كيري يلتقي بوتين خلال زيارة لروسيا هي الاولى منذ عامين

يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الاسود، في زيارة هي الاولى الى روسيا منذ عامين، وسط توتر مع موسكو على خلفية الازمة الاوكرانية.

ويستقبل بوتين كيري في مقره الصيفي في سوتشي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الاثنين ان كيري وبوتين «سيبحثان مواضيع ثنائية واقليمية عدة بينها ايران وروسيا واوكرانيا».
ومن جهتها اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان «وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيقوم بزيارة عمل الى روسيا في 12 ايار (مايو)»، مشيرة الى انه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي.
وافاد بيان للخارجية الروسية «نتوقع ان تخدم الزيارة تطبيع العلاقات الثنائية التي يعتمد عليها الاستقرار العالمي الى حد كبير».
ورفض المتحدث باسم الرئيس الروسي ديميتري بيسكوف التعليق.
ونقلت وكالة نوفوستي الرسمية للانباء عن مصدر دبلوماسي قوله ان كيري ولافروف سيبحثان الازمة في اوكرانيا بالاضافة الى الاوضاع في سوريا وايران واليمن.
واضاف المصدر ان «زيارة كيري رمزية للغاية. فقد الغاها مراراً وفي النهاية قرر المجئ. لن يحقق اللقاء اختراقاً لكنه مهم جداً».
وتابع ان زيارة كيري الى سوتشي تؤكد ان روسيا منفتحة على الحوار. واكد «نحن منفتحون وعلى استعداد لمناقشة كل شيء».
وبدأت الازمة الاوكرانية منذ حوالي عام بتظاهرات ضد الرئيس السابق المدعوم من الكرملين وزادت حدة التوتر الدبلوماسي بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم اليها ودعمت الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وتتهم كييف والدول الغربية الكرملين بالوقوف وراء النزاع الاوكراني الذي سقط ضحيته اكثر من 6100 شخص خلال اكثر من عام، وكانت النتيجة فرض عقوبات اقتصادية على موسكو.
ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر قوله ان روسيا تتوقع من واشنطن القيام بدور اكبر في حل الازمة الاوكرانية.
وقال المصدر «من المهم ان تبدأ الولايات المتحدة القيام بدور بناء اكثر للتوصل الى حل في اوكرانيا، وان ترغم كييف على الدخول في حوار مباشر مع جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية (المعلنتين من جانب واحد)».
وتابع «لنرى ما لدى وزير الخارجية الاميركي ليقدمه في هذا الاطار».
الى ذلك، اشار المصدر الى ان موسكو ستحض واشنطن على وقف تقديم الاسلحة لكييف. وقال «بالنسبة الينا هذه قضية اساسية».
ورغم اتفاق وقف اطلاق النار برعاية المانيا وفرنسا وروسيا في شباط (فبراير) الماضي، الا ان كييف والانفصاليين يتبادلون الاتهامات حول انتهاكه.
ولكن بعد حوالي عام من التوتر المتصاعد، يبدو ان روسيا والدول الغربية مستعدة للتوصل الى حل.
وتأتي زيارة كيري بعد غياب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن احتفالات الذكرى السبعين للانتصار على النازية رداً على ما يعتبره تدخل روسيا في اوكرانيا.
كما ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لم تشارك في احتفالات التاسع من ايار (مايو) الا انها زارت موسكو في اليوم التالي حيث التقت بوتين ووضعت اكليلاً من الورد على ضريح الجندي المجهول قرب الكرملين.
اما بوتين فقال ان روسيا مستعدة لتحسين العلاقات مع بروكسل وواشنطن وسط امال في موسكو برفع او تخفيف العقوبات التي تضر باقتصادها.
واتصل كيري بلافروف الاحد لتهنئته لمناسبة الذكرى السبعين للنصر على المانيا النازية. وتابع بيان للخارجية الروسية ان «لافروف اشار الى ان ذكرى المعركة المشتركة للحلفاء ضد المانيا هتلر امر مقدس بالنسبة الى روسيا».
اما مصدر وكالة انترفاكس، فقال ان العلاقات بين موسكو وواشنطن عانت كثيراً خلال العام الماضي.
وقال ان «الاميركيين دمروا تقريباً كل شيء. سنحتاج الى عقود لاعادة العلاقات الثنائية».

ا ف ب