رفع الدعم عن الدواء هل المقصود منه قتل المواطنين والتخلص منهم؟
بريطانيا تحذر من السفر الى لبنان: الوضع على وشك الانفجار في اي لحظة؟
نصحت بريطانيا رعاياها امس بعدم السفر الى لبنان الا عند الضرورة، محذرة من ان الوضع فيه قد ينفجر في اي لحظة. لقد بدأت الاحداث والقرارات التي تتخذها حكومة «معاً للانقاذ» تهيء لانفجار شعبي كبير، يُعرف كيف يبدأ ولماذا؟ ولكن لا يعرف كيف سينتهي؟ لقد راهنت الحكومة طويلاً على صمت الشعب وتخديره، ولكن الامور وصلت الى حد القتل عندما اقدمت على رفع الدعم عن الادوية، فاصبح سعر الدواء الواحد يساوي الحد الادنى للاجور.. وسنعود ونفصل ذلك، في سياق هذا السرد المخيف عن الحالة، التي وصلت اليها البلاد، في ظل هذه الحكومة المعطلة منذ اكثر من شهر، ولم يمض على تشكيلها اكثر من شهرين.
وعد الرئيس نجيب ميقاتي بعدم رفع الدعم عن اي سلعة قبل توزيع البطاقة التمويلية، التي على كل حال فقدت قيمتها في ظل هذا الارتفاع الجنوني للاسعار. فالدولار حلق الى 23 الف ليرة، وهو الى المزيد من الارتفاع. اسعار البنزين والمازوت الى حدود قياسية. وقد افتعلوا ازمة الطوابير امام محطات الوقود، حتى روضوا الناس وجعلوهم يقولون انهوا هذا الاذلال ونحن نقبل باي سعر. ولما رفعوا الدعم تأمنت كميات فائضة من المحروقات. اما بالنسبة الى الغاز فالوضع كارثي. لقد تعدى سعر قارورة الغاز الثلاثماية الف ليرة، وهي الى ارتفاع مترافقة مع ارتفاع سعر الدولار والمحروقات الاخرى. المواطنون على ابواب الشتاء، فلا قدرة لهم على شراء الغاز او المازوت للتدفئة فماذا يفعلون؟ حبذا لو ان المسؤولين يدلوننا على الحل.
كل ذلك ومصرف لبنان مصر على ابقاء سعر الدولار عند السحب من المصارف 3900 ليرة، فيما سعره في السوق السوداء 23 الف ليرة. اليست هذه سرقة لاموال الناس؟ الم يكفهم انهم بددوا جنى عمر المواطنين واحتجزوه في المصارف وضيعوه بالتكافل والتضامن بين الدولة والمصارف؟ فلماذا لا يتراجع مصرف لبنان عن تشبثه بهذا السعر المتدني؟
اما الكارثة الكبرى التي حلت بالمواطنين على ايدي حكومة «معاً للانقاذ». فجاءت برفع سعر الدواء بنسب تفوق الخيال. فمثلاً سعر دواء واحد يساوي الحد الادنى للاجور. كل ذلك ولم يرف للمسؤولين جفن، ولم يجيبوا على سؤال واحد، من اين يأتي المواطن بالمال لتسديد كل هذه الفواتير الجنونية. بالطبع ان المنظومة متخمة بالاموال التي بددتها وافرغت خزينة الدولة، لذلك فان رفع الاسعار لن يؤثر عليها، ولكن المواطن العادي العاطل عن العمل، بنسبة عالية جداً ولا دخل له، هل كتب عليه ان يموت لانه غير قادر على شراء الدواء؟
هل ان الحكومة هي معاً للانقاذ ام معاً للقتل؟ لقد هجرت المنظومة خيرة شباب لبنان وابعدتهم عن بلدهم لتقضي على اي تحرك في الشارع، حيث لم يبق في لبنان سوى كبار السن. فهل هي تخطط لقتل الناس عبر حرمانهم من الدواء، ليخلو لها الجو؟ ان سياستها المدمرة تقود الى المزيد من العزلة والتهجير، لقد اتخذت الكويت امس قراراً بعدم تجديد اقامة مئة موظف اكثريتهم لبنانيون وطلبت ترحيلهم مع عائلاتهم فور انتهاء مدة اقامتهم. فماذا ستقول المنظومة لهؤلاء العائدين؟ الا يخشى المسؤولون ان تعمد دول الخليج كلها وربما غيرها ايضاً، الى اتخاذ تدابير مماثلة، فتعيد مئات او الاف العاملين الى بلادهم. هل امنت لهم المنظومة عملاً بديلاً؟.
تثبت المنظومة يوماً بعد يوم انها تعيش في وضع خيالي كما وصفها مقرر الامم المتحدة، وقد مر تصريحه المدوي مرور الكرام لان المنظومة لا تسمع ولا ترى… ان رفع الدعم عن الدواء وتحليق الاسعار بهذا الشكل الخيالي، سيؤدي حتماً الى انفجار كبير، لان القرارات الظالمة وصلت الى حياة المواطن الذي لم يعد له ما يخسره، فهل يقبل بان يحرم من الدواء ويموت ام انه سينفجر؟
لا ماء، لا كهرباء، لا محروقات، لا مواد غذائية في متناول المواطن، الذي بدأ يلغي اشتراكه بالمولد الكهربائي، لعجزه عن تسديد الفاتورة التي اصبحت بالملايين. لا عمل، بطالة مستشرية الى اخر السلسلة التي تطول وتطول ولا من قرار او اجراء واحد، يرش نقطة ماء على المواطن. فالى اين نحن سائرون؟ وماذا تريد هذه المنظومة؟ الايام المقبلة ستحمل الاجوبة التي ستكون على مستوى الظلم اللاحق بالمواطن.