هجوم الحوثيين بالإمارات يصعد المخاطر باليمن ويضع حلفاء إيران تحت المجهر
سعى الحوثيون من خلال مهاجمة الإمارات إلى تحذيرها للابتعاد عن معركة السيطرة على المحافظات الغنية بالطاقة في اليمن، حيث ثارت ثائرة الحركة المتحالفة مع إيران جراء خسائر تكبدتها لصالح قوات تدعمها الدولة الخليجية، حليفة الولايات المتحدة القوية.
ولن تتراجع الإمارات على الأرجح. بل إن محللين إقليميين قالوا إن من العواقب المحتملة لضربة يوم الاثنين الدامية هي تدقيق دولي أشد على روابط إيران بالحوثيين وغيرهم من القوات شبه العسكرية التي تتنافس مع دول الخليج العربية على النفوذ في أنحاء الشرق الأوسط.
أظهرت الضربة التي لم يسبق لها مثيل على أبوظبي قدرة الحوثيين على استهداف خصم خارجي ثان من مدى بعيد دون أن تردعهم تهديدات بالرد خرجت عقب هجمات مماثلة شنوها على السعودية.
وأثار الحوثيون احتمال شن هجمات أكثر من هذا القبيل.
وتقول مصادر إقليمية إنه في حين أن الهجوم لا يشكل تهديداً محدداً للأولوية الدبلوماسية الأولى للمنطقة، وهي جهود إحياء اتفاق 2015 النووي مع إيران، فقد عمق شكوك دول الخليج العربية تجاه استعداد طهران لنزع فتيل التوتر الإقليمي.
وأصدرت إيران بياناً صيغ بعناية. فقد قالت وزارة خارجيتها يوم الثلاثاء في معرض تعليقها على «أحدث التطورات المتعلقة باليمن» إن الهجمات العسكرية ليست حلاً للأزمة في المنطقة.
وقال مسؤول إيراني كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «الهجمات لن تؤثر على المحادثات النووية في فيينا. هاتان قضيتان منفصلتان… ما حدث أمس كان نتيجة للأزمة الدائرة في اليمن».
وقال محللون ومصدر خليجي إن الهجوم، الذي قال الحوثيون إنه شمل صواريخ وطائرات مسيرة، ربما يعزز حجة السعوديين والإماراتيين بأن النهج الأميركي تجاه اليمن لم يتمخض سوى عن تقوية شوكة الحوثيين.
صراع بالوكالة
كتب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على تويتر يوم الثلاثاء «الحوثيون ليسوا مهتمين بالسلام ويظلون رهينة داعمهم الإقليمي الذي يتعامل مع أمن منطقتنا على أنه مجرد ورقة تفاوض» في إشارة إلى إيران.
وقال المحللون والمصدر الخليجي إن هجوم الاثنين ربما يُعقّد المحادثات الدورية بين السعودية وإيران حول إنهاء حرب اليمن، وقد يؤثر على التواصل الإماراتي مع طهران.
واختارت الإمارات التهدئة مع طهران بعد هجوم في 2019 على معقل الطاقة في المملكة العربية السعودية والذي لم يلق رداً عسكرياً تقليدياً من الحليفة واشنطن.
وتركز المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران، التي بدأت العام الماضي، في الغالب على حرب اليمن.
وجعلت إدارة بايدن إنهاء الحرب في اليمن من أولويات سياستها الخارجية.
وقال جاك إيه. كنيدي رئيس قسم مخاطر دول الشرق الأوسط لدى آي.إتش.إس ماركت «هجمات الحوثيين التي تستهدف الإمارات والسعودية ستستمر على الأرجح خلال عام 2022 إذ أن من المرجح أن يزداد القتال حدة… في مأرب باليمن». وأضاف أن من المتوقع أن تعزز أبوظبي انخراطها في أعقاب هجوم الاثنين.
تداعيات
قالت الإمارات يوم الاثنين إنها تحتفظ بحق الرد على هجوم الحوثيين، ودعت الثلاثاء إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي للتنديد بالحادث.
وقال المصدر الخليجي إن العواقب الفورية ستستهدف الحوثيين في اليمن، بينما تجمع الإمارات أدلة بشأن أماكن تصنيع الطائرات المسيرة وإطلاقها.
وشددت دول الخليج العربية على ضرورة التصدي لقضية صواريخ إيران وسلوكها بالمنطقة جنباً إلى جنب مع البرنامج النووي.
وقال عبد العزيز صقر من مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض «ستواصل السعودية والإمارات المحادثات مع إيران، لكن هذا يبعث برسالة سلبية أخرى بأنه لا يمكن الوثوق بنوايا الإيرانيين» مضيفاً أنه لا يمكن «بأي حال» أن يفعل الحوثيون هذا دون معرفة الإيرانيين.
وقال مسؤول أمني إيراني لرويترز إن الحوثيين «لا يحتاجون إلى موافقة أو مساعدة إيران أو أي دولة أخرى».
وتنفي طهران اتهامات لها بتقديم دعم مالي وعسكري للحوثيين.
وقال محللون مصرفيون في المنطقة إن وقوع مزيد من الهجمات على الإمارات، المركز التجاري والسياحي بالمنطقة، قد يؤثر على قطاعات مثل السياحة، وهي محرك رئيسي للاقتصاد.
وقال حسنين مالك مدير استراتيجية الأسهم لدى تيليمر «تُذكر الهجمات بمخاطر الصراعات التي اعتاد عليها المستثمرون في المنطقة الأوسع، لكن لم تكن مرتبطة بشكل وثيق بالإمارات العربية المتحدة».
رويترز