1972.
ورغم أن لكلينتون خبرة واسعة بعالم السياسة فإن الأعوام الستة والثلاثين التي أمضاها بايدن عضواً في مجلس الشيوخ ونائباً لفترتين شبه كاملتين للرئيس تعد نقطة لصالحه بين أنصاره.
وقالت دي جارلتس (72 عاماً) من بيلفيو في واشنطن «أعلم أنها كانت السيدة الأولى ولها خبرة بالبيت الابيض بهذه الصفة وأعلم أنها كانت وزيرة للخارجية لكني أعتقد أن الخبرة التي يمتلكها (بايدن) أقرب لما هو مطلوب للرئاسة».
وقالت روبي إليس (74 عاماً) من لورانس بولاية كانساس إنها معجبة ببايدن لأن تاريخه لا تلوثه الفضائح.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق