توفي 12 شخصاً وأجلي نحو 200 ألف آخرين جراء فيضانات شهدتها مدينة وسط الصين، وقف ما أعلنت السلطات المحلية، في وقت تفجّرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جرّاء الأمطار الغزيرة. من جانبه، حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء أنّ بلاده تواجه فيضانات «خطيرة للغاية».
قامت السلطات الصينية بإجلاء نحو 200 ألف شخص من مدينة تشهد فيضانات وسط البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون محليون الأربعاء، في وقت تفجّرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جرّاء الأمطار الغزيرة.
وأفادت سلطات مدينة تشنغتشو الواقعة في خنان أنه «تم حتى الساعة السابعة صباحاً في 21 تموز «يوليو» إجلاء نحو 200 ألف شخص وتأثّر 36 ألفاً من سكان المدينة بالكارثة». ويقود الجيش عمليات الإنقاذ في المدينة التي تعد أكثر من عشرة ملايين نسمة وحيث أغرق تساقط الأمطار على مدى أيام الشوارع ومترو أنفاق.
وفاة 12 شخصاً في أنفاق المترو
إلى ذلك، لقي 12 شخصاً حتفهم وأصيب خمسة بجروح جرّاء السيول التي غمرت مترو أنفاق في تشنغتشو فيما تم إنقاذ المئات، وفق ما أعلن مسؤولو المدينة في منشور على منصة «ويبو».
وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ركاباً وصل منسوب المياه إلى مستوى أكتافهم في إحدى حافلات مترو تشنغتشو، كما وقف بعضهم على المقاعد. وفي مقطع فيديو آخر، قام رجال الانقاذ بإجلاء الركاب في الظلام.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية صور من شوارع تشنغتشو ظهر فيها مشاة أثناء إنقاذهم من السيول والفيضانات.
الرئيس يحذر أن الأحداث بلغت «مرحلة دقيقة»
من جهته، حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء أنّ بلاده تواجه فيضانات «خطيرة للغاية»، مشيراً إلى إن «سدود بعض الخزّانات انفجرت، مما تسبّب بإصابات خطيرة وبخسائر في الأرواح وبأضرار في الممتلكات. السيطرة على الفيضانات في وضع خطير جداً».
وأضاف شي أنّ الأحداث بلغت «مرحلة دقيقة».
التغير المناخي وكثرة بناء السدود
يذكر أن الفيضانات الموسمية شائعة في الصين، لكنّ العلماء يقولون إنّ التغيّر المناخي يتسبّب بزيادة ظواهر الطقس المتطرّفة. وتتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في الصين في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل.
وكان مصدر عسكري صيني حذّر الثلاثاء من خطر انهيار سدّ بعد هطول أمطار غزيرة «غير مسبوقة» فى وسط البلاد. وذكرت القيادة الإقليمية لجيش التحرير الشعبي الصيني في بيان أنّ صدعاً بطول 20 متراً ظهر في سد في مدينة لويانغ التي يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة في مقاطعة خنان. وحذّرت من أنّ «السدّ قد ينهار في أي لحظة».
كما أفاد، الجيش أنه أرسل جنوداً للقيام بأعمال طارئة من بينها تحويل مسار الفيضانات.
لكنّ التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء الواسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية.
ولفتت هيئة الأرصاد الجوية في تشنغتشو إلى أنه أعلى معدل متساقطات يومي منذ بدء تسجيلها قبل 60 عاماً.
وتشهد الصين كل صيف فيضانات بسبب الأمطار الموسمية. والعام الماضي، دمّرت فيضانات غير مسبوقة في جنوب غرب البلاد الطرق وأدّت إلى إجلاء عشرات آلاف السكان.
فرانس24/أ ف ب