سياسة لبنانيةلبنانيات

هل فتحت معركة الرئاسة باكراً وهل نحن سائرون نحو التمديد او الانتخابات؟

هل ادرك الثوار ان التشرذم خسرهم كل ما حققوه في بداية الثورة؟

هل فتحت معركة الرئاسة قبل سنة من موعدها؟ وهل نحن سائرون نحو التمديد او الانتخاب الدستوري؟ الاجوبة على هذه الاسئلة سابقة لاوانها، لان الاوضاع في بلد كلبنان تبقى متقلبة بسرعة، وتنتقل من محطة الى اخرى عكسية. لذلك فالحديث عن هذا الموضوع لا يزال مبكراً والاجدى التطرق الى الحالة الراهنة المحكومة بقرار تعطيل الحكومة منذ حوالي الشهرين، والمواقف كلها متصلبة دون مراعاة لحياة الناس التي وصلت الى ادنى درجات الانهيار، واصبحوا يتقلبون على جمر الفقر والجوع، من جراء التلاعب باسعار الدولار، الذي اطاح الاسعار كلها وجعلها فوق قدرة المواطن على التحمل. هذا الوضع الكارثي عبر عنه المواطنون امس الاثنين الذي اسموه يوم الغضب، ولكن ليس بين المسؤولين من يسمع او يبصر. فهل عادت الثورة الى الشارع؟ وهل ان الثوار تعلموا من خلال الانتخابات النقابية، ان التشرذم والتفكك والخلافات خسرتهم كل ما حققوه في مطلع الثورة. لقد استطاعوا ان يغيروا حكومات، ويبدلوا في نمط تشكيلها. الا ان المنظومة المتجذرة منذ عقود كانت لهم بالمرصاد، فتصدت لهم وافشلتهم واعادتهم الى منازلهم خائبين. ان اليأس لا مكان له في هذه الحالة وان الصمود والمثابرة، واحتلال الشارع ليلاً نهاراً وحدها تحقق امنياتهم.
هذه المنظومة استخفت بالناس لدرجة انها صادرت حياتهم وتلاعبت بها حتى اوصلتهم الى الفقر والجوع. وها هي ماضية في خطهها التي تخدم مصالحها، بعيداً عن مصالح البلاد والعباد. لقد اجمعت كل القوى ان «قبع» القاضي طارق بيطار، ليس عند الحكومة، وان الدستور يمنع تدخل السياسة في القضاء، ومع ذلك فان المعطلين متمسكون بتعطيلهم مجلس الوزراء، فعطلوا الحياة دون الالتفات الى المواطنين. فهناك قرارات يمكن ان تؤدي الى حلول لكثير من القضايا، على مجلس الوزراء اتخاذها لتسهيل العيش، ولكنهم بتعطيلهم اساءوا الى الجميع، لا الى فئة معينة من الناس. فهل هناك من يحاسب؟ واين المسؤولون من كل ما يجري، لا يسمع لهم صوت ولا تصدر عنهم مبادرة تؤشر الى احتمال الحلحلة. مع العلم ان السلطة بيدهم، او هكذا يفترض ان تكون. فلماذا تخلوا عنها وسلموها الى من جاء يتحكم بهم؟
ذهب المسؤولون يفتشون عن الحلول في الخارج، مرة لانهاء التعطيل الحكومي، واخرى لتسوية الازمة الدبلوماسية مع دول الخليج، التي لو لم يبتعد لبنان عنها بفعل السياسات الخاطئة لكانت وحدها كفيلة بحل الوضع الاقتصادي والمالي. فلماذا كل هذا الاستسلام ولماذا لا يستعيدون سلطاتهم ويحكمون بموجب الدستور والقوانين فيتساوى الجميع ولا يعود في البلد ابناء ست وابناء جارية.
لهذه الاسباب كان تعلق اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب بالانتخابات المقبلة، على امل ان تحمل الى السلطة رجالاً قادرين على حكم البلاد ولا يتخلون عن مسؤولياتهم. ان وزيراً اخطأ بحق لبنان وضرب علاقاته بالدول العربية، هم غير قادرين على انهاء مهامه وازاحته من الحكومة رغم ان رئيس الحكومة صرح بعد تشكيل حكومته بانها فريق عمل متجانس، لا مكان لمعطلين فيها ومن يريد التعطيل فليخرج. فلماذا لا يطبق هذا القول بالفعل، فتبدأ الازمة مع دول الخليج بالحلحلة؟ لقد رهنوا بسياساتهم الخاطئة البلد وابعدوه عن محيطه الطبيعي، فهل تحمل الانتخابات المقبلة رجالاً على قدر المهمة الصعبة فيعيدون لبنان الى كنف الشرعية العربية، ويعود القانون سيد الاحكام؟ على امل ان يتحقق ذلك، والا على الدنيا السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق