مجتمع

حوارات المدينة في «الأميركية»: بيروت تشوّهت في زمن السلم أكثر منه في زمن الحرب

رأى نشطاء محليون يحتجون على التنمية الحضرية خارج وسط بيروت أن «بيروت تشوّهت في زمن السلم أكثر منه في  زمن الحرب». ويُظهر هذا الرأي كم جرى تغيير العاصمة اللبنانية في العقدين الماضيين.

وقد طُرح هذا الرأي خلال الندوة السنوية «حوارات المدينة» في الجامعة الأميركية في بيروت.
وتتناول الندوة عمليات التحسين والتغيير الاجتماعي في المناطق الحضرية (gentrification)، مع التركيز على البحر الأبيض المتوسط ​​ومدن الشرق الأوسط. علماً أن هذا النوع من التغيير يطاول مناطق مختلفة حول العالم.
ويشارك في الندوة التي تستمر أيام 4 و5 و6 آذار (مارس) الجاري علماء وباحثون محليون ودوليون.

مساحات هدم واعادة اعمار
وقالت منى الخشن، المحاضرة في دائرة تصميم المساحات الخضراء وإدارة النظم البيئية في الجامعة، والتي شاركت في تنظيم الندوة: «في السنوات الأخيرة، شجّع تدفّق رؤوس الأموال العالمية، إلى جانب أنظمة البناء الجديدة التي تعزز ازدياد الكثافة السكانية، على رفع سعر الاراضي بشكل كبير في أجزاء معينة من بيروت وتحويلها إلى مساحات للهدم وإعادة الإعمار في عمليات ضخمة. وفي حالة رأس بيروت فهناك وجود للتنقلات الاجتماعية والمكانية المعقّدة التي لا تخضع حتى لمقاييس النماذج الغربية».
ويُعتبر التحسين الحضري (gentrification) موضوعاً مثيراً للجدل ومطروحاً بشكل واسع النطاق في التخطيط المُدُني وكثيراً ما يؤدّي إلى إبعاد السكان الحاليين للمنطقة التي يتم تحسينها. وهو مؤشّر إلى تحولات في نمط الحياة الحضرية والمجتمع ويتزايد خلاله شراء الشقق والمكاتب الفخمة، وتتزايد قيمة العقارات .
وأردفت منى الخشن: «هذه التنقلات السكانية، في حالة رأس بيروت، وما ينجم عنها من انقسامات اجتماعية ومكانية وفقدان للمساواة، تنبع إلى حد كبير من كون البلد يشكو من انعدام الأمن الاجتماعي ومن كونه مكشوفاً للتلاعبات والتنافسات السياسية».

من مار مخايل الى زقاق البلاط
ومثّلت ماريكا كرونين، طالبة الدكتوراه في دائرة دراسات النزاعات والتنمية في جامعة غنت، في بلجيكا، على محرّكات عملية التحسين الحضري في بيروت من خلال دراسة حالتين: محلة مار مخايل حيث حلّت المقاهي والمطاعم ومشاغل الثياب الفخمة محل المتاجر وهُدمت الأبنية القديمة لتُستبدل بمراكز حديثة، ومحلة زقاق البلاط حيث حلت الأبنية الحديثة محل الأبنية القديمة من دون تغييرات ثقافية وتجارية. وقالت أن الحالتين تُظهران من بين ما تُظهرانه أن القانون اللبناني المتساهل سمح لأصحاب الأموال بطرد السكان وهدم أبنيتهم، وأن المغتربين اللبنانيين يستثمرون في شراء العقارات.
يُذكر أن الندوة هي من تنظيم برنامج الماجيستر في التخطيط المُدُني وسياساته، وبرنامج الماجيستر في التصميم المُدُني، في قسم العمارة والغرافيك في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع مبادرة الجوار في الجامعة. وتُعقد الندوة برعاية مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية ومركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات والأبحاث الأميركية ومعهد عصام فارس للسياسات العامة والعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، ومؤسسة فورد والمعهد الفرنسي للشرق الأوسط والمجلس الثقافي البريطاني.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق