تشكيل الحكومة من يوم الى يوم فاما ان تبصر النور واما الاعتذار
هبة ساخنة، هبة باردة. هكذا تسير المفاوضات لتشكيل حكومة باتت اذا ابصرت النور، الامل الوحيد لاخراج لبنان من ازماته القاتلة، والشرط الوحيد للدول العربية والصديقة التي تريد مساعدة لبنان ولكنها تنتظر خطوة من المسؤولين لم تأت بعد رغم مرور عام بالكامل على بدء البحث بتشكيل الحكومة. وقد شهدت الفترة اعتذارين، الاول قدمه السفير مصطفى اديب والثاني الرئيس سعد الحريري فعلى امل ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي الثالث، فينجح في مهمته وتبصر الحكومة العتيدة النور، والا فلا حكومات حتى نهاية العهد.
في اللحظة الاخيرة الغي لقاء كان مقرراً امس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بطلب من الاخير لاستكمال البحث والمشاورات، رغم ان هذه المشاورات فاقت حدها وتجاوزت كل المهل. وعلم ان الخلاف لا يزال يدور حول عدد من الحقائب وفي طليعتها حقيبة العدل التي رشح رئيس الجمهورية لها القاضي الخوري وتردد ان الرئيس ميقاتي كان معارضاً. الى جانب خلاف حول وزارات الطاقة والشؤون الاجتماعية والخارجية. وفي كل مرة تحل عقدة تظهر عقد جديدة وهذا ما يسد طريق التأليف. فعسى ان يوفق الرئيس المكلف في لقاء بعبدا اليوم بتجاوز كل العقد ويصعد الدخان الابيض، والا فان الاعتذار يصبح وارداً بقوة رغم الضغوط الخارجية وحتى الداخلية في تجنب كأس الاعتذار، لان الاوضاع حينها ستتدهور الى ما لا نهاية وستكون العواقب وخيمة.
على كل حال ان الحكومة ان ولدت، ماذا تستطيع ان تفعل في مدة لا تزيد عن اشهر، حيث يحين موعد الانتخابات وتنتهي فترة عمل الحكومة. ولذلك فستكون الحكومة في حال تأليفها حكومة انتخابات، مع التحضير لعمل جدي يقي لبنان السقوط النهائي، ويضعه على الطريق الصحيح.
وعلى الرغم من اهتمام المواطنين بما يدور بين بعبدا ودارة الرئيس المكلف حيث يتولى المستشارون مهمة تذليل العقبات، فانهم منشغلون بازمات سببتها المنظومة لالهائهم عن السياسة المدمرة التي تتبعها هذه المنظومة، بدءاً من الكهرباء التي اصبحت عملة نادرة في هذه الايام شلت كل مرافق الحياة، مروراً بالمحروقات من بنزين ومازوت وغاز، وقد بدأ فقدانها من الاسواق يؤثر على اهم اسباب الحياة كالخبز وغيره.
ايام مرت على قرار رفع جزئي للدعم عن المحروقات على امل ان تختفي طوابير الذل، ويحصل المواطنون على حاجاتهم، الا ان الوضع لا يزال على حاله والشكوى تتصاعد في كل مكان رغم ارتفاع اسعار المحروقات بنسب كبيرة. ويقول الخبراء عبثاً يسعى المسؤولون طالما ان معابر التهريب وهي معروفة كلها لدى الاجهزة الامنية، لا تزال مشرعة امام نقل المحروقات والطحين وغيرهما الى سوريا. فالمعابر ممنوع المس بها والمهربون محميون فكيف ستحل المشكلة اذاً؟ لذلك فان تشكيل حكومة جديدة يمكن ان يساهم في ضبط الاوضاع. فالى متى ستبقى هذه الفوضى العارمة متحكمة بمفاصل الحياة في لبنان. ومتى ينتفض المسؤولون لكراماتهم فيستعيدون سلطتهم ويفرضونها على الجميع. فالوضع القائم لن ينقذ لبنان منه التخاذل والتهرب من المسؤولية وادارة الظهر، بل بالمواجهة وعندها تكون الكلمة الاخيرة لاصحاب الحق.