سياسة لبنانيةلبنانيات

ماذا جاء يفعل دوكان وهل ينجح حيث فشل رئيسه؟

صراع عنيف بين قوى التدمير والبناء فلمن تكون الغلبة؟

ماذا جاء يفعل بيار دوكان منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان وموفد الاليزيه؟ وماذا يحمل معه ليحرك المعالجات النائمة في ادراج المسؤولين؟ لقد جاء قبله رئيسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مرتين الى لبنان، وحمل معه كل الاستعدادات الطيبة لمساعدة لبنان على الخروج من ازمته، وطرح مبادرات وقعت عليها كل الاطراف السياسية اللبنانية، وقبل ان يجف حبرها، انسحبوا وعاد كل طرف الى متراسه، فهل يستطيع دوكان ان يحقق ما عجز عنه ماكرون؟
لقد اجتمع دوكان على مدى اكثر من ساعة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واطلع منه على سير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وهو الموضوع الاهم، لانه الباب الوحيد الذي يمكن اخراج لبنان منه، ليعود الى وضعه الطبيعي الذي دمرته المنظومة على مدى سنوات طويلة. هذا فضلاً عن ان تحقيق النجاح في المفاوضات مع الصندوق، والوصول الى اتفاق معه، يفتح الباب امام مشاريع مؤتمر «سيدر»، فينتعش الاقتصاد المدمر، ويستعيد اللبنانيون بعضاً من حياتهم التي كانوا يعيشونها، قبل ان تعمل المنظومة تدميراً في الوضع الاقتصادي والمالي وتنشر الفساد في كل مفاصل الدولة، حتى فرغت الخزينة وفقد لبنان قدرته على الاستمرار في العيش.
من كان يصدق ان اللبنانيين الذين حولوا بلدهم الى منارة الشرق بشهادة العالم كله، يعيشون اليوم في العتمة، رغم انفاق المليارات على الهدر في الكهرباء. وفي عز القرن الواحد والعشرين، حيث وصل التيار الى اقاصي الدول النائية. لقد امضوا سنوات وهم يهدرون المال حتى فاق الاربعين مليار دولار، دون ان يبنوا معملاً واحداً يؤمن الضوء للمواطنين ولما لم يعد هناك ما ينفقونه، بدأوا بالتنصل من المسؤولية، وتبادل القاء التهم على بعضهم البعض. ان الناس الذين يعيشون في العتمة اليوم يدفعون ثمن فساد هذه المنظومة. وبما ان المسؤولين لا يبالون بهذا العار الواقع على رؤوسهم، جاء دوكان مهتماً بموضوعين اساسيين. المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وكيفية تأمين الكهرباء للبنانيين المغلوبين على امرهم، في ظل تسلط طبقة سياسية لا يهمها من كل ما يجري سوى مصالحها. فهل ينجح حيث فشل رئيسه؟
الجواب على هذا التساؤل يحمل الكثير من التشاؤم، ذلك ان رئيس الحكومة، ورغم محاولاته تدوير الزوايا، واتباع سياسة النفس الطويل والعمل على نار هادئة، فشل حتى الساعة في حمل معطلي جلسات مجلس الوزراء على التراجع عن قرارهم الخاطىء والمسيء الى الشعب اللبناني باسره، وهم يصرون على التعطيل حتى لو خرب لبنان اكثر مما هو مخرب. وبالتالي فان نجاح المفاوضات مع الصندوق الدولي مستبعد وستصل المحادثات الى نقطة تتوقف عندها اذ تصبح بحاجة الى توقيع مجلس الوزراء. اما بالنسبة الى الكهرباء، فاننا نسمع كلاماً كثيراً ووعوداً اكثر، ولكن شيئاً لا يتحقق والعتمة تلف المنازل والشوارع والادارات وكل مكان في لبنان. ويتصرف المسؤولون بلا مبالاة وكأن الامر طبيعي. ويستمر المواطنون في دفع ثمن هذا التنصل من المسؤولية، وثمن تسلط اصحاب المولدات.
لكل ما تقدم يمكن التكهن بان مهمة دوكان لن تحقق غايتها وما عجز رئيسه عن تحقيقه، لن ينجح هو في دفعه الى الامام. ويبقى الامل الوحيد الا تتمكن المنظومة من نسف الانتخابات، التي تحمل في حال اجرائها بزور التغيير، خصوصاً وان هناك قوى شعبية سيادية وطنية بدأت تتكون، فعلى امل ان تلقى الدعم الكامل لتتمكن من تحقيق التغيير، وهو مهمة صعبة للغاية، ذلك ان المنظومة المتجذرة منذ سنوات طويلة، ليس من السهل قبعها، وستحارب بكل ما لديها من اسلحة لتبقى في اماكنها. فلمن تكون الغلبة في هذا الصراع العنيف بين الهدم والبناء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق