رئيسيسياسة عربية

عرسال «نجت» من مكمن فهل تنجو من فتنة؟

الى البقاع الشمالي … دُر.
ما بدا انه انفراج في ملف الخطف المتبادل «على الهوية المذهبية» بين بلدة عرسال السنية ومحيطها الشيعي، سرعان ما هدّد بانفجار لاحت شرارته مع إفلات رئيس بلديتها علي الحجيري من الموت ومقتل احد مرافقيه وجرح ثلاثة آخرين في المكمن الذي نُصب لهم في بلدة اللبوة خلال عودتهم من عملية تبادُل للمخطوفين مع عشيرة آل المقداد تمت برعاية الجيش اللبناني في رأس بعلبك.

رغم اعلان أفراد من عشيرتيْ أمهز وجعفر أطلقوا على أنفسهم اسم «مجموعة الشهداء الاربعة» انهم لن يتركوا الحجيري على قيد الحياة وان «ثأرنا لمقتل الشبان الاربعة (قُتلوا في حزيران – يونيو الماضي في جرود عرسال) لم ينته ونعد رئيس بلدية عرسال بأننا لن نتركه طالما نحن على قيد الحياة «الا ما نعدّلو رصاصات ونزيدن»، فان اوساطاً سياسية لم تتوان عن اعتبار مكمن اللبوة حلقة جديدة في سياق «تصفية الحساب» مع عرسال ربطاً بموقفها الداعم للثورة السورية، وهو ما كان عبّر عن نفسه مراراً سواء باستهدافها مباشرة من الجيش السوري بغارات او عمليات قصف، او بنصب «أفخاخ» امنية لها رافقتها عملية حصار أوجد حال توتر بينها وبين محيطها الشيعي.

اهمية استراتيجية
وسط تقديرات فريق 14 آذار بان مكمن اللبوة الذي قضى على الايجابيات التي ترتبت على إنهاء ملف خطف يوسف المقداد (كان نُقل الى سوريا) الذي كانت ردّت عليه عشيرته بخطف عشرة من بلدة عرسال، كان هدفه جرّ عرسال الى صِدام ذي طابع مذهبي، فان دوائر مراقبة وضعت مجمل هذا الملف في سياق الاهمية الاستراتيجية التي يعلّقها النظام السوري على شطب عرسال من خريطة التماس مع الصراع السوري الذي ترتبط بـه هذه البلدة بحدود صارت كـ «خط نار» بامتداد نحو 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق الى محافظة حمص، علماً بأن عرسال تُعتبر من اكبر البلدات في لبنان اذ تحتل نحو 5 في المئة من مساحته (حوالي 400 كيلومتر مربع).
وتطلّ عرسال على النزاع السوري من خلال تموْضعها الجغرافي الذي يربطها من خلال حدودها الجنوبية بيبرود والنبك التي تطل عبرها ايضاً على طريق دمشق الدولي وصولاً إلى العاصمة السورية، في حين تتصل من خلال جردها الشمالي بأطراف ريف القصير، وعبر مشاريع القاع اللبنانية، «التوأم» لها في السياسة والديموغرافيا، بقرى الشريط السني في ريف القصير. ومنذ سقوط القصير، بقيت عرسال بمثابة «رئة» للجيش السوري الحر في شريط القرى المحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية.

الفلتان الامني
وفي ظلّ رفع نواب في 14 آذار الصوت معتبرين ان «الفلتان الامني» يتم برعاية وتوجيه من «حزب الله»، بدا واضحاً تهيُّب هذه القوى خطورة ما يمكن ان يتم جرّ بلدة عرسال اليه، وهو ما تجلى في مسارعة الرئيس سعد الحريري الى الاتصال برئيس بلديتها بعد محاولة اغتياله مستنكراً ومشدداً على عدم الانجرار إلى الفتنة. كما اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي مشدداً على ضرورة ملاحقة المعتدين، ومعتبراً أن هذا الحادث يقع في إطار المحاولات المستمرة لجر البلاد إلى مزيد من الاحتقان.
ويذكر ان رئيس بلدية عرسال علّق على المكمن الذي تعرّض له والذي تعاطت معه الوكالات الاجنبية على انه «مكمن شيعي لطرف سني»، قائلاً: «مات من مات وسلم من سلم والمسؤول هم آل جعفر وآل أمهز كلهم، وبعد دفن محمد الحجيري سنرى ماذا سيحصل؟».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق