أبرز الأخبار

الاسد يرفض الاقتراح الروسي ويصر على ترشيح نفسه للرئاسة

هجوم، وهجوم مضاد، في مدينة حمص، واتهامات باستخدام السلاح الكيماوي في ريف حلب، بالتزامن مع استعدادات رسمية لاجراء الانتخابات الرئاسية التي حدد رئيس مجلس الشعب موعدها.

في مجمل الصورة ثمة مواجهات عنيفة في اكثر من مكان على الارض السورية، ومنها مواجهات بين جيش النظام، والمعارضة. وبين اطياف المعارضة بعضها مع بعض. ووصلت القذائف الى وسط العاصمة دمشق ما يعني ان الازمة ما زالت في اوجها رغم كل التأكيدات التي تحدثت عن تراجع المعارضة. فالتراجع الذي حدث على الارض في العديد من المناطق لم يؤثر كثيراً على قدرتها في تنفيذ عمليات مؤلمة في عمق المواقع النظامية. من حيث المبدأ توقفت وسائل الاعلام عند زيارة الرئيس بشار الى بلدة معلولا المدمرة، وتقديمه التهاني لسكانها المسيحيين بمناسبة عيد الفصح. واعتبره البعض نوعاً من الدعاية الانتخابية للحملة الرئاسية.
وبالتزامن، حدد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل، مشيراً الى ان باب الترشح الى الانتخابات يبدأ اليوم (الثلاثاء 22 نيسان – ابريل الجاري).
وقال رئيس المجلس في جلسة عامة «أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية، للمواطنين السوريين المقيمين على الاراضي السورية يوم الثلاثاء بدءاً من الساعة السابعة صباحا (4،00 ت غ) ولغاية الساعة السابعة (16،00 ت غ) مساء». ما يعني ان عملية الانتخابات بدأت فعلاً، دون ان يتضح ما اذا كان هناك مرشحون آخرون ينافسون بشار في تلك المعركة التي يعتبرها مسألة وجود.

ضغوطات خارجية
المعلومات المتاحة، تتحدث عن ضغوطات خارجية تمارس من اجل ثني الرئيس بشار عن الترشح لتلك الانتخابات. ومنها – على سبيل المثال – محاولات روسية لاقناعه بان يرشح شخصاً آخر من اركان النظام بدلاً من ترشحه هو. الا ان بشار يرفض – حتى اللحظة – تلك المحاولات. وبحسب تسريبات مصدرها المطبخ الرسمي السوري، كان رد بشار حاسماً، ورافضاً لاية محاولات بهذا المضمون.
وبحسب تسريبات اخرى، هناك محاولات لاقناع ايران بفتح حوار مع الرئيس الاسد من اجل ثنيه عن قرار الترشح، وعن محاولات لاغراء طهران من اجل تبني هذا الموقف. غير ان جميع الدلائل تشير الى رفض الرئيس الاسد القاطع لمثل تلك المحاولات.
ميدانياً، اصيب اكثر من مائة شخص بالاختناق اثر قصف  النظام بلدتي  كفر زيتا بريف حماة وبلدة التمانعة بريف إدلب بالغازات السامة.
وقال ناشطون سوريون إن المروحيات العسكرية اسقطت براميل تحوي غاز الكلورالسام على بلدة كفر زيتا في ريف حماة الشمالي. واضافت مصادر طبية إن الغاز تسبب بنحو مائة  حالة اختناق من المدنيين. وقال مدير صحة محافظة حماة من مستشفى كفر زيتا بريف حماة إن هناك عشر حالات بين المسعفين بالعناية المشددة، مشيراً إلى أن كفر زيتا تعرضت خلال أسبوع لست عمليات قصف بغاز الكلور. وأن عدد الإصابات بلغ أربعمائة حالة بينها ثلاث وفيات، مناشداً تدخل المجتمع الدولي لوقف ما وصفها بالإبادة.
وذكر ناشطون أن حالات اختناق مماثلة سجلت بقرية التمانعة في ريف إدلب بعد إلقاء المروحيات العسكرية برميلاً يحوي غازات سامة على القرية. وأفاد شهود عيان أن الضحايا مصابون باختناق بتهيج عصبي شديد ووهن وهبوط حاد في ضغط الدم، وأن المستشفيات تعاني من نقص في الأوكسجين الذي يحتاجه المرضى بشدة.
في غضون ذلك، افاد  ناشطون  إن اشتباكات عنيفة جرت على جبهة حاجز ملوك، بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في تلبيسة بريف المدينة. وأفادت شبكة شام بأن قصفاً براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة والدبابات استهدف حي الوعر بالتزامن مع اشتباكات بمنطقة الجزيرة السابعة بالحي، مما أدى إلى وقوع جرحى ودمار واسع.
وفي حلب، قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة حي قاضي عسكر، وقرية بيانون بريف حلب. وفي المقابل، أفادت تقارير أن الجيش الحر سيطر على حاجز قرية فجدان في ريف حلب الجنوبي، وعلى طريق الإمداد السفيرة – معامل الدفاع. وفي درعا، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة في المحطة وحي البقعة بالتزامن مع قصف قوات النظام للحي، كما قصف الطيران برميلين متفجرين على بلدة النعيمة بريف درعا.

