هل ممنوع على لبنان ان تكون له حكومة؟
في موعد اليوم… ما في موعد. هل يلتقي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية؟ اللقاء بالنسبة الى المواطنين ان هناك ايجابيات، فتكبر الامال عندهم بولادة حكومة جديدة. واذا كان العكس يسود التشاؤم. اكثر من سنة ونحن على هذه الحال والبلد يغرق بناسه ولا من يهتم ولا من يسأل ولا من يحاسب. مع العلم ان الحساب هو بيد الشعب فلماذا لا يتحرك بجدية ويبقى على تحركه حتى الوصول الى غايته؟ لقد اظهر في الخارج انه نشيط ومتحرك وفاعل ولكنه في الداخل ساكن صامت.
يدلون بالتصاريح يومياً ويبثون التفاؤل والايجابيات، وهم في الحقيقة يضمرون غير ما يعلنون. هكذا هي الطبقة السياسية المتحكمة التي لم يعد يصدقها احد، لا في الداخل ولا في الخارج، باستثناء قلة سارت وراء زعمائها كالخراف، وهي مقتنعة بكل ما يقولون، وترى سوادهم ابيض. انهم في نظرها لا يخطئون. هؤلاء السياسيون يحتمون بهذه القلة للبقاء في اماكنهم يتحكمون في كل شيء.
في حكومة… ما في حكومة ويبدو ان لا حكومة في الامد المنظور ولا حتى في الامد البعيد ربما. المعنيون يتلهون بالمحاصصة التي هي هدفهم وغايتهم. فلا الشعب يعني لهم شيئاً ولا البلد ككل. المهم ان يصلوا وينالوا ما يصبون اليه. امس انتظر الجميع زيارة يقوم بها الرئيس المكلف الى بعبدا، وقيل انه سيحمل معه تشكيلة حكومية مكتملة لعرضها على رئيس الجمهورية. الا ان الزيارة لم تتم، وتردد ان مشاورات الليل بددت تفاؤل النهار وعادت التشكيلة الى الوراء بدل ان تتقدم. ففي كل مرة يتحدثون فيها عن ايجابيات تظهر عقد جديدة فتعيد الامور الى المربع الاول. فالى متى سيستمر هذا الوضع؟ لا الضغوط الداخلية نجحت ولا التهديدات الخارجية بالعقوبات فعلت فعلها وبقي كل طرف على موقفه وبقي البلد ينهار والشعب ينازع.
هل بات ممنوعاً على اللبنانيين ان تكون لهم حكومة ترعى مصالحهم وتدبر شؤونهم؟ ومن يمنع ذلك؟ هل هو الداخل، ام الوضع الاقليمي؟ الاسئلة كثيرة ولكن الاجوبة عليها غائبة اقله بالنسبة الى المواطنين. اما الطبقة السياسية فتعرف كل شيء لانها هي اللاعب على الارض. اذا كان الامل مقطوعاً فلماذا لم يقدم الرئيس ميقاتي اعتذاره بعد؟ فعسى ان تحمل الايام المقبلة الجواب الشافي.
وسط هذا الظلام المدلهم والذي يزيده سواداً الانقطاع الكلي للكهرباء والمولدات على الطريق، برزت نقطة بيضاء كانت فشة خلق المواطنين، وتمثلت بالمداهمات التي جرت لمستودعات الادوية حيث تم العثور على اطنان من الادوية المقطوعة من السوق كلياً، وعليها تتوقف حياة كثير من المرضى. فتمت مصادرتها وارسالها الى حيث يجب ان تكون. هؤلاء المحتكرون هل هم من البشر؟ وهل لا يزال عندهم ضمير؟ كيف يقبلون بان يموت الناس امام اعينهم بسبب اختفاء الدواء وهو مخبأ عندهم في الاطنان طمعاً في تحقيق الارباح؟ انها جريمة لا تصدق ولا تغتفر. فعسى ان يكون العقاب على قدر الجرم.