علوم

جدار من اللايزر يحذر وينظر

يطور عدد من الشركات الاميركية نظماً جديدة من «جدران البلازما» العاملة على اللايزر للاغراض الدفاعية يمكن توظيفها لاغراض هجومية. ومن بين النظم نظام الدرع الضوئي البلازمي «باس» The Plasma Acoustic Shield System Pass وهو عبارة عن جدار وامض من الضوء يحدث قرقعة كبيرة، يكون معلقاً في الهواء على ارتفاع مئة متر تقريباً.

على الرغم من انه يبدو شيئاً من الخيال العلمي، فان اول نموذج من هذا النظام الذي يعمل باللايزر اضحى موجوداً الآن بعدما شيدته احدى الشركات الاميركية.
ويهدف المشروع الى حماية الجنود عن طريق انتاج نظام مكثف للالهاء وتشتيت الانتباه، وبالتالي تأمين اشارة تحذير مرئية جداً، وقد يتطور الى سلاح بحد ذاته يحدث وابلاً من الانفجارات عن طريق قنابل تشبه القنابل اليدوية لكنها ذات انفجارات صاعقة ببريق ضوئي. وقد يتطور هذا النظام الى درع من اشعة اللايزر الماصة وانفجارات ميكروييف تصدر عن اسلحة توظف الطاقة الموجهة.
وترتكز هذه التقنية على نبضات قصيرة من اللايزر العالي الطاقة، فاذا قمت بتركيز اشعة اللايزر هذه على نقطة ما فان شدتها تصبح من القوة بحيث تتجزأ جزيئات الهواء ذاتها.
وحالما تنفصل الالكترونيات عن ذراتها حتى تتحول تلك الذرات الى ايونات ويتحول الغاز الى بلازما – البلازما خليط من الالكترونيات والايونات والذرات – وهو التأثير الذي نراه في صلب الصواعق.
وتطلق عملية التأين هذه انفجاراً صغيراً مع بريق من الضوء، فضلاً عن قرقعة تشبه الرعد المدوي.
ان هذه الشركة طورت اسلوباً تقنياً يدعى التفجير النبضي الديناميكي المصمم لتعزيز هذا الانفجار، اذ تقوم نبضة اللايزر الابتدائية بانتاج غيمة صغيرة من البلازما بينما تقوم النبضة التالية بضرب البلازما هذه في اقل من جزء من الثانية بعد ذلك، لتقوم غيمة البلازما هذه بامتصاص طاقة اللايزر لتتمدد وتتوسع بسرعة في موجة صادمة اسرع من الصوت، فينتج عن ذلك انفجار اكبر من انفجار النبضة الاولى.

مسح المكان
وبذلك يستطيع اللايزر مسح المكان واطلاق سلسلة سريعة من النبضات لتشييد جدار من انفجارات البلازما بالاسلوب ذاته تقريباً الذي يقوم فيه التلفزيون القديم الذي كان يعمل بأشعة الكاثود ببناء الصورة عن طريق المسح الالكتروني عبر الشاشة.
وقد جرى تركيب هذا النظام المخصص للعرض على برج مركبة عسكرية، ويمكن استخدامه كخيار غير قاتل مثلاً عندما تقترب سيارة من حاجز امني من دون ان تتوقف او تتباطأ، فاذا تجاهل سائقها التحذيرات الموجهة اليه يمكن للجنود عندها استخدام هذا النظام لاطلاق وابل من الانفجارات الساطعة امام السيارة.

حماية ميدانية
علاوة على ذلك من المحتمل ايضاً استخدام هذه الانفجارات لمنع المعتدين من استخدام اسلحتهم، على الرغم من ان النظام في وضعه الحالي لا يمكن ان يسبب اي أذى بالغ وسيستخدم للتحذير والانذار فقط.
ويولد النموذج الاولي الحالي 10 فرقعات وميضية في الثانية الواحدة اما النظم الاخرى المتوفرة حالياً فيمكنها رفع هذا المعدل الى 40 فرقعة في الثانية، الا ان الشركة تخطط للجيل المقبل من اللايزرات القادر على انتاج 200 فرقعة في الثانية، مع القدرة على زيادة هذا المعدل مع توفر المزيد من اللايزرات الاكثر قوة العاملة بحالة الجمود.
لكن التأكيد بأن اللايزر لن يسبب اي اذى على العيون قد يكون واحداً من التحديات الكبيرة المقبلة.
والمعدلات العالية من الفرقعات ستتيح لدرع البلازما اتخاذ اشكال اكثر تطوراً، كاقامة حاجز افقي يغلق الطرق مثلاً.

جدار بلازمي
هذا وتعمل شركات اخرى في المجال ذاته الذي يقال انه لا حدود له من الامكانيات المستقبلية، لا سيما في ما يتعلق بالجدار البلازمي الذي سيكون قادراً ايضاً على امتصاص اشعة الميكروييف الموجهة التي يرسلها عادة للتعرف على مواقع الرادارات، وهي الاشعة التي تدمر الالكترونيات بأنواعها والرادارات.
كما يمكن للجدار البلازمي التحكم بالجموع المحتشدة والسيطرة عليها وعلى المتظاهرين.
والمعلوم ان اسلحة الطاقة الموجهة قادرة كذلك على ضرب الاهداف الصغيرة السريعة الحركة بدقة بالغة بسرعة الضوء.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق