مقتل خمسة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة استهدف محافظ عدن ووزير الزراعة

قتل خمسة أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح الأحد في انفجار سيارة ملغومة استهدف موكباً يقل مسؤولين في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، وفق مصادر أمنية أوضحت أن المسؤولين نجوا من الانفجار.
وقال مصدر أمني يمني لوكالة فرانس برس «انفجرت سيارة ملغومة كانت تقف في الخط العام بشارع المعلا أثناء مرور موكب مسؤولين بينهم محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة والأسماك سالم السقطري وقيادي آخر».
وبحسب المصدر، نجا المسؤولون الثلاثة من الانفجار.
وتشكّل عدن، المدينة الساحلية الجنوبية، المقرّ المؤقت للحكومة اليمنية منذ أن طردها المتمرّدون الحوثيون من العاصمة صنعاء في الشمال في 2014.
ولملس ووزير الزراعة مسؤولان في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين الذين انضموا العام الماضي الى حكومة وحدة تقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في شمال البلاد، بعد مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.
عملية «إرهابية»
وأمر رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك «الجهات المختصة بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات العملية الإرهابية الجبانة وتعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كل من يستهدف أمن واستقرار عدن»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
ونقلت الوكالة أن المحافظ والوزير أكدا «أنهما بحالة جيدة ولم يمسهما مكروه».
ولم تتبنّ أي جهة حتى الآن التفجير الذي يعدّ الأكثر عنفاً في عدن منذ الانفجار الذي استهدف مطار عدن في 30 كانون الأول (ديسمبر) الفائت بصواريخ بالستية.
واستهدف الهجوم في حينه مبنى المطار عند وصول أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة إليه وأدى إلى سقوط 26 قتيلاً على الأقل، من بينهم ثلاثة موظفين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصحافي.
واتهمت الحكومة في حينه الحوثيين بتنفيذ الاعتداء. وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بعد أشهر أن الاعتداء نفذ بصواريخ شبيهة بتلك التي يستعملها الحوثيون وقد أطلقت من مناطق واقعة تحت سيطرتهم.
وكان اليمن الجنوبي مستقلاً الى أن أعيد توحيد البلاد في العام 1990، لكن بقي هناك تيار مؤيد للانفصال.
وتضم القوات الموالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. وخاضت هذه الفصائل في 2019 معارك مع القوات الحكومية، متهمة الحكومة بالفساد.
وعملت السعودية على إنهاء الخلافات، وتوسطت لتشكيل حكومة تمثّل كل الفصائل بهدف التفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن المجاور للمملكة.
«مخطط تآمري»
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان إن التفجير يأتي في وقت «انهيار الجبهات في شبوة ومأرب لصالح ميليشيات الحوثي الإرهابية، في مخطط تآمري مشترك وخطير يستهدف الجنوب كافة والتحالف العربي، علاوة على أنها تستهدف أمن العاصمة عدن».
وصعّد الحوثيون في شباط (فبراير) عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين. ومن شأن سيطرتهم على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.
وتسبب النزاع في اليمن بانهيار في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها في البلاد، فيما يعيش أكثر من 3،3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات حيث تتفشى الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
كما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليوناً يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.
واستهدفت اعتداءات عدة خلال السنوات الماضية قوات أو مسؤولين في الحكومة. كما تبنى جهاديون عمليات أخرى.
ا ف ب