تصعيد في حمص
في السياق عينه، صعدت القوات السورية من تقدمها في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص، وتضيق الخناق على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليها. وبدأت القوات السورية حملة عسكرية واسعة على هذه الأحياء التي تعد آخر معاقل المعارضين في ثالث كبرى مدن سوريا، والتي ما يزال يتواجد فيها نحو 1800 شخص بينهم 1200 مقاتل.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «ثمة تقدماً للقوات النظامية في حيي باب هود ووادي السايح، وسيطرة على مبان وكتل بنائية»، مشيراً إلى أن «هذا التقدم لا يغير أي شيء في موازين القوى حتى اللحظة».
وأوضح أن «القوات النظامية لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها، وتواصل القصف والأعمال العسكرية». وأفاد المرصد إن الأحياء المحاصرة تعرضت لقصف بالطيران المروحي، تزامناً مع تواصل الاشتباكات «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى».
ومن أبرز الأحياء المحاصرة حمص القديمة وباب هود ووادي السايح. وتقع هذه المناطق التي لا تتعدى مساحتها أربعة كيلومترات مربعة، تحت حصار خانق مفروض من القوات النظامية منذ نحو عامين. وقال عبد المرصد إن «المعارك تأخذ شكل حرب شوارع»، مشيراً إلى وجود «مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، ورفضوا الخروج في إطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية».
من جانبه شن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هجوماً غير مسبوق على قيادة تنظيم القاعدة، متهماً إياها بالانحراف عن المنهج الجهادي وبشق صفوف المقاتلين الجهاديين.

هجوم مضاد
من جهة ثانية، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارضين المسلحين شنوا هجوماً مضاداً داخل احياء حمص القديمة وانتزعوا من قوات النظام عدداً من المباني.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان المعارضين المسلحين استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي في حمص.
في الوقت نفسه كانت تجري معارك بين الطرفين على اطراف الاحياء القديمة، وقامت قوات الجيش بقصف المربع الاخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات.
وبدأ الهجوم المضاد للمعارضة بعد ان فجر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة امام حاجز للجيش السوري في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الاحياء القديمة المحاصرة. وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول الى هذا الحي بعد ان انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه.
واعتبر عبد الرحمن ان دخول مقاتلي المعارضة الى هذا الحي اجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلاً من مهاجمة المناطق التي لا تزال بايدي المعارضة المسلحة في حمص.
من جهة ثانية سقطت قذائف هاون في ساحة عرنوس قرب مجلس الشعب السوري في قلب العاصمة السورية ما ادى الى مقتل رجل وولديه.

أ. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق