الشعب ينتظر والعالم يراقب… فهل نحن امام ولادة حكومة ام اعتذار ثالث؟
يعقد اليوم الاجتماع الثالث في بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف للتشاور في تشكيل حكومة جديدة، حكومة اختصاصيين تنهي هذا الوضع المأساوي لا بل الكارثي في البلد. الا ان التفاؤل الذي ساد في اليومين الماضيين اثر تكليف نجيب ميقاتي بالمهمة الصعبة، كما وصفها هو نفسه، بدأ يتبدد. ولم يغب عن البال الزيارات العشرون التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى بعبدا وباءت بالفشل فاضطر الى الاعتذار. فهل نحن امام ولادة حكومة ام اعتذار جديد يكون الثالث في اقل من سنة، وهذا ما لم يحدث في تاريخ لبنان.
بدأ الاعلام يتحدث عن شروط تظهر وتتوضح، ونأمل الا تكون صحيحة. ان لعبة الشروط هي التي تسد طريق ولادة الحكومة في كل مرة. فهل نصدق الاعلام ام المصادر الرسمية في بعبدا والسرايا والتي تتحدث عن توافق كبير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف؟ نأمل الا يطول الالتباس وتكثر التكهنات، لانها لا توحي بقرب الحل. مع العلم ان جميع المعنيين يدركون اهمية السرعة في انجاز التشكيلة واعلانها لتبدأ طريق الاصلاح ثم الانفراج.
اننا نعيش في عالم غريب عجيب لم يشهد لبنان مثيلاً له. فالمسؤولون يعلمون ان مجرد الاعلان عن حكومة قادرة وفاعلة، سينفتح العالم علينا وتعود المساعدات والدعم وتبدأ الامور بالتحسن، ومع ذلك فانهم يماطلون ويساومون من اجل مصالح خاصة تتعلق بالحصص والصلاحيات والمعايير وغيرها من الالفاظ التي تسد طريق الحل والتي مجها الناس. فهل يتم التنازل من قبل الجميع هذه المرة من اجل الشعب والبلد، ام ان جهنم ستبقى تحرق في كل اتجاه؟
هل يعلم المسؤولون ان الامور فالتة كلياً في كل القطاعات دون رقيب او حسيب. فالدوائر مقفلة بسبب قرار الموظفين بعدم الذهاب الى العمل بحجة فقدان مادة البنزين والتدهور المعيشي، وقضايا الناس معطلة، وهي اصلاً لم تعد موجودة بعدما خسروا كل شيء. ويسجل الفلتان الاكبر في السوبرماركت. لقد جنت الاسعار يوم وصل الدولار الى ثلاث وعشرين الف ليرة، ورغم انه عاد وانخفض الى 18 الفاً اليوم وربما اقل، لم تنخفض الاسعار قرشاً واحداً. فكيف لا والدولة غائبة والرقابة معدومة وتصريحات وزير الاقتصاد لا يبالي بها احد، لانها تجافي الحقيقة. يتحدث عن تهديدات وعقوبات فيضحك اصحاب السوبرماركت والمتاجرون بلقمة العيش في سرهم. فهم يعلمون ان احداً لن يطالهم، وان هذه التصريحات هي للاستهلاك ليس الا.
هل يعلم المسؤولون ان المتاجر تقفل ابوابها والشركات الكبرى تغادر البلد الى الخارج، والبطالة ترتفع اكثر فاكثر والفقر والجوع يعمان؟ فان كانوا يعلمون ولا يزالون متمسكين بسياساتهم وارائهم فتلك مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة اكبر.
هل يعلم المسؤولون ان 4 آب على الابواب، وان ما قبله ليس كما بعده؟ نعم يعلمون ولكنهم يتكلون على ان الشعب مخدر وانه يصرخ ساعات، ثم يعود الى هدوئه الذي اعتادوا عليه والذي شجعهم على التمادي في هذه السياسات الخاطئة. فهل يكون هذا التحرك فاعلاً هذه المرة فينزلون الى الشارع ولا يخرجون منه الا بعد ان ينالوا مطاليبهم. تماماً كما فعل الشعب التونسي في بداية الربيع العربي، ام انهم سيكتفون بالاحتجاج الذي لا يغني ولا يؤدي الى نتيجة؟
الوضع صعب، لا بل جهنمي، فهل يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم ام يتركون البلد ينهار كلياً؟ هل تشكل حكومة في اقصى سرعة تتولى الاصلاح، ام تتكثف الزيارات الى بعبدا ولا نتيجة؟ الشعب ينتظر والعالم يراقب فهل ينجح التشكيل ام الاعتذار؟ نرجو ان يكون الجواب سريعاً. رحمة بالمواطنين والوطن.