سياسة لبنانيةلبنانيات

الحرب على اشدها من غزة وصولاً الى الجنوب اللبناني واعادة تحريك الملفات الداخلية الملحة

باسيل يجول على القيادات السياسية وبوحبيب يفتح ملف النزوح في سوريا

الحرب على غزة مستمرة وبوتيرة متصاعدة، وتحصد السكان الابرياء في قصف اسرائيلي عنيف جداً، بحيث فاق عدد الضحايا الخمسة الاف. ورغم هذه الحدة في العدوان، بدأ تحرك ديبلوماسي خجول في الافق، وتعالت بعض الاصوات وخصوصاً في اوروبا تطالب بهدنة انسانية، علها توصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. فيما المساعدات تدخل الى القطاع ولكن بالقطارة. وتطالب الامم المتحدة باعلان الهدنة حتى تتمكن الشاحنات المحملة بالمساعدات من الدخول. الا ان اسرائيل تحاول استغلال هذا التأييد الغربي وخصوصاً الاميركي غير المسبوق وجر الولايات المتحدة الى المعركة بمشاركة فعلية، لتحقيق امنيات نتانياهو التوسعية العدوانية، وهو الذي يشعر بأنه انتهى سياسياً، وان الاسرائيليين ينتظرون توقف الحرب لخلعه من سدة الحكم محملين اياه مسؤولية السقوط المدوي الذي مني به العدو.
على الحدود الجنوبية اللبنانية الوضع على حاله، تبادل قصف وسقوط قتلى وتدمير بعض المنشآت للعدو، وخصوصاً المنشآت التجسسية التي اقامها على الحدود. وعلى الرغم من ان الاشتباكات تسير وفق قواعد محددة، فقد شهدت المناطق الحدودية نزوحاً كثيفاً لاهالي القرى، قالت الامم المتحدة انه بلغ 19 الف نازح، معظمهم من الاطفال والنساء والمسنين، وهذا يشكل عبئاً على الدولة اللبنانية المنهارة اصلاً اقتصادياً ومعيشياً. من هنا كانت الدعوات من كل حدب وصوب لعدم جر لبنان الى الحرب، لانه غير قادر على تحمل نتائجها. وهذا ما دعت اليه السفيرة الاميركية دوروثي شيا بعدم انزلاق البلد الى القتال، محذرة من اي محاولة لتصعيد الوضع. واكدت ان الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب اللبناني والجيش وتدعمهما.
وعلى صعيد الداخل جمود وترقب وملفات مقفلة تنتظر هدوء الوضع حتى يعاد فتحها، وابرزها انتخابات رئاسة الجمهورية التي دخلت طي النسيان، بسبب غياب نيابي كامل عن الواجب والمسؤولية. هذا الجمود خرقه امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي بدأ تحركاً يتناول الحرب والرئاسة وقيادة الجيش والنزوح السوري. خصوصاً وان باسيل يعمل بقوة من اجل ابعاد خصومه عن قصر بعبدا والمجيء بشخص مقرب، اذ يتعذر وصوله هو شخصياً. اما بالنسبة الى قيادة الجيش، فمن المعروف انه يعارض بشدة، لا بل يقاتل من اجل عدم وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى سدة الرئاسة.
انطلاقاً من هذا الواقع بدأ باسيل امس جولة على القيادات السياسية، فزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، متجاوزاً الخلاف الكبير بينهما وما رافقه من حملات متبادلة بين الطرفين، وبحث معه في مواضيع الساعة. ثم انتقل الى كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وكان بحث في الملفات المطروحة وخصوصاً الحرب وقيادة الجيش. ومعلوم ان جنبلاط ايضاً تهمه قضية الشغور في القيادة العسكرية وهو يطالب منذ مدة بتعيين رئيس للاركان حتى اذا شغر منصب قائد الجيش يتولى رئيس الاركان وفقاً للقوانين القيادة. ووجه الطرفان الدعوة الى عدم جر لبنان الى الحرب والى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. وفي المساء اتصل باسيل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وكان تداول في القضايا الراهنة وخصوصاً الوضع في الجنوب، وكان اتفاق على مواصلة الاتصالات.
اما النزوح السوري والذي تراجع البحث فيه بسبب الحرب، فقد عاد الى الواجهة من جديد امس، من خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على رأس وفد وزاري ضم المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري وكان لقاء مطول جمعه مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي اكد للوفد اللبناني رغبة سوريا في اعادة النازحين الى ارضهم وبلدهم. وفي بيان مشترك صدر في نهاية اللقاء شدد الجانبان على اهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين الى وطنهم، وضرورة تحمل المجتمع الدولي والامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف، واكد المقداد ان سوريا ترحب بجميع ابنائها وتتطلع لعودتهم وهي تبذل قصارى جهدها، بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الانساني لتحقيق ذلك.
وشكر الوزير بوحبيب الحكومة السورية. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين وضبط الحدود وتبادل تسليم المحكومين العدليين وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
ان القضية الملحة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، هي انتخاب رئيس للجمهورية. فهل يتحمل النواب مسؤولياتهم ويقومون بواجبهم، ام انهم انتخبوا ليجلسوا على الكراسي ويديرون ظهورهم لمصالح البلد والناس؟ ان انتخاب رئيس يعيد اطلاق سير العمل في الادارات والمصالح من خلال تشكيل حكومة فاعلة تتمتع بالخبرات والحياد التام. ولكن المصالح الشخصية تعطل كل الايجابيات التي تخدم البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق