مجتمع

بهية الحريري تكرم السماك لمناسبة نيله الجائزة الدولية لحوار الاديان

كرمت النائب بهية الحريري رئيس لجنة الحوار المسيحي – الاسلامي محمد السماك لمناسبة نيله الجائزة الدولية لحوار الاديان وذلك في مركز بيروت للمعارض «البيال».
حفل التكريم جرى تحت شعار «تعزيز دولة العيش المشترك» وحضره رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة وقرينته، الرئيس حسين الحسيني، امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، سجعان قزي ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، عماد واكيم ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعدد من النواب والشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والاعلامية.
النائب بهية الحريري قالت: نلتقي اليوم حول قيمة وطنية كبرى نذرت حياتها لوصل ما انقطع بين ابناء الوطن الواحد والطوائف والاديان المكونة للعائلة الوطنية الواحدة. وقالت: جئنا لنكرم احد رجال لبنان الرسالة واكثر من وطن لنقول لمحمد السماك ما احوجنا اليك اليوم كما كنا نحتاجك في كل يوم لنبني جسور المحبة والمودة بين ابناء العائلة الواحدة والوطن الواحد وتجسد قيم المدينة التي ولدت وكبرت فيها وتحليت
بأخلاقها وقيمها الحاضنة والجامعة لكل ابناء وطننا الحبيب لبنان… فكنت خير من يجسد قيم هذه المدينة واخلاق ابنائها بعلمهم ووداعتهم.
وبعدما اشادت بمزايا السماك واخلاقه وتواضعه وسعيه لجمع ابناء هذا الوطن توجهت الى السماك بالقول: «سنوات طوال وانت تخاف الله في الصحافة والكتابة والسياسة والعلم والمعرفة. كنت دائماً تعرف الله، وكنت دائماً انساناً. لذلك عرفت بأن الحوار هو سمة العاقل وسمة المؤمن لان فيه جوهر الرسالات وسلامة الانسان وتقدمه وتطوره».
ثم تحدث السماك فقال: علمتني تجربتي الطويلة في الحوار، انه لا توجد قوة اشد فعالية من ضعف المحبة. وان المسامحة هي افضل من الانتقام واعمقها اثراً. بل هي بالتأكيد افضل انتقام. وعلمتني التجربة ايضاً انه كلما افسحت في قلبي مكاناً للآخر، فهمت الآخر اكثر، وفهمت نفسي افضل… وكنت الى الحقيقة اقرب.
لذلك ادركت ان حوار الحياة هو فن البحث عن الحقيقة في وجهة نظر الآخر. ولا يكون الآخر آخر الا اذا كان مختلفاً. وهذا يعني انني انطلق في الحوار معه من قاعدة الاقرار بانني لا املك الحقيقة، وانني ابحث عنها. وانني اتطلع اليها في وجهة نظره. ولذلك احترمه واحترم وجهة نظره المختلفة.
ومن الدروس العملية التي تعلمتها من تجربة الحوار ان بناء حواجز آمنة حول قمة جبل الاختلافات، هو افضل وانفع من حشد سيارات الاسعاف في اسفل الوادي. ذلك ان منع السقوط هو افضل من تضميد جراح الساقطين. وان منع وقوع الازمة هو اسهل من محاولة حلها واقل كلفة. واول ما تتطلبه ثقافة منع السقوط، التفاهم على حصر الاختلاف في اطار الاحترام والمحبة المتبادلين.
وقال ايضاً: ان الاستبداد شر.  الاستبداد الديني شر مطلق. والسكوت عن الشر، شر مثله. وعدم التصدي له تواطؤ معه. ولذلك فاننا جميعاً في قارب نجاة واحد. نغرق معاً او ننجو معاً. وإنا بإذن الله لناجون. قد ترتفع موجة الغلو والتطرف، وقد تجتاح شواطئنا، ولكنها لن تقوى على دفاعاتنا الايمانية وعلى ثوابتنا الوطنية، ولا بد لها من ان تتراجع وان تنحسر، شأنها في ذلك شأن كل الموجات التي عرفناها من قبل والتي عرفها غيرنا على مدى التاريخ. فاحتكار الايمان ليس ايماناً. واحتكار الحقيقة هو الضلال المبين.
وختم: ان للبنان رسالة قد تنتكس احياناً ولكنها تبقى حية دائماً. قد لا نرتفع نحن الى مستوى متطلباتها احياناً. ولكننا نتوق اليها باستمرار، ونلجأ اليها عندما تهب علينا رياح سموم التمزيق والتفتيت. لقد علمتنا التجربة ان هذه الرسالة ليست مجرد شعار نتغنى به، ولكنها حبل نجاة، وطريق خلاص لنا وللدول العربية الاخرى المتعددة الاديان والمذاهب والعناصر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